حكم جعل الآيات القرآنية والأذان نغمات للهاتف النقال / د. ظافر بن حسن آل جَبْعَان
هذا الفعل لا يجوز لأمور منها:
1- جاءت الشريعة بالأمر بتعظيم شعائر الله - تعالى -، وهذه من القواعد المقررة شرعاً، قال تعالى:{ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }[الحج:32].
*************
2- إن الله - عز وجل - أنزل القرآن الكريم ليتعبد الناس به، ويتخذه الناس في عباداتهم لا ليجعل نغمات للهاتف، أو يعلق على الحيطان للزينة وغير ذلك.
****************
3- يظهر أن في جعل الآيات القرآنية، والأذان امتهان لهما، لأن صاحب الهاتف النقال لا يتحكم في زمن ومكان تلقي اتصالاته، ورنة هاتفه، فقد يتلقى رنة هاتفه وهو في المرحاض، وهذا أمر يُرفع كلام الله، وشعائر دينه عنه.
*************************
4- من القواعد المتقررة عند أهل العلم أن كلام الله - عز وجل - مقدس ومحترم وينبغي التأدب عند سماعه كما قال تعالى:{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[الأعراف:204] , فأي تأدب مع القرآن حين يجعل تنبيه للهاتف؟!!
******************************************
وأما الأذان فمن أحكامه وآدابه الترديد وحسن الاستماع، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:« إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ »متفق عليه , فأي متابعة وترديد وتأدب معه هنا؟!
*****************************
5- إن من الأسباب التي تمنع جعل مثل هذه النغمات جائزة أن الإنسان عندما يرن عليه هاتفه يبادر بالرد على المكالمة الهاتفية فيقطع الآية، والأذان، فلم يترك الآية والأذان تتم، فيخشى أن يكون قدم كلام الناس على كلام الله عز وجل .
**************************
6- من القواعد المقررة أن الأذان مؤقت بوقت، ولا يجوز تقديمه على وقته، ولا تأخيره عن وقته إلا بعذر شرعي فعن مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:« إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا» أخرجه البخاري(658)، ومسلم(1570)؛ فكيف يجعل في الهاتف يؤذن كل حين وآن؟!
***************************
7- ألفاظ الأذان ألفاظ شرعية جعلها الله في أماكن مخصوصة، فكيف تجعل نغمات للهاتف؟!
**************************
8- أن الشريعة جعلت لكل شيء ما يناسبه، ولكل وقت عبادته، فكيف تجعل العبادات في غير أماكنها التي جاءت الشريعة بالإتيان بها فيها.