بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبدأ على بركة الله نحكى قصة هابيل وهابيل
حين استقر آدم - عليه السلام - وزوجته (حواء) فى الأرض بدأت الحياة الزوجية
تكتمل فكان لا بد من وجود ذرية لتعمر الأرض وليستمر نسل آدم -عليه السلام - إلى يوم القيامة
وبالفعل بدأت حواء تحمل وتلد لآدم -عليه السلام - اولاداً كثيرين ..
فكانت تلد فى البطن الواحدة ولداً وبنتاً ،وكبروا أولاد آدم -عليه السلام - وتزوجوا
وامتلأت الأرض بذريته ..
وكان دائماً يدعوهم إلى الله ويحضهم على طاعته ،ويحذرهم من معصيته
ناتى لقابيل وهابيل
ولدت حواء فى بطن واحدة ولدا وانثى وبعدها بفترة
ولدت فى بطن ولداً وانثى فسمى آدم عليه السلام
أحدهما قابيل والاخر هابيل ،وكان فى شرع آدم عليه السلام - انه لا يجوز لأبن ان يتزوج
اخته من نفس البطن بل يتزوج من اخته الى ولدت قبله وبعده..
وجاء هابيل يريد أن يتزوج من أخت قابيل وهذا مشروع فى شرع آدم - عليه السلام -
وكانت اجمل من اخت هابيل من نفس البطن ،فوافق آدم -عليه السلام - ولكن قابيل رفض
وبكل شدة واراد ان يتزوج من توأمه لأنها كما قلنا اجمل من تؤام هابيل..
فما الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ؟
امرهما آدم - عليه السلام - ان يقدما قربانا ً إلى الله -جل وعلا - فمن تقبل الله منه
يتزوج من اخت قابيل الأجمل هذه ..
وبالفعل قام كلاً من الأخوين بتقديم قربان إلى الله
ذهب قابيل واخرج من زرعه بعض الأعواد من أسوا واردأ انواع الزروع وقدمها قربانا إلى الله - جل وعلا -..
اما هابيل فأسرع إلى ماشيته وأختار كبشاً ثميناً من خيار ماشيته وقدمه قربانا لله جل وعلا
ووقف الأثنان ينتظران ماذا سيحدث فى شوق ولهفة ...)
فنزلت نار من السماء فأكلت الكبش ولم تأكل قربان قابيل وهذا معناه ان الله -جل وعلا - تقبل قربان هابيل ولم يتقبل
قربان "قابيل "
وهنا غضب " قابيل " غضبا شديداً وأمتلأت نفسه بالحقد والحسد وقرر فى لحظة
من نزغات الشيطان أن يقتل اخاه " هابيل "
و كان " هابيل " قويا شديدا وكان يستطيع الدفاع عن نفسه بل ويقتل " قابيل "
ولكنه كان يخاف الله رب العالمين
يقول تعالى : (( لئن بسطت إلىَ يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدي اليك لاقتلك
إنى اخاف الله رب العالمين ))
سورة المائدة
كما اراد " هابيل " أن يذكر اخاه إلى جزاء من يقتل اخاه
فيقول تعالى :
((إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ))
سورة المائدة
ولكن الشيطان مسيطر على " قابيل " وبالفعل قتل اخاه " هابيل "
كيف هناك ثلاثة روايات
ان قابيل قتل اخاه " هابيل " بحديدة كانت معه
وقيل : إنه إنما قتله بصخرة رماها على رأسه وهو نائم
وقيل :بل خنقه خنقا شديداً وعضه كما تفعل السباع .. فمات والله أعلم
(قصص الأنبياء للحافظ ابن كثير )
المهم أنه قتله ، ثم جلس أمامه عاجزاً لا يدري ماذا يصنع بجثته
فهذه أول جريمة قتل ترتكب على وجه الأرض ولم يكن احد على وجه الأرض
يعلم شيئاً عن دفن الموتى ، ونجد هنا ان أى جريمة قتل إلى يوم القيامة
سيكون لقابيل نصيب منها !!
تخيلوا حجم السيئات التى تذهب إليه كل دقيقة !!
اللهم إنا نسألك العفو والعافية
فأحذرأخى أن تبدأ وتعلم أحد فعل ذنب ما فسيكون لك نصيب من هذا الذنب كلما فعله
صاحبك ومنة يعلهم ايضا صاحبك هذا فهى متوالية مهلكة
نسأل الله العفو والعافية
فحمل قابيل جثة هابيل وأخذ يمشى بها فى الأرض
لا يدرى أين يذهب ،وماذا يفعل بها ؟!
وأخذه التعب والجهاد وجلس يستريح وهنا الملك سبحانه وتعالى
ارسل غرابين يقتتلان ، فقتل أحدهما الأخر ، فأخذ الغراب القاتل
يحفر فى الأرض حفرة كبيرة ثم وضع فيها الغراب المقتول ،ودفنه وغطاه بالتراب
فعلم قابيل كيف يدفن أخاه " هابيل " وكان فى هذه اللحظة نادما اشد الندم على قتله " هابيل "
فحفر حفرة ودفن اخاه " هابيل " وهو يبكى حزنا عليه
بخبرنا الحق سبحانه وتعالى :
(( قال يا ولتى أعجزت أن اكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخي فاصبح من النادمين ))
(سورة المائدة )
هذه قصة ابنى آدم وليتنا نأخذ منها العبرة والعظة
فلحظات الغضب تكون لحظات مسيطر عليك فيها الشيطان اللعين
ويجعلك تفعل ما تندم عليه مستقبلا ً
نسأل الله العفو والعافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.