"سحر البيان فى آى القرءان"

الحمد لله المتوحد فى الجلال بكمال الجمال تعظيما وتكبيرا

المتفرد بتصريف الأحوال على التفصيل والإجمال تقديرا وتدبيرا

المتعالى بعظمته ومجده وكبريائه الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا

ونصلى ونسلم على خير الخلق محمد وآله وصحبه تسليما كثيرا

الذى أرسله ربه إلى جميع الثقلين الجن والإنس بشيرا ونذيرا

وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا

وبعد أيها الأحبة هذا موضوع متجدد عن

"سحر البيان فى آى القرءان"

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى

أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبله منا إنه ولى ذلك والقادر عليه

يتبــــــــــــــــــــع :،

الدرس الأول

قراءة جديدة لسورة الكهف سورة الكهف هى السورة التى ينتصف فيها القرءان الكريم الكهف خمسة أحرف وأحد السور الخمس التى تبدأ ب الحمد لله يسبقها سورتى الفاتحة والأنعام ويعقبها سورتى سبأ وفاطر فهى فى المنتصف من السور الخمس وكلها مكية
والسورة تتكون من خمسة قصص أو إن شئت فقل تتكون من خمس فتن

الفتنة الأولى فتنة الدين وتتمثل فى قصة الفتية أهل الكهف وهى سبب تسمية السورة

والفتنة الثانية فتنة المال والولد وهى فتنة الحياة الدنيا وتتمثل فى قصة صاحب الجنتين وصاحبه

والفتنة الثالثة هى فتنة الشيطان إبليس اللعين وهو المحرك الأساسى للفتن الأربع ولهذا كانت فتنة إبليس وقصة عدم امتثاله لأمر الله بالسجود لآدم فى منتصف السورة تماما تسبقها فتنتى الدين والمال والولد وتعقبها

فتنتى العلم- ممثلة فى قصة موسى والخضر- و السلطة ممثلة فى قصة ذى القرنين

ومن العجيب أنه توجد آيات من خلال كل فتنة أوقصة تمثل كيفية النجاة من هذة الفتنة وهو الدرس الأعظم المستفاد من تلاوة هذه السورة العظيمة
وحتى نعلم تفاصيل الفتن وكيفية النجاة منها وكذلك نعلم فضل قراءة عشر آيات من أولها أو آخرها أو منها لماذا تنجى من فتنة المسيح الدجال وهى من أعظم الفتن أو قد تكون أعظمها على الإطلاق وهى من علامات الساعة الكبرى وكذلك لماذا يسن قراءة السورة يوم أو ليلة الجمعة وفضائل هذة السورة المباركة فلنتابع أيها الأحبة ما يلى من دروس سحر البيان فى آى القرءان

يتبــــــــــــع بإذن الله

من أسرار المتشابه في القرآن :

قوله تعالى : (...وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ...)

[ التوبة : 94 ] ،

وقال بعد ذلك : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ...) [ التوبة : 105] .

قال في الآية الأولى : ( ثُمَّ تُرَدُّونَ ) ، وقال في الآية الثانية : ( وَسَتُرَدُّونَ ) ،

وقال : (وَالْمُؤْمِنُونَ ).

فما السر في ذلك ؟

والجواب : أن الآية الأولى في المنافقين بدليل قوله : (قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ) في نفس الآية قبلها ، وكانوا يخفون من النفاق ما لا يعلمه إلا الله تعالى ورسوله بإعلامه إياه .
أما الآية الثانية ففي المؤمنين بدليل قوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ...) [ التوبة : 103 ] ، وأعمالهم ظاهرة فيما بينهم من الصلاة والزكاة والحج وأعمال البر ، فلذلك زاد قوله ( وَالْمُؤْمِنُونَ).
وأما ( ثُمَّ ) في الآية الأولى فلأنها وعيد، فبين أنه لكرمه لم يؤاخذهم في الدنيا ، فأتى بـ " ثم " التي تفيد التراخي .والثانية وعد ، فأتى بالواو والسين المؤذنان بقرب الجزاء والثواب وبعد العقاب.
فالمنافقون يؤخر جزاؤهم عن نفاقهم إلى موتهم فناسب ( ثم ) ، والمؤمنون يثابون على العمل الصالح في الدنيا والآخرة لقوله تعالى : ( ...فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [ النحل : 97] . أفاده بدر الدين بن جماعة في كشف المعاني في المتشابه من المثاني .

