شبهة حول آية والرد عليها
يقول الله تعالى "وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " السجدة : 13
وتتمثل الشبهة في اعتقاد كثير من الناس أن الآية تعني أن الله قدر لكل إنسان مصيره وهو مسير فيه وليس مخير فمن أراد الله أن يهديه هداه ومن قدر الله له أن يكون كافرا أو عاصيا فهو كذلك و ليس لها اختيار بل هو مجبول على ذلك وليست له القدرة على الإيمان وطاعة الله لأن الله كتب عليه الكفر والعصيان !
************************************
الرد على الشبهة
لو أراد الله هداية الناس أجمعين للإيمان به لهداهم فهو سبحانه قادر على كل شيء فقد خلق الملائكة وفطرهم على طاعته فلا يملكون معصيته ,وخلق الإنس والجن وترك لهم الإختيار بين الإيمان والكفر والطاعة والمعصية
************************************
وليس معنى الآية أن العصاة والكفار مجبولون على ذك وأن الله سبحانه أراد لهم ذلك وقدره عليهم ! بل جعلهم مخيرين بين الطاعة والإيمان والإستقامة وبين الكفر والضلال والعصيان ولأن الله يعلم الغيب و أحداث المستقبل وطبائع البشر -- فكتب على كل إنسان ما سوف يختاره لنفسه مستقبلا , يقول سبحانه :
(إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا في الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان: 34).
- "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا في البَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إلاَّ في كِتَابٍ مُّبِينٍ) (الأنعام: 59).
*******************************
بعض الأدلة على أن الإنسان مخير في أمر الإيمان والطاعة
يقول الله تعالى
"أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ( 46 ) الحج
-------------------------------------------------------------------
" اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ( 14 ) مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ( 15 ) الإسراء
--------------------------------------------------------------
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "التوبة:105.
------------------------------------------------------------------
"ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {النحل:32}.
----------------------------------------------------------------
"مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ )(آل عمران : 152)
--------------------------------------------------------------
(وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا
)(الإسراء : 19)
----------------------------------------------------------------
( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ) (الشورى :20)
--------------------------------------------------------------
( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(البقرة :28)
الجمعة 18 مارس 2022 - 14:14 من طرف 
موضوع: شبهة حول آية والرد عليها 
