الوعد الحق
نرحب بك زائرنا العزيز ونرجوا أن تستمتع معنا

وأن تشارك بالتسجيل ، لنسعد بمشاركاتك ومساهماتك

ونعم للإيجابية ولا للسلبية ، توكل على الله واشترك معنا مأجور أن شاء الله

فلعل كلمة تكتبها يهدي الله بها رجلاً واحداً

فتكون لك خيرا من حمر النِعم أو مما طلعت عليه الشمس

الوعد الحق
نرحب بك زائرنا العزيز ونرجوا أن تستمتع معنا

وأن تشارك بالتسجيل ، لنسعد بمشاركاتك ومساهماتك

ونعم للإيجابية ولا للسلبية ، توكل على الله واشترك معنا مأجور أن شاء الله

فلعل كلمة تكتبها يهدي الله بها رجلاً واحداً

فتكون لك خيرا من حمر النِعم أو مما طلعت عليه الشمس

الوعد الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الوعد الحق

الوعــــــــــد الحــــــــــــــــــــق ~دعوية، ثقافية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول
{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } ( 21 ) سورة الحديد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا } .
يقول تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ( 108 ) ) سورة يـــــــــــوسف
المواضيع الأخيرة
» احاديث عن شهر رمضان المبارك وفضله "متجدد "
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالجمعة 18 مارس 2022 - 14:14 من طرف الوعد الحق

» الأحاديث النبوية ( متجدد)
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالثلاثاء 15 مارس 2022 - 15:35 من طرف الوعد الحق

» Deeds are presented on Monday and Thursday
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالثلاثاء 15 مارس 2022 - 15:33 من طرف الوعد الحق

»  In a minute you can have all your sins forgiven
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالإثنين 14 مارس 2022 - 15:25 من طرف الوعد الحق

» "Three supplications are answered without doubt.
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالسبت 12 مارس 2022 - 16:17 من طرف الوعد الحق

» Spread greeting with peace among of you
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالخميس 10 مارس 2022 - 15:44 من طرف الوعد الحق

» Hadeth of the day protect yourself daily from any evil
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالخميس 10 مارس 2022 - 15:42 من طرف الوعد الحق

» "When you go to your bed, recite Ayat-al-Kursi
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالأربعاء 9 مارس 2022 - 15:57 من طرف الوعد الحق

»  I accept Allah as a God for me
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالثلاثاء 8 مارس 2022 - 15:52 من طرف الوعد الحق

» Quran can be your defender or accused you
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالثلاثاء 8 مارس 2022 - 15:45 من طرف الوعد الحق

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الوعد الحق - 16600
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
نور محمد - 2006
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
حازم الطيب - 766
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
مآسة غزة - 621
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
روح الايمان - 492
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
bogossa srina - 343
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
عروبة عروبة - 276
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
محمد ابو الهيجاء - 167
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
رتـاج نور الهدى - 154
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
المتوكل على الرحمن - 107
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_rcapدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_voting_barدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد I_vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
نصائح لتطوير الذات " متجـــــدد "
الأحاديث النبوية ( متجدد)
" بستان منتديات الوعد الحق "
من أقوالهم ..(السلف الصالح )
حديث وشرحه (متجدد)
" آية وتفسيرها (متجدد ) "
هنا تضع كل ما يروق لك من ابيات الشعر
الأحاديث النبوية ( متجدد)
الأحاديث النبوية ( متجدد)
الأحاديث النبوية ( متجدد)
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Labels=0

 

 دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الوعد الحق
المـــــــــــــــــــدير العــــــــــــــــــــــام
المـــــــــــــــــــدير العــــــــــــــــــــــام
الوعد الحق


عدد المساهمات : 16600
نقاط : 51720
تاريخ التسجيل : 17/03/2011

دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Empty
مُساهمةموضوع: دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد   دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالسبت 24 مايو 2014 - 17:37



    ((اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ، وأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعْ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعَدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأْلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ))([1]).

هذا الدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد؛ لما فيه من معانٍ ومقاصد جليلة, ومطالب عالية في العقيدة والأخلاق والعبادات الظاهرة والباطنة، ففيه:

1- توسل إلى اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا.