من لطائف القرآن ، في قوله تعالى :

(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)

[ الرحمن : 26 ، 27]
سُئل بعض العلماء : أي نعمة في قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) ؟
فأجاب العز بن عبد السلام بأجوبة أحسنها : " النقلة من دار الهموم إلى دار السرور ، وإراحة المؤمن من الكافر ، والبار من الفاجر ، وكذلك في قوله تعالى : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) [ المرسلات : 45 ] .
فالموت راحة للمؤمن من نصب الدنيا ومحنها .

أفاده السيوطي في معترك الأقران .

إشكال في فهم آية وبيانه :
في قوله تعالى في ختام سورة الأنبياء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم :

( قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )

[ الأنبياء : 112]
لم قال : (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ) والله ( عز وجل ) لا يحكم إلا بالحق ؟
الإجابة : أن أحكم الحاكمين سبحانه وتعالى إما أن يحكم بالفضل فينزل عن حق نفسه ، وإما أن يحكم بالعدل فيستوفي حقه وحق غيره .
فأراد في هذا الدعاء في الآية التضرع إلى الله أن يحكم بالعدل الذي يستحقون أن ينالهم ، وأن يعجلوا بالعذاب ولا يمهلوا ، فأراد أن يفصل الله بينهم بالعدل الذي بستحقونه ولا يتجاوز عنهم برحمته ، فالمقصد " يا رب شدد عليهم كما هو حقهم " كما دعا النبي( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " اللهم اشدد وطأتك على مضر " .
فاتضح بذلك أن الدعاء بطلب الحكم بالحق أي العدل جاء على سبيل التضرع إلى الله ، وأن يعاملهم بعدله في ذلك لا بفضله ، وفيه من البلاغة ما فيه لمن تأمل.
وبيان ذلك : أنه لوقال : رب احكم فقط ، ولم يأت بكلمة " الحق " لشمل مطلق الحكم بدون تحديد ، وهو ما لا يوفي المعنى حقه ، ويخالف ممقصود الآية ، فعدل من الأوجز إلى الأطول لأجل المعنى السابق ، ولأجل تحديد الحق المطلوب .
كما أن الدعاء هنا مع التصريح بذكر " الحق " هدفه إعلاء ذكر الحق والعدل ، وترغيب العباد في الحرص على الحق والعدل في كل الأعمال ، واعتدادا بكونه نعمة عظيمة ، ومن هنا قال بعض العلماء : " المعنى : افصل بيني وبينهم بما يظهر به الحق للجميع ، وهذا التضرع كما في قوله تعالى : ( رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [ آل عمران : 194] والله منجز وعده وإن لم يُسأل ذلك ، وكقوله تعالى : (...فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) [ غافر : 7] .
فبان بذلك معنى الحق المقصود في دعاء النبي في الآية ، وارتفع الإشكال بفضل الله أهـ
ملخص من كلام المفسرين والبلاغيين .

سحر البيان في القرآن - بلاغة الكلمة.

