الوعد الحق المـــــــــــــــــــدير العــــــــــــــــــــــام
عدد المساهمات : 16600 نقاط : 52780 تاريخ التسجيل : 17/03/2011
| موضوع: معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه الإثنين 27 يونيو 2011 - 18:49 | |
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معــــــــــــــــــــــاوية بن أبي سفيــــــــــــــــــــــان
رضي الله عنه وارضاه نتعايش بقلوبنا وارواحنا مع واحــــــد من هذا الجيل
الفريد الذي لن يتكرر ابداً مهما طال الزمان
إنه خال المؤمنين ، وكاتب وحى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي شاء الله - عزوجل - أن ينقطع اجله ولا ينقطع اجره
فلقد خاض فيه الكثير من الناس( الشيـــــــــــــــعة ) فهو عدو لهم !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وهم لا يعرفون قدره ومنزلته
فجعل الله كل هذا فى ميزان حسناته فرضي الله عنه وارضاه
معاوية بن أبي سفيان بن أمية ، وأمه هى بنت بنت عتبة
كان طويلاً ابيض جميلاً
كانت أمه تشعر أنه سيكون سيداً
عن أبان بن عثمان : كان معاوية وهو غلام يمشى مع أمه هند ،فعثر ،
فقالت : قُم لا رفعك الله ، وأعرابي ينظر ، فقال : لِم تقولين له ؟
فوالله إنى لأظنه سيسود قومه ، قالت : لا رفعه إن لم يسُد إلا قومه .
(ابن عساكر نقلا من السير )
قيل انه أسلم قبل ابيه وقت عمرة القضاء ،وبقى يخاف من اللحاق
بالنبي صلى الله عليه وسلم من أبيه ،ولكن ما ظهر اسلامه إلا يوم الفتح
حدَث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتب له مرات يسيرة ، وحدث
ايضاً عن اخته أم المؤمنين (أم حبيبة ، وعن ابي بكر ، وعمر ,رضي الله عنهم جميعاً.
حين أسلم ظل ملازماً للحبيب _صلى الله عليه وسلم _ لينهل من النبع الصافي
وأحب النبي صلى الله عليه وسلم من اعماق قلبه ، بل واحبه النبي
صلى الله عليه وسلم حتى قام مرة ودعا له تلك الدعوة المباركة فقال له
صلى الله عليه وسلم : " اللهم أجعله هادياً مهدياً واهده واهدِ به ."
ويا لها من دعوة لا توازيها الدنيا بكل ما فيها
والحديث رواه الترمذي وصححه الالباني
بل قال_ صلى الله عليه وسلم _ : "اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقِه العذاب ."
(رواه احمد وقال الذهبي وللحديث شاهد قوي )
وفى يوم من الايام يأخذ معاوية , رضي الله عنه , الاداوة ليكتب للنبي _صلى الله عليه وسلم _ كعادته
فلما تبع بها رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ رفع رأسه اليه وقال :
"يا معاوية إن وليت أمراً فاتق الله وأعدل ."
فقال معاوية : فما زلت أظن أنى مبتلى بعملٍ لقول رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ حتى ابُتليت."
(رواه احمد وقال الأرناؤوط: رجاله ثقات )
وتمر الايام الجميلة فى صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
حتى فارق الحبيب الدنيا فبكى أصحابه الدموع بدل الدماء على موته
وحزن معاوية ,رضي الله عنه , حزنا كاد أن يمزق قلبه .
وتمر الايام إلى أن يتولى عمر ,رضى الله عنه , الخلافة وكان ينتقي الولاة
بكل دقة ،ومن بينهم معاوية فولاه على الشام فحكم بكمال عقله وفرط حلمه
وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه ،وكان محببا إلى رعيته ،عمل واليا على الشام 20 سنة ثم بعدها
الخلافة 20 سنة اخرى
أما عن قدره ومنزلته فى قلوب الصحابة رضي الله عنهم
قال ابو الدرداء ,رضي الله عنه , : ( ما رأيت أشبه صلاة برسول الله
صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا... يعنى معاوية .)
(قال الارناؤوط : رجاله ثقات )
وعن على بن ابى طالب ,رضي الله عنه , قال :
( لا تكرهوا إمرة معاوية فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرءوس تند عن كواهلها .)
