لماذا لا يستجيب الله لنا الدعاء في طلب النصر على الأعداء !

اقتباس :: من كتاب المنتقى من علوم السنة لأبي العباس ابن أحمد قال : بسم الله الرحمن الرحيم
باب (كيف يستجيب الله لنا الدعاء وكيف يكون النصر على الأعداء )
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد :
يقول صاحب الكتاب شيخنا أبو العباس بن أحمد حفظه الله : فكل واحد منا يسعى لأن
يستجيب الله دعاءه ، لا سيما في هذه الأيام التي عم فيها الظلم وطم ، وخاصة على أهل
غزة فرج الله كربهم .
ولكن قد يمنع مانع من استجابة الدعاء كقول القائل : ( ندعوا الله ولا يستجيب لنا )
والجواب أن نقول : إن الله تعالى يستجيب الدعاء ، فهذا القول غلط ، لأنه استعجال ،
والاستعجال من الأسباب التي تمنع إجابة الدعاء كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه
وسلم بقوله : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت ولم أرى يستجب لي )
ولابن السعدي رحمه الله كلام نفيس في ذلك فقد قال في تفسير قوله تعالى :
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوت الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي
لعلهم يرشدون ) قال رحمه الله : ( فمن دعا ربه بقلب حاضر ، ودعاء مشروع ، ولم يمنع مانع
من إجابة الدعاء ، كأكل الحرام ونحوه ، فإن الله وعده بالإجابة ، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة
الدعاء ، وهي الاستجابة لله بالانقياد لأوامره القولية والفعلية ، والإيمان به الموجب
للاستجابة ، فلهذا قال تعالى : ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) انتهى كلام
العلامة السعدي رحمه الله تعالى .
ثم قال شيخنا أبو العباس حفظه الله : ومن هنا تعلم أن أسباب استجابة الدعاء التمسك
بالكتاب والسنة وهما الدين كله ، فإن الله تعالى أنزل كتابه ليتبع وأرسل رسوله عليه الصلاة
والسلام ليطاع ، وأكمل الدين فلا يحتاج إلى إكمال ، فمن استجاب لله تعالى بالتمسك
بالكتاب والسنة بفهم أعلم الناس بالنبي وأتبع الناس له صلى الله عليه وسلم السلف
الصالح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استجاب الله له .
فلنستجب لله تعالى حتى يستجيب لنا ، وقد قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله كما في
جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر رحمه الله ، قال تعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) فما لنا
ندعوا فلا يستجاب لنا ؟ فقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : من أجل خمسة أشياء قال الرجل :
وما هي ؟ قال إبراهيم : ( عرفتم الله فلم تؤدوا حقه ، وقرأتم القرآن فلم تعملوا به ، وقلتم :
نحب الرسول عليه الصلاة والسلام وتركتم سنته ، وقلتم : ونلعن إبليس وأطعتموه ،
والخامسة : تركتم عيوبكم وأخذتم في عيوب الناس ) انتهى .
ومما تقدم تعلم كيف يكون النصر على الأعداء وذلك بالأخذ بأسباب النصر ، وهذا معنى
قول الحق تبارك وتعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم ) وقوله تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره )
وذلك بالأخذ بأسباب النصر ، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره القولية والفعلية
وتجنب نواهيه القولية والفعلية ، وذلك بالتمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه السابقون
الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فمن حقق ذلك فقد وعده الله تعالى
بالنصر ، ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثا .
فتدبر هداك الله لكل خير .
فأرجو أخي الحبيب وأختي الفاضلة التفطن لما تقدم وأخذه بعين الاعتبار والإقبال على الله
بصفحة بيضاء نقية والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين .

» الدعاء المستجاب باذن الله
» لماذا سلب الله عز وجل نعمة كان قد اعطاها لنا ؟!
» لماذا أحبك يا رسول الله
» لماذا لم يرض الله للنساء الحزن ؟
» لماذا لم يخلقنا الله كاملين غير خطاءين ؟