بلاغة الكلمة في القرآن الكريم. الله تبارك وتعالى عندما يستعمل كلمة في موضع فإنه يستعملها للدلالة على معنى أراده وإذا أردت أن تأتي بمرادف لتلك الكلمة لا تؤدي المعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى. سأضرب لذلك بعض النماذج فقط:
قي قول الله تبارك وتعالى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴿١٤﴾ سبأ) في تلك الآية يبين الله تبارك وتعالى أن الجن لا يعلمون الغيب وضرب لذلك مثلاً عملياً واقعياً. المثل العملي الواقعي أن نبي الله سليمان الله تبارك وتعالى قد سخّر له الجن (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ﴿١٣﴾ سبأ) أراد الله أن يؤكد أن الجن لا يعلمون الغيب فأنهى الله تبارك وتعالى أَجَلَ نبيه سليمان وهو واقف متكئ على عصا تلك العصا سمّاها الله (منسأته) وما علموا أنه قد مات إلا بعد أن أكلت دابة الأرض تلك المنسأة فخرّ واقعاً فعلموا جينئذ أنه قد مات، قال الله تبارك وتعالى (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ). لكن وقفتي مع كلمة (منسأة) لماذا سمى الله العصا هاهنا منسأة بينما سماها في قصة موسى (عصا) (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ﴿١٧﴾ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى ﴿١٨﴾ طه)؟

فلماذا سمّاها الله هاهنا منسأة؟ هل لمجرد التنوع كما قد يزعم البعض أحياناً؟

أن القضية قضية تنوّع؟! كلا.

كلمة منسأة اسم للعصا بلُغة الحبشة، لماذا استعملها في هذا الموضع؟

أصل منساة من نسأ ومعنى نسأ أخّر فالمنسأة تعطي معنى التأخير.

فالله تبارك وتعالى عندما أراد أن يشير إلى أن تلك المنسأة

أي تلك العصا كانت سبباً في تأخير علم الجن بانتهاء أجل نبي الله سليمان، أتى بكلمة "منسأة" لأن المنسأة اسم للعصا بلُغة الحبشة وهي العصا التي يؤخَّر بها الشيء. إذا كانت العصا مما يؤخَّر بها الشيء تسمى منسأة لأن أصلها من نسأ بمعنى أخَّر. تدبر لماذا قال الله تبارك وتعالى منسأته هاهنا ولم يقل عصاه؟ بينما في قصة موسى معنى التأخير لم يكن مراداً وإنما المراد أنها عصا ستتحول إلى حية ثم كأنها جانٌّ ثم إلى ثعبان فلأن معنى التأخير غير مراد في قصة موسى سماها الله عصا حتى لا يختلف فيها أحد وحتى لا يقال بأنها منسأة كان فيها دلالات معينة وإنما هي عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه. فتلك دقة في اختيار الكلمة في موضعها. لو أن القرآن الكريم من كلام البشر -وحاشا له أن يكون من كلام البشر- أما كان من الممكن أن يستعمل البشر كلمة منسأة في موضع قصة موسى وكلمة عصا في موضع قصة سليمان؟ نعم، ولذلك تلك دلالة.

عندما يرغِّب الله العبد في فعل الطاعة وفي فعل الحسنة يقول تبارك وتعالى (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورى) يقترف الاقتراف أصله نزع القشرة عن الجُرْح. لو أن في يدي جرحاً ثم أتت قشرة وأردت أن أنزع تلك القشرة فإن هذا يسمى اقتراف" فيه ألم تألم لأن القشرة وأنا أنزعها تؤلمني لماذا أتحمل الألم؟ لأني أرغب في إيجاد جلدة أخرى سليمة صحيحة فمن أجل ما أنتظر من جلدة أخرى فإني أتحمل الألم الآن. ولذلك كلمة اقتراف في القرآن الكريم إذا أطلقت ولم تقيّد يعني قال الله "مقترفون" أو "يقترفوا" يكون المراد بها السيئة لأن النفس ترغب في بذل الجهد في سبيل السيئة أما في سبيل الحسنة إلا من رحم ربك هو الذي يرغب في بذل الجهد. الله تبارك وتعالى يقول (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) قيّدها بالحسنة حتى يُعلم المراد بأن المراد هاهنا من يُتعب نفسه في سبيل حسنة، من يجاهد نفسه في سبيل فعل حسنة. أتى الله بجواب شرطٍ على غير فهم البشر، فهم البشر أن جواب الشرط يكون جزاءاً لفعل الشرط بمعنى ومن يقترف حسنة ندخله الجنة، ومن يقترف حسنة نكفّر عنه سيئاته، أبداً، الله تبارك وتعالى يقول لك (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا) نزد له يها جمالاً، نجعلك من أهلها بمعنى أنك لو لم تكن من أهل صلاة الفجر وجاهدت نفسك وبذلت الجهد وصليت بفضل الله جعلك الله من أهل الفجر دائماً. إذا كنت لست من أهل العفو عمن ظلمك وجاهدت نفسك لتكون من أهل العفو جعلك الله محباً للعفو، هذا معنى قوله تعالى (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) وتلك دقة عجيبة في كتاب الله أن كل كلمة في موضعها للدلالة على المعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى.

