السؤال
هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور؟
أولاً :
جواب الشيخ بن العثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح عدد229
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا، يذكر المؤرخون: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين اختفى في غار ثور عششت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة على غصن شجرة وهذا كذب لا صحة له ، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل، أي إنسان تعشش العنكبوت وتكون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول: ما في أحد، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنهولهذا قال أبو بكر : [ يا رسول الله! لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ] لأنه لا يوجد مانع، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور، ولهذا يحترم كثير من الناس العنكبوت، يقول: لا تقتلها؛ لأنها عششت على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الوزغ يُقتل؛ لأنه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهذه تكرم فنقول: لا، العنكبوت تقتل إذا آذت مثل غيرها، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فتقتل، بل في حديث لكنه ضعيف الأمر بقتل العنكبوت
=====
ثانياً :
المُجيب مركز الفتوى .
~~~~~~~~~~~~~
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قصة نسج العنكبوت على باب الغار عند اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، عند الهجرة وردت في حديث رواه الإمام أحمد في المسند، قال عنه الشيخ شعيب الأرناؤوط إسناده ضعيف، وضعفه كذلك الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه "سلسلة الأحاديث الضعيفة" تحت الرقم: 1129، وذكر روايات أخرى منكرة.
ثم قال: والأشبه بالآية أن الجنود فيها إنما هم الملائكة، وليس العنكبوت ولا الحمامتين، ولذلك قال البغويفي تفسيره للآية: وهم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار وأبصارهم عن رؤيته.
=====
ثالثاً :
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة " :
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
واعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فكن من ذلك على علم اهـ .
وأما ستر الملائكة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر فقد رواه الطبراني في "الكبير"
من حديث أسماء بنت أبي بكر . وهو حديث طويل وفيه : (فقال أبو بكر لرجل يراه مواجه الغار : يا رسول الله إنه ليرانا ، فقال : كلا إن ملائكة تسترنا بأجنحتها ... الحديث) .
وهذا الحديث في سنده يعقوب بن حُمَيْد بن كاسِب المدني ، وقد اختلف فيه أهل العلم .
فضعفه ابن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي ، ووهَّاه أبو زرعة الرازي .