" أيوب عليه السلام "

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما بعد :،

أخوانى ، واخواتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميعنا يضرب المثل فى الصبر بأيوب عليه السلام ولكن هل نعلم على ماذا صبر عليه السلام ؟

وما قصته ، وكيف كان ، وما تفاصيل هذا الصبر ؟

أعتقد أن القليل منا من يعرف هذا

لذا نحاول اليوم بإذن الله أن نسلط الضوء على حياة سيدنا ايوب عليه السلام

نبدأ على بركة الله

كان في بلاد حوران نبي كريم أسمه أيوب ( عليه السلام ) وكان عليه السلام رجلاً كثيرالمال ، فقد أنعم

الله عليه من سائر صنوف انواع النعم ، الأراضي المتسعة الخصبة، وكانت له من الخيل ما يدهش

الأبصارواعداد وفيرة من الإبل والبقر والغنم وسائر الماشية ، وقد كانت لأيوب _عليه السلام_

ألف شاة برعاتها ، ناهيك بالعبيد الذين يقومون برعاية الأرض وخدمة الأنعام

وكان أيوب _ عليه السلام _ براً ، تقياً ، رحيما ، يحسن إلى المساكين ، ويكفل الأيتام والأرامل

ويكرم الضيف وكان شاكراً لأنعم الله مؤدياً لحق الله عز وجل

وكان لأيوب _ عليه السلام _ أولاد واهل كثير ، وكانت زوجه ( ليا ) ترفل في هذا النعيم ، شاكرة عابدة

عارفة حق الله على العباد في الشكر ،رزقها الله من البنين والبنات ما تقر به عينها ولا تحزن

وفي يوم من الايام

جاءه أحد عبيده ليخبره أن ولد من اولاده قد مات فصبر وأحتسب ، ثم مات ولد آخر بعد ذلك بأيام

فصبر وأحتسب وظل اولاده يموتون الواحد وراء الأخر حتى مات كل أولاده .

بل وفى نفس الوقت كانت المواشي والأغنام والخيل تموت امامه حتى فنيت جميعاً وهو صابر محتسب.

ليس فقط هذا!

بل اُبتلي فى جسده بأنواع من البلاء ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله - عز وجل- بهما

وطال مرضه وهو صابر محتسب وأنقطع عنه الناس ولم يعد يحنو عليه أحد سوى زوجته.

حتى أنها كانت تخدم الناس بالأجر لتطعمه ( رضي الله عنها وارضاه)

وهى صابرة محتسبة ، قالت لزوجها أيوب _ عليه السلام _ ذات مرة :

يا أيوب ، إنك رجل مجاب الدعوة فأدع الله أن يشفيك .، فقال :" كنا فى النعماء سبعين سنة ، فدعينا

نكون في البلاء سبعين سنة ."

وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله { إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب } ص :2

وكان الناس يعطفون على زوجته بعدما علموا بما حدث لزوجها أيوب _ عليه السلام _ ...إلى أن خاف

الناس من مرضه وظنوا أنه مرض معدٍ وربما يعدي زوجته وتنتقل العدوى اليهم فخاف الناس منها

ومنعوها من العمل عندهم

( وهذا غير صحيح بالمناسبة فقد جاء في الاسرائليات أن سيدنا أيوب مرض بمرض كالجزام او الجدري والقي خارج البلدة

وهذا غير صحيح على الاطلاق وذلك لسبب بسيط لأن الله عز وجل لم يكن ليبتلي نبياً من انبيائه بمرض يبعد الناس عنه

لأن ذلك يحول بين هذا النبي وبين تبليغ دعوة الله عز وجل وتبليغ الشرائع والأحكام )

ففكرت الزوجة الوفية ماذا تفعل لتطعم زوجها فوصلت إلى حل في غاية الصعوبة ولكن لا بد منه

أمسكت بضفائر شعرها وقصتها لتبيعها مقابل الطعام والشراب ( قمة الوفاء رضي الله عنها )

وذهبت لزوجها ايوب _ عليه السلام _ سعيدة بأنها احضرت الطعام والشراب

فسالها أيوب _ عليه السلام _ : من اين لكِ هذا الطعام ؟

فخافت أن يغضب فقالت له : خدمت بعض الناس .