2- وتفويض الأمور إلى اللَّه تعالى.

3- والتوكل عليه جل وعلا.

4- وسؤاله التوفيق إلى كمال العبودية من العبادات.

5 - وفيه سؤال أعلى نعيم الآخرة, وأعلى نعيم الدنيا, وغير ذلك من المطالب المهمة.

وإنما تعظم فائدة هذا الدعاء، وغيره من الأدعية، في فهم معانيها، والتدبر في دلالاتها, ومقاصدها النفيسة، والمجاهدة في تحصيل تحقيقها: قولاً، وفعلاً، والإكثار منها في السؤال والطلب.

المفردات:

قوله: ((القصد)): التوسط والاعتدال .

قوله: ((نعيماً لا ينفد)): أي لا ينقطع ولا ينتهي.

قوله: ((قرة عين لا تنقطع)): ما تقرّ به العين من لذة وسرور.

قوله: ((برد العيش)): أصل البرد في الكلام: السهولة.

قوله: ((خشيتك)): خوف مقترن مع تعظيم.

قوله: ((ضراء)): عكس السراء, وهي الحال المضرة.

قوله: ((فتنة)): الاختبار والامتحان.  

الشرح:

قوله: ((اللَّهم بعلمك الغيب)): الباء للاستعطاف والتذلّل, أي أنشدك بحق علمك ما خفي على خلقك([2])، ولم يخف عليك مما استأثرت به, فيه تفويض العبد أموره إلى اللَّه جل شأنه, وطلب الخيرة في أحواله، وشأنه منه جل وعلا, وتوسلاً إليه سبحانه وتعالى بعلمه الذي وسع كل شيء, وأحاط بكل شيء.

قوله: ((وبقدرتك على الخلق)): توسل لكمال قدرته النافذة على جميع المخلوقات: إنسها، وجنّها، وملائكتها، وهذا توسل بصفة القدرة بعد صفة العلم، أرجَى في قبول الدعاء واستجابته؛ لأن التوسل بأسماء اللَّه وصفاته كما سبق مراراً هو أكبر الوسائل التي يرجى معها استجابة الدعاء.

((وينبغي أن يعلم أن الحاجات التي يطلبها العبد من اللَّه تعالى نوعان:

   النوع الأول: ما عُلِم أنه خير محضٍ، كسؤال خشيته من اللَّه تعالى, وطاعته وتقواه، وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار, فهذا يطلب من اللَّه تعالى بغير تردد، ولا تعليم بالعلم بالمصلحة؛ لأنه خير محض.

النوع الثاني: ما لا يعلم هل هو خير للعبد أم لا، كالموت والحياة، والغنى والفقر، والولد والأهل، وكسائر حوائج الدنيا التي يجهل عواقبها، فهذه لا ينبغي أن يُسأل اللَّه منها إلا ما يعلم فيه الخيرة للعبد؛ لأن العبد جاهل بعواقب الأمور، وقد تضمّن الدعاء في هذا الحديث النوعين معاً؛ فإنه لما سأل الموت والحياة قيّد ذلك بما يعلم اللَّه تعالى أن فيه الخيرة لعبده, ولما سأل الخشية وما بعدها مما هو خير صرف جزم به، ولم يقيّده بشيء))([3]).

ولهذا ينبغي للعبد أن يفقه في باب الدعاء، ما يدعو به؛ لأنه يدعو رب الأرض والسموات، فينبغي أن يتخيَّر لمولاه أجمل الألفاظ، وأحسن المعاني، وأنبل الأماني.

قوله: ((أحيني ما علمت الحياة خيراً لي)): أسألك بأن تحيني حياة طيبة، بأن يغلب خيري على شرّي, بأن أتمسك بشريعتك، متبعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم إذا كانت الحياة خيراً لي, وفي هذا تفويض كامل للَّه تعالى, وتقديم اختياره تعالى على اختيار نفسه, لعجزه، وضعف اختيار العبد لنفسه، فهو عاجز عن تحصيل مصالحه، ودفع مضارّه إلا بما أعانه اللَّه عليه، ويَسَّره له, وفيه كذلك حسن الظن باللَّه جل وعلا بكمال أفعاله، وصفاته المقترنة بكمال الحكمة والعلم والعدل.