فائدة : كلمة " الجنة " في قوله تعالى :

( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ )

[ البقرة : 25 ] .
الجنة: اسم للشجر لا للشجر والأرض ؛ ولذلك قال تعالى :

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) أي تجري الأنهار من تحت الأشجار ؛ وسميت الجنة بهذا الاسم لأنه من " جن " بمعنى : " ستر " ، والجيم والنون في لسان العرب لا يكون إلا لما فيه ستر كالمجن وهو الترس الذي يستتر به عن السهام ، والجانّ لأنه خفي عن العيون ، فالجنة كل بستان ذي شجر يستر بأشجاره الأرض ، وقد تسمى الأشجار الساترة جنة . وجاءت في الآية بلفظ الجمع " جنات " لكون الجنان سبعاً كما قال ابن عباس ، وهي : الفردوس ، وعدن ، وجنة النعيم ، ودار الخلد ، وجنة المأوى ، ودار السلام ، وعليين .
والله أعلى وأعلم .

تنبيه في معنى آيه وبلاغتها : " في قوله تعالى في شأن مريم عليها السلام :

( والتي أحصنت فرجها ...) [ الأنبياء : 91 ]

صرح هنا بالفرْج مع أن القرآن يستخدم الكناية دائماً في مثل هذه المعاني ؟

يرد على ذلك بأنه قد أخطأ من توهم هنا أن المقصود الفرْج الحقيقي ،

وإنما هو من لطيف الكنايات وأحسنها . وهي كناية عن فرْج القميص ؛

أي لم يعلق ثوبها بريبة ، فهي طاهرة الأثواب ، وليس المراد غير هذا ...

فإن القرآن أنزه معنى وألطف إشارة ، وأملح عبارة من أن يريد ما ذهب إليه وهم بعض الناس ،

لا سيما والنفخ من روح القدس بأمر القدوس "

أفاده الزركشي في البرهان في علوم القرآن .

سؤال حول دقائق بعض الألفاظ في القرآن الكريم وجوابه :
* قوله تعالى آمراً وناهياً لبني إسرائيل : (...كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) [ البقرة : 60 ] .
أليس العثي هو الفساد ، والفساد هو العثي ؟
والجواب : أن هناك فرقاً دقيقاً بين اللفظين ، فالعثو عند المحققين من أهل اللغة هو أشد الفساد يقال : عثا يعثو عثواً ، وعثا يعثي عثياً ، وعاث يعيث أي بالغ في الفساد أو الكفر أو الكبر فهو عاثٍ .
كما أن من بلاغة العرب أنه إذا كان للشيء اسمان مختلفان اُستملح ذكرهما تأكيداً ، وذلك من النهاية في البلاغة كقولهم : سحقاً وبعداً ، وحلال وطيب ، وحرام وحرج . فإذا كان للشيء اسمان مختلفان جاز ذكرهما على سبيل التأكيد .
ولهذا نظائر في القرآن الكريم ، فمن ذلك قوله تعالى : ( ... إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ...) [ البقرة : 171 ] ، وقوله تعالى : ( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ) [ المائدة : 88 ] ، وقوله تعالى : (...إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ) [ النمل : 80 ] ، وقوله تعالى : (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ) [ نوح : 20 ] .
ومما يلحظ هنا أن مجموع اللفظين يحصل منه معنىً لا يحصل عند انفرادهما ، فلقد تضمن - مع تأكيد النهي - كل أنواع الفساد ما قل منها وما كثر ، وما كبر منها وما صغر . وإذا كانت كثرة الحروف تفيد زيادة في المعنى فكذلك كثرة الألفاظ . والله أعلم اهـ
ملخص من كلام أهل العلم .