كل هذا وسيدنا ايوب _ عليه السلام _ صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله .

وفي أحدى المرات أصّر سيدنا أيوب _ عليه السلام _ أن يعرف من أين تأتي زوجته بهذا الطعام وأقسم

ألا يأكل حتى تخبره

وأقسم أن يضربها مائة ضربة عندما يشفى

فما كان من الزوجة إلا أن اخبرته بالحقيقة وكشفت عن رأسها فرأى شعرها محلوقاً فحزن حزنا شديداُ

كل هذا وهو صابر محتسب شاكر لله

هنالك توجه إلى ربه بالدعاء ، طالباً منه كشف البلاء

( وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ) الانبياء : 83

(اني مسنى الشيطان بنُصب ٍ وعذاب ٍ ) ص : 41

فاستجاب الله له وكشف عنه بلاء فالله على كل شئ قدير

هذا الدعاء بعد ما يقارب 18 عشر عاما من الصبر

وجائت الوصفة الطبية الربانية كما جاء فى الذكر الحكيم

( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ) ص : 42

فالدواء هين بسيط امتثل له أيوب _ عليه السلام _ لأمر ربه ومس الأرض فنبع منها الماء نقياً عذيا

فشرب منه فبرئ ما كان في بطنه من سقم ، فما كان يرسل الماء على عضو إلا ويعود فى الحين

أحسن مما كان من قبل بإذن الله وعادت له حيويته وشبابه فلما رأته زوجته لم تعرفه حتى انها سألته عن زوجها

النبي المبتلى ايوب _ عليه السلام _ ظنا منها انه شخص اخر مع ذكرها له أنه يشبه زوجها عندما كان عفياً صحيحاً.

فاخبرها انه هو زوجها ففرحت فرحاً شديداً وشكرت الله وحمدته.

وكما رد الله له عافيته وصحته رد الله عليه ضعفي المال الذي فقده ، ورزقه ضعفي ما كان عنده من أولاد

فقد أرسل الله سحابتين لا تحملان مطراً بل ذهباً وفضة ، وكان لأيوب _ عليه السلام _ موضعين أحدهما للقمح ، والأخر للشعير

فأفرغت إحدى السحابتين الذهب بمكان القمح وأفرغت الأخرى في مكان الشعير .!

( صحيح القصص النبوي ص : 161 )

نذكر قسم ايوب _ عليه السلام _ بأن يضرب زوجته مائة ضربة عندما يشفى وقت أن غضب

عندما سألها عن مصدر الطعام الذي كان تحضره له فى مرضه

وعز عليه بعد شفائه أن يكون جزاؤها منه على صبرها الضرب ! وفي نفس الوقت شق عليه أن لايفي لربه بنذره وقسمه

فجعل الله له فرجاً ومخرجاً إذ امره أن يأخذ حزمة من قش القمح أو الشعير ، فيضربها بها ضربة واحدة

فيكون قد وفًى بنذره ولم يضر زوجته قال تعالى لأيوب :

( وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ) ص : 44

سبحان الله الكريم

ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً

هناك دروس مستفادة كثيرة وعديدة من قصة سيدنا أيوب _ عليه السلام _ من المؤكد أنكم لاحظتوها

وحتى لا اطيل ساترك لكم استخراجها وساذكر منها بإذن الله فى كل مشاركة درس مستفاد

نسأل الله أن يرزقنا الصبر فى فى الباساء والضراء ، وفي كل حين وأن يجعلنا من المتفين الصابرين

الراضي وأن يتقبل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم

سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

صفحة الوعــــــــــــد الحــــــــــــــق بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82/257695784303116

صفحة الصُحبة الطيبة بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8%D8%A9-Forum-good-companionship/180484078636404

» نبي الله هود عليه السلام
» ما صحة قصة إبراهيم عليه السلام مع زوجات إسماعيل عليه السلام
» يحيى عليه السلام
» قصة يونس عليه السلام
» " نبي الله نوح عليه السلام"