قوله: ((وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي)): بأن تغلب سيئاتي على حسناتي, بأن تقع الفتن والفساد والشر في الدين، ففي هذه الحال يكون الموت خيراً لما فيه من الراحة للمؤمن، والسلامة من البلايا؛ ولهذا جاء النهي في السنة عن تمني الموت لضُر نزل بالعبد لجهله بالعواقب، ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ))([4]). أي علّة النهي عن تمني الموت بأن العبد إن كان محسناً فحياته يرجى أن يزداد بها إحساناً، وإن كان مسيئاً فإنه يسترضي اللَّه بالإقلاع عن الذنوب، وطلب المغفرة.

ثم شرع في سؤال المنجيات الثلاث كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ، وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ)) ([5]) .

قوله: ((وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة)): أي أسألك يا إلهي دوام الخشية مع الخوف في السر والعلن، والظاهر والباطن في حال كوني مع الناس، أو غائباً عنهم، فإن خشيتك رأس كُل خير، فقد مدح اللَّه جل وعلا في عدة آيات من يخشاه بالغيب، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"([6]) ، وقال: "مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ"([7]).

((وقد فُسّر الغيب في هذه الآيات بالدنيا؛ لأن أهلها في غيب عما وعدوا به من أمر الآخرة، والموجب لخشية اللَّه تعالى في السر والعلانية، أمور منها:

1-قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي.

2-النظر في شدة بطشه وانتقامه وقوته وقهره.

3-قوة المراقبة للَّه، والعلم بأنه شاهد ورقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه مع عباده، حيث كانوا))([8]).

قوله: ((وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب)): وهذا المطلب عزيز جداً يقلّ في واقع العبد، لذلك سأله ربَّه تعالى، وأسألك يا اللَّه النطق بالحق في جميع أحوالي، في حال غضبي، وفي حال رضاي، فلا أداهن في حال رضى الناس وغضبهم عليَّ، ويكون الحق مقصدي في جميع الأحوال.

قوله: ((وأسألك القصد في الغنى والفقر)): وبأن أكون مقتصداً معتدلاً في حال غناي وفقري، فلا أنفق في الغنى بسرف، ولا طغيان، ولا أضيّق في حال فقري خوف نفاد الرزق، كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا"([9]).

والقوام هو القصد، والتوسّط، وفي كل الأمور.

قوله: ((وأسألك نعيماً لا ينفد)): أي أسألك نعيماً لا ينقضي، ولا ينتهي، وليس ذلك إلا نعيم الآخرة، قال تعالى: "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ"([10])، وقال جل شأنه: "إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ"([11]) أي في الجنة، فهو دائم لا ينتهي ولا ينقص.

((أما نعيم الدنيا فهو نافد، كما أن الدنيا كلها نافذة، وكأنه حين ينزل به الموت وسكراته لم يذق نعيماً من نعيم الدنيا))([12]) .

قوله: ((وأسألك قرة عين لا تنقطع)): وقرة العين هي من جملة النعيم الذي أسأله في الدنيا والآخرة؛ لأن النعيم منه ما هو منقطع، ومنه ما لا ينقطع، فمن قرّت عينه بالدنيا فقُرَّة عينه منقطعة، سروره فيها زائل؛ لأن لذاتها مشوبة بالفجائع والمنغصات، فلا تقرَّ عين المؤمن في الدنيا إلا باللَّه عز وجل وذكره ومحبته والأنس به، والمحافظة على طاعته في الليل والنهار، ومن أعظمها الصلاة، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم((وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ))13])، وقرّة العين في الآخرة تشمل النعيم في البرزخ، وفي الجنة، وقرّة العين التي لاتنقطع هي التي لا تنتهي، فإنّ من قرَّت عينه باللَّه جلّ وعلا فقد حصلت له قرة عين لا تنقطع في الدنيا، ولا في البرزخ، ولا في الآخرة.