سؤال وجوابه : ما الحكمة في عدم تكرار قصة يوسف ( عليه السلام ) وسوقها مساقاً واحداً في موضع واحد دون غيرها من القصص ؟
الجواب على ذلك من وجوه :
الأول : ما فيها من تشبيب النسوة به ، والحديث عن حال امرأة ونسوة افتتن بأبدع الناس جمالاً فناسب عدم تكرارها لما فيها من الإغضاء والستر .
الثاني : أنها اختصت بحصول الفرَج بعد الشدة بخلاف غيرها من القصص فإن مآلها الوبال كقصة إبليس ، وقوم هود ، وقوم صالح ، وغيرهم ، فاقتضت الدواعي نقلها كاملة وعدم تكرارها لاختلافها عن سمت القصص .
الثالث : إنما كرر الله ( عز وجل ) قصص الأنبياء ، وساق قصة " يوسف " مساقاً واحداً إشارة إلى عجز العرب ، كأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لهم : إن كان من تلقاء نفسي تصديره على الفصاحة فافعلوا في قصة يوسف ما فعلته في قصص سائر الأنبياء .
أفاده الزركشي في البرهان مع تصرف واختصار من الكاتب .

قلت : وفي قصة " يوسف عليه السلام " من الأسرار والحكم والآداب واللطائف التي يتعلم الناس منها في كل زمان ما انفردت به من سائر سور القرآن ؛ ولذلك قال الله ( عز وجل ) في مطلعها : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ ...) [ يوسف : 2 ].
ففيها حديث عن الصبر ، والابتلاء ، والعلم ، والدعوة ، والعفة ، والنصر للمؤمنين ، والعفو والصفح ، والتوبة ، وتعبير الرؤى وما وراء ذلك من أسرار عالم الغيب ، والحيل المستحسنة ، وكيد النساء ، إلى غير ذلك من مئات الدروس والعبر ؛ ولذلك أفردها بالدراسة والتحليل بعض العلماء والباحثين قديماً وحديثاً . فمن القدماء : أبو حفص عمر بن إبراهيم الأوسي ت ( 751) هـ في كتابه " زهر الكمام في قصة يوسف عليه السلام ، وما ذكره ابن القيم ت ( 751) هـ حول الأسرار والحكم والحيل المستحسنة في قصة يوسف في كتابه " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان "
ومن المعاصرين : عز الدين خلف الله في كتابه " يوسف بن يعقوب عليه السلام منهج جديد لدراسة قصص الأنبياء ، وعبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه "فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام " ،ومحمد نصر وسليم الهلالي في كتابهما " إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من قصة يوسف عليه السلام ، وغيرها من الدراسات ، ويضاف إلى ذلك ما ذكره بعض المفسرين في تفسير السورة . والله أعلم

سورة البقرة آية (124)

( ۞ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)

اُنظُروا مَاذا قال الله بعد ذلك بعد أن أتمّ التّوحيد
(قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)

الله أكبر!!
ما أعظم هذا الجزاء العظيم!!

والجزاء من جنس العمل،
لـمَّا أنّه أخلص دِينه لله أخلصّه الله لنفسه، وجعله إماماً يُقتدى به

قال الله (إنَّ إبراهيم كانَ أُمَّةً قانتاً لله حنيفاً ولم يكُ من المشركين)

كلُّ الآيتان دالَّتان على هذا المعنى.

