ما صحة هذا الدعاء ؟
السؤال :
تصلنا عبر البريد الإلكتروني رسائل كثيرة فيها أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها الغث ومنها السمين، ومن بينها الحديث التالي الذي شككت فيه ولم أر فيها فتوى لتأكيد البينة على ذلك وهو: أرسل هذه الأسماء الحسنى الخمسة إلى أحد عشر من أصدقائك وسترى أن أكبر مشكلة عندك ستنحل ـ بإذن الله تعالى ـ جربها حتى لو لم تكن مقتنعاً بها: يا الله، يا كريم، يا أول، يا آخر، يا مجيب ـ لا تلغي هذه الرسالة جرب حتى لو لم تكن مصدقاً ـ يافا رج الهمّ، ويا كاشف الغمّ، فرّج همي ويسّر أمري وارحم ضعفي وقِّلة حيلتي وارزُقني مِن حيثُ لا أحتسب يا ربّ العالمين، قال صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ هذا الدعاء وأخبر الناس به فرّج الله همّه؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن هذا من الكذب البيِّن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع ما فيه من السماجة والسذاجة والإحداث والابتداع في الدين، ومثل هذه الرسائل لا يجوز إعادة إرسالها ـ لا على سبيل التجربة، أو غيرها ـ فضلا عن سبيل الاقتناع بها والتصديق لها.
ثم ننبه على أصل مهم، وهو أن نقل الأحاديث النبوية لا بد فيه من التحرز والتحري، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تكذبوا علي، فإنه من كذب علي فليلج النار.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليهما.
وقال ـ أيضا ـ صلى الله عليه وسلم: من حدث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين. رواه مسلم.
والله أعلم.
ما صحة هذا الحديث ؟
جواب الشيخ :
ــــــــــــــــــــــــــ
هذا الحديث بحثت عنه في كتب السنة فلم أجد له أصلا ، فإن في آخر ما يقال إذا نشرت هذا الدعاء من أخبر به الناس قالوا : " إن النبي عليه الصلاة والسلام قال : " (( إن من أخبر الناس بهذا الدعاء فرج الله همه ))
وهذا الحديث ليس له أصل في كتب السنة
وإنما ورد حديث في مستدرك الحاكم من حديث عائشة رضي الله عنها :
(( أن أباها أخبرها أن من قال هذا الدعاء ولو كان عليه من الدين ما كان عليه فإن دينه يقضى عنه وهو :
" اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين ارحمني رحمة من عندك تغنيني بها عن رحمة من سواك ))
هذا مع كونه أتى في مستدرك الحاكم إلا أنه حديث لا يصح أيضا
مع أنه أتى بهذه الصيغة غير الصيغة التي ذكرتها فإنه لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام
ولذلك:
حكم عليه الذهبي والهيثمي والبزار بأنه لا يصح لأن به رجلا يقال له : الحكم بن عبد الله الأيلي هذا قال عنه الإمام أحمد رحمه الله : " كل أحاديثه موضوعة يعني مختلقة
ومع هذا كله فإنه لم ترد هذه الجملة الأخيرة من أخبر به الناس فرج الله همه
فمثل هذا الدعاء لا يجوز أن يتناقل
وعلى المسلم أن يتقي الله فمن اختلقه فهو على إثم عظيم
وكذلك :
من نشر فإنه يعين على نشر الباطل
فالله الله في سنة النبي عليه الصلاة والسلام الصحيحة الثابتة
هذه مشكلة وسائل التواصل ثورة وأيضا ثروة معلوماتية لكن ما يعرف طرفها من نهايتها ما الصحيح وما السليم
فبالتالي :
لا تبرأ ذمة أحد من الناس أنه يأخذ من هذه الوسائل مجردة إلا بعد أن يسأل أهل العلم
وبالتالي :
على أهل العلم المتمكنين أن يتصدروا للناس حتى لا يتصدر غيرهم
والله المستعان
ينقل الموضوع لساحة الاحاديث والمواضيع المكذوبة