قوله: ((وأسألك الرضى بعد القضاء)): سأل الرضى بعد حلول القضاء؛ لأنه حينئذ تتبين حقيقة الرضا، وأما الرضى قبل القضاء، فهو عزم ودعوى من العبد، فإذا وقع القضاء، فقد تنفسخ العزائم، وسؤال اللَّه الرضى بعد القضاء يتضمن الرضا بما فيه من خير أو شر، فأما في الخير فيرضى ويقنع به ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به. وأما في الشر فيصبر، ولا يتكلّف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به، وأما في الشر فيصبر ولا ينزعج ولا يتسخّط، ويتلّقاه بوجهٍ منبسطٍ،وخاطرٍ منشرحٍ،وشكرٍ مستمرٍّ([14])، والرضى بالقضاء مقام عظيم، من حصل له فقد رضي اللَّه عنه، فإن الجزاء من جنس العمل، قال اللَّه تعالى: "رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ"([15]).

((قال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب اللَّه الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين))([16]) .

قوله: ((وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت)): أي أسألك الراحة بعد الموت، ويكون ذلك برفع الروح إلى الجنان في عليين، وهذا يدل على أن العيش وطيبه، وبرده، إنما يكون بعد الموت للمؤمن، فإن العيش قبل الموت منغصٌ لما فيه من الهموم والغموم.

قوله: ((وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك)): جمع هذا الدعاء أطيب وأهنأ شيء في الدنيا، وهو الشوق إلى لقاء اللَّه عز وجل وأنعم وأطيب شيء في الآخرة هو النظر إلى وجه اللَّه الكريم، الذي لا شيء أجمل، ولا أنعم، ولا أهنأ من رؤيته، فعن صهيب رضى الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُريدُونَ شَيئاً أَزيدُكُمْ؟ فَيقُولُونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ ألَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قال: فَيَكْشِفُ الحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلَى رَبِّهِمْ  عز وجل ])((17))فهو أعظم من كل نعيم في الجنة وما فيها.

قوله: ((في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مُضلة)): أي أسألك شوقاً لا يوجد فيه ما يُضرني في ديني، ولا في دنياي بأن أحيا حياة خالية من الضرّ والبلاء الذي لا صبر عليه، وخالية من الفتن المضلّة، الموقعة في الحيرة، ومفضية إلى الهلاك.

قوله: ((اللَّهم زَينا بزينة الإيمان)): يا اللَّه زيَّن بواطننا وظواهرنا بزينة الإيمان، فتشمل زينة الباطن بالاعتقاد الصحيح، واليقين الثابت، وزينة اللسان بالذكر والقرآن، وزينة الظاهر بالأعمال الصالحة، والطاعة الدائمة، فإن الزينة الكاملة النافعة الدائمة، هي زينة الإيمان والتقوى إذا شملت القلب والبدن. فقد سمَّى اللَّه تعالى التقوى لباساً، وأخبر أنها خير من لباس الأبدان "وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ"([18])([19]).

قوله: ((واجعلنا هداة مهتدين)): بأن نهدي أنفسنا، ونهدي غيرنا، وهذا أفضل الدرجات، قال تعالى:"وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا"([20])، وكما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضى الله عنه ((اللَّهم اجعله هادياً مهدياً، واهده، واهد به)) ([21]) .

ووصف الهداة بالمهتدين، وذلك أن يكون العبد عالماً بالحق متبعاً له، معلّماً لغيره ومرشداً له، ((ويدخل فيمن دعا إلى الهدى، ومن دعا إلى التوحيد من الشرك إلى السنة من البدعة))([22])، فحقّ على الداعي أن يعتني بهذا الدعاء العظيم الجامع والشامل لكل خيرات الدنيا والآخرة.