( تاريخ الاسلام )
وعن جهاده فى سبيل الله
قال أحمد بن حنبل : (فتحت قيسارية سنة تسعة عشر وأميرها معاوية )
(تاريخ دمشق)
وقال زيد بن عبيدة : (غزا معاوية قبرص سنة خمسٍ وعشرين )
( تاريخ دمش لأبي زرعة )
نأتى لأهم جزء فى سيرة الصحابي الجليل ,معاوية بن ابى سفيان , رضي الله عنه,
وهى الفتنة بين على بن أبى طالب ،وبين معاوية ,رضي الله عنهما ,
لما حدث بينهما ما حدث كان كل واحد
منهما لا يريد إلا وجه الله والدار الاخرة فمنهم من أصاب ومنهم من أخطأ...
والمجتهد إذا اصاب فله أجران ، وإذا اخطأ فله أجر .
ونحن على يقين من أن اصحاب النبي _صلى الله عليه وسلم _ كلهم عُدول
لا يريدون الدنيا وزينتها الفانية ،ولا يريدون شيئ من حُطامها
واحاول ان الخُص ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله :
جرى قتال عظيم بين معاوية وعلى رضى الله عنهما بعد مقتل عثمان ,رضى الله عنه,
بسبب الاجتهاد والرأى فى القصاص من قتلة ,عثمان ,رضى الله عنه ,
وكان الحق والصواب مع على ،
ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفاً وخلفاً ،وقد شهدت الاحاديث الصحيحة
بالإسلام للفريقين كما ثبت فى الحديث الصحيح :
" تمرق مارقة على خير فرقة المسلمين ، فيقتلها أدنى الطائفتين إلى الحق "
فكانت المارقة الخوارج ، وقتلهم علي وأصحابه ، ثُم قتُل عليَ
فاستقل معاوية بالأمر سنة 41 هجرياً )
وقال الإمام الذهبي :( فنحمد الله على العافية الذي اوجدنا فى زمان قد انحمص فيه الحق واتضح
من الطرفين وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين ،وتبصرنا ، فعذرنا ،واستغفرنا
وأحببنا بإقتصاد وترحمنا على البغاة بتأويل سائغ فى الجملة
أو بخطأ إن شاء الله مغفور وقلنا كما علمنا الله
( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلاًللذين آمنوا)
( الحشر : 10 )
وترضينا ايضا عن من اعتزل الفريقين ، كسعد بن ابى وقاص ,رضى الله عنه ,
وابن عمر ومحمد بن سلمة ، وسعيد بن زيد وخلق ،وتبرأنا من الخوارج المارقين الذين
حاربوا علياً وكفَروا الفريقين ، فالخوارج كلاب النار ، قد مرقوا من الدين
ومع هذا فلا نقطع لهم بخلود فى النار ، كما نقطع به لعبدة الأصنام والصلبان )
{ سير الأعلام }
وقال ايضا معلقاً على هذه الفتنة
(فسبيلنا الكف والإستغفار للصحابة ولا نحب ما شجر بينهم ونعوذ بالله منه ونتولى امير المؤمنين علياً )
وقال عن معاوية ,رضى الله عنه ,:
( ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم ظلمهم ، وما هو ببرئ من الهنات
والله يعفو عنه .)
( سير الاعلام )
لما استقل معاوية بالأمر سنة 41 هجرياً ، كان يغزوا الروم فى كل سنة مرتين
مرة فى الصيف ومرة فى الشتاء ، ويأمر رجلاً من قومه فيحج بالناس ،
وحج هو سنة 50 وحج ابنه يزيد سنة 51 هجرياً وفيها او فى التى بعدها
أغزاه بلاد الروم فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة
حتى حاصر القسطنطينية وقد ثبت فى الصحيح :
( أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له )
{ البداية والنهاية }
وتمر الايام حتى تأتى اللحظة التى ينام فيها معاوية ,رضى الله عنه على فراش الموت
قال محمد بن سيرين : (جعل معاوية لما احتضر يضع خده على التراب
ثم يقّب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكى ويقول :
( اللهم إنك قلت فى كتابك :إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
اللهم أجعلنى فيمن شئت أن تغفر له
( البداية والنهاية )
فرضي الله عنه وارضاه وجمعنا به فى جنته ودار كرامته
أنه ولى ذلك والقادر عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
| |
|