***************************************************

قال للنَّاس: يَدُلّ على أنّ إبراهيم هو مَرجع الأنبياء بعده
،جميع الأنبياء بعد إبراهيم كلُّهُم من سُلالته، كلُّهُم يرجع إليه،
هذا فضل ومنقبة لإبراهيم.

د. محمد الربيعة
دورة الأترجة القرآنية

الفرق بين الذنوب والسيئات

قال ابن القيم رحمه الله:
حيثما وردت الذنوب في القرآن فالمراد بها الكبائر، وحيثما وردت السيئات فالمراد بها الصغائر..
وعند التأمل في آيات القرآن الكريم نجد:
أن لفظ (المغفرة) يرد مع الذنوب.
ولفظ (التكفير) يرد مع السيئات.
قال تعالى: {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا}،
وذلك لأن لفظ (المغفرة) يتضمن الوقاية والحفظ.
و(التكفير) يتضمن الستر والإزالة. والدليل على أن السيئات هي الصغائر، والتكفير لها:

قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}.

مدارج السالكين (317/1)

تدبر الاية الثامنة والثلاثين من سورة البقرة
قال الله عزوجل :
{{ والذين كفَروا وَكذَّبوا بآياتِنا أولئك أصحاب النَّار هم فيها خالدون }}

هذه الآية تبيّن عاقبة الذين كفروا وكذبوا بآيات الله أنهم أصحاب النّار -أعاذنا الله منها-.
ونسبتهم إلى الناّر في قوله سبحانه (أصحاب النّار) يدل على أنهم هم أهلها وملازمون لها لا يفارقونها.
ثم قال الله تعالى :
(هم فيها خالدون) مزيدٌ في التنصيص وتخصيص العذاب لهم.
في هذه الآيات وما أشبهها, انقسام الخلق من الجن والإنس, إلى أهل السعادة, وأهل الشقاوة, وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك .
وأن الجن كالإنس في الثواب والعقاب, كما أنهم مثلهم, في الأمر والنهي.

فوائد الأية"39" من سورة البقرة

((وَالّذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون))
(البقرة:39)

الفوائد:

1- من فوائد الآية:-
أن الذين جمعوا بين هذين الوصفين . الكفر، والتكذيب . هم أصحاب النار مخلدون فيها أبداً . كما سبق؛ فإن اتصفوا بأحدهما فقد دل الدليل على أن المكذب خالد في النار؛ وأما الكافر فمن كان كفره مخرجاً عن الملة فهو خالد في النار؛ ومن كان كفره لا يخرج من الملة فإنه غير مخلد في النار..

2-ومنها:
أن الله تعالى قد بين الحق بالآيات التي تقطع الحجة، وتبين المحجة..

3- ومنها:
انحطاط رتبة من اتصفوا بهذين الوصفين . الكفر، والتكذيب..

4- ومنها:
إثبات النار؛ وقد ثبت بالدليل القطعي أنها موجودة الآن، كما في قوله تعالى: { واتقوا النار التي أعدت للكافرين }
(آل عمران: 131).

جزاكم الله خيرا علي الطرح المبارك
جعلة الله في ميزان حسناتكم

عامر منيب كتب:: جزاكم الله خيرا علي الطرح المبارك
جعلة الله في ميزان حسناتكم

اللهم آميــــن

وجزاكم خيراً مثله أخى الفاضل / عامر منيب

اسعدتنى مشاركتك العطرة

اسعدك الله فى الدارين

ومرحبا بك فى منتديات الوعـــد الحـــق

ودمت في حفظ الله ورعايته

» اعط القرءان قلبك
» "واوحينا الى أم موسى " من روائع البيان القرآنى
» التذكير والتأنيث فى القرءان .
» لعشاق البيان فقط .... عبقرية العربية و روعتها
» تدبر القرءان