____________________________________________________________
([1]) النسائي، كتاب السهو، نوع آخر، برقم 1305، والسنن الكبرى له، 1/ 387، وأحمد، 30/265، برقم 18325، وابن حبان، 5/ 304، وأبو يعلى، 3/ 195، والحاكم، 1/ 425، وابن أبي شيبة، 10/ 264، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/280، برقم 1304، وفي صحيح الجامع، برقم 1301.

([2])  العلم الهيب، 311 .

([3])  مجموع رسائل ابن رجب : 1 / 164 .

([4])  صحيح البخاري، كتاب التمني، باب ما يُكره من التمني، برقم 7235.

([5])  الطبراني في الأوسط، 5/ 328، برقم 5452، والبيهقي في شعب الإيمان، 2 / 203، ومسند الشهاب، 1/ 214، ومسند الفردوس، 1/ 173، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، 2/ 7، وروى البزار القسم الأول منه، 2/ 346، وقال العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: ((و بالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن على أقل الدرجات إن شاء الله تعالى))، 4 / 301، ، برقم 1802.

([6])  سورة الملك، الآية: 12 .

([7])  سورة ق، الآية: 33.

([8])  مجموع رسائل ابن رجب 1/164 .

([9])  سورة الفرقان، الآية: 67.

([10])  سورة النحل، الآية: 96 .

([11])  سورة ص، الآية: 54.

([12])  مجموع رسائل ابن رجب، ص 173 .

([13])  مسند أحمد، 21 / 433، برقم 14037، وعبد الرزاق، والنسائي في السنن الكبرى،
5/ 280، والطبراني في الكبير، 20/ 420، والحاكم، 2/ 160، وجوّد إسناده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 13 / 94، وفي صحيح الجامع، برقم 3098.

([14])  الشر في القضاء كما سبق في المخلوق، وليس في صفات الله تعالى وأفعاله؛ لأنها كلها خير، وحق، وعدل، وفضل، ولطف، وليعلم أن الله تعالى لا يخلق شراً محضاً، بل لا بد فيه من خير من جهة أخرى .

([15])  سورة المجادلة، الآية: 22 .

([16])  مجموع رسائل ابن رجب، 1/175 .

([17])  مسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم I، برقم 180 .

([18])  سورة الأعراف، الآية: 26.

([19])  مجموع رسائل ابن رجب، 1/180.

([20])  سورة الأنبياء، الآية: 73 .

([21])  أخرجه أحمد،29/ 426،برقم 17895،والترمذي،كتاب المناقب، باب مناقب معاوية بن أبي سفيان t، برقم 3842، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم، 4/ 1836، والطبراني في الأوسط، 1/ 205، وابن حبان، 16/ 176، وصححه الألباني في صحيح الترمذي
3 / 236، والمشكاة، برقم 623 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1969.

([22])  مجموع رسائل ابن رجب، 1/180 .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alwa3d.forumegypt.net
الوعد الحق
المـــــــــــــــــــدير العــــــــــــــــــــــام
المـــــــــــــــــــدير العــــــــــــــــــــــام
الوعد الحق


عدد المساهمات : 16600
نقاط : 51720
تاريخ التسجيل : 17/03/2011

دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد   دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد Emptyالخميس 4 سبتمبر 2014 - 16:27



صفحة الوعــــــــــــد الحــــــــــــــق بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82/257695784303116


جـــــــروب الوعد الحــــــــق بالفيس بوك

https://www.facebook.com/groups/alwa3d.al7aq/?fref=ts



صفحة الصُحبة الطيبة بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8%D8%A9-Forum-good-companionship/180484078636404
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alwa3d.forumegypt.net
 
دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دعاء تفريج الهموم (دعاء لايجوز لاحتواءه على شركيات يرجى الحذر)
» دعاء للوالدين فلا تبخل عليهما (دعاء لا يثبت )
» موقع الفتاوي الاسلامية (صيد الفوائد)
» أشهد أنك عظيم
» كلام عظيم !!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الوعد الحق :: الْسَّــــــــــرَّاج الْمُنِيْــــــــر"عَلَيْـــــه افْــــــضَل الْــــصَّلاة وَأَتَـــــم الْتَّسْلِيْـــــــم-
انتقل الى: