" أنس بن مـــــــــــــــالك "

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد :،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موعدنا اليوم بإذن الله تعالى مع صحابي من كبار صحابة النبي

صل الله عليه وسلم وهو أنس بن مالك رضي الله عنه

فى الأول ساذكر لكم دعاء النبي _صل الله عليه وسلم _ له

دعا له وقال :" اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه ."

وإن أنس نفسه قال دعا لى النبي صلى الله عليه وسلم

:" اللهم أكثر ماله وولده ، وأطل حياته ."

فالله اكثر مالى حتى إن كرماً لى ( أى شجرة )

لتحمل فى السنة مرتين ،وولد لصلبي مئة وستة .

أخرجه بن عساكر وقال الارنؤوط وسنده حسن

من هو انس بن مالك , رضي الله عنه, . ؟

الإمام ، المُفتي ، المحدث ، راوية الإسلام ،

أبو حمزة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني

خادم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _وتلميذه

وتبعه وأخر الصحابة موتاً .

روى عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ علماً جماً

وكذا عن ابي بكر وعمر وعثمان ومعاذ ، وأسيد بن حضير

وأبي طلحة ،

وأمه أمُ سليم بنت ملحان ، وخالته أمُ حرام .

نبدأ التعرف على حياة أنس بن مالك , رضي الله عنه ,

لقد كان انس طفلاً صغيراً وكانت أمه هي ام سليم -الغميصاء -

التى أسلمت لله -جل وعلا- وكان زوجها ( مالك ) -والد أنس - مازال

على دينه وكان يريد منها ان تترك دينها وتبقى على دين الاباء

وفي يوم من الأيام خرج الرجل مُغضباً فلقيه عدو له فقتله

فنشأ ( أنس ) يتيماً منذ تلك اللحظة

ولكن أمه ( أمُ سليم ) كانت امرأة مؤمنة ، راجحة العقل

لم يشعر معها لحظة واحدة بمرارة اليُتم

وكانت أمه تلقنه الشهادتين ، وتعلمه ، بل وتغرس

فى قلبه محبة الله - جل وعلا - ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم

قبل ان يراه حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قد هاجرللمدينة بعد.

فاصبح ( أنس) فى اشد شوقه لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم

بل لقد تمنى أن لو كان كبيراً لسافر إليه ليراه ويلازمه .

وماهى إلا فترة يسيرة حتى اذن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم _ بالهجرة إلى المدينة

وما ان استقر الحبيب _ صلى الله عليه وسلم_ بالمدينة حتى جاءته ( امُ سليم )

رضي الله عنها ومعها ( انس ) , رضي الله عنه , فقالت له :

" يا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ هذا انُيس ابني اتيتك به

يخدمك ، فادع الله له فقال :" اللهم اكثر ماله وولده ."

قال ( انس ) فوالله إن مالى لكثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادّون على نحو من مئة اليوم )

(اخرجه مسلم )

وظل ( انس ) ,رضي الله عنه , ملازماً للحبيب صلى الله عليه وسلم

وهو فى سعادة يعجز القلم عن وصفها .

ولقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم _ حباً ملك عليه لبُه وفؤاده وجوارحه .

قال ( أنس ) : ما مسست حريراًولا ديباجاً ألين من كف النبي

صلى الله عليه وسلم ولا شممت ريحاً قط -او عرفاً قط - اطيب من ريح

- أو عرف- النبي صلى الله عليه وسلم .

( اخرجه البخاري )

ولقد رأى ( انس) رضي الله عنه من النبي _ صلى الله عليه وسلم - ومن اخلاقه

العذبة ما لم يره غيره حتى انه كان لا يصدق نفسه أحياناً..

ولسان حاله : هل هناك رجل فى هذا الكون كله بهذا الخُلق الرفيع ؟!!

لقد كان النبي_ صلى الله عليه وسلم _ محلى بصفات الكمال المنقطعة النظير

وادبه ربه فاحسن تأديبه حتى خاطبه مثنياً عليه فقال :

( وإنك لعلى خُلقٍ عظيم ) القلم : 4

فعن أنس , رضي الله عنه , قال : " والله ! لقد خدمت النبي صلى الله عليه وسلم

تسع سنين ما علمته قال لشئ صنعته لِم فعلت كذا وكذا ؟

أو لشئ تركته هلا فعلت كذا وكذا ."

( اخرجه مسلم )

وبعد عشرسنوات قضاها انس ,رضي الله عنه , فى خدمة الحبيب

صلى الله عليه وسلم رحل الحبيب إلى الرفيق الأعلى ، فحزن أنس عليه اشد الحزن

حتى أنه احس أن الكون كله قد تغير لموت النبي صلى الله عليه وسلم

وان الدنيا قد اظلمت من حوله .

وعاش انس بعد النبي - صلى الله عليه وسلم _ نيفاً ( اى زيادة)

وثمانين عاما ملأ خلالها الصدور علماً من علم الرسول الاعظم

صلى الله عليه وسلم وأترع ( ملأ) فيها العقول فقهاً من فقه النبوة

واحيا فيها القلوب بما بثه بين الصحابة - رضوان الله عليهم - والتابعين

من هدي النبي _ صلى الله عليه وسلم_ وما اذاعه فى الناس من شريف

اقوال الرسول الأعظم _ صلى الله عليه وسلم _ وجليل أفعاله .

وقد غدا ( انس) رضي الله عنه على طول هذا العمر المديد مرجعاً

للمسلمين ، يفزعون إليه كلما أشكل عليهم امر ويعتمدون عليه كلما غمض عليهم حكم

قال ابو هريرة و رضي الله عنه :"ما رأيت احداً أشبة صلاة

بصلاة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من ابن أمُ سُليم."يعنى انس

وعن ثمامة ، قال : كان أنس يصلى حتى تفطر قدماه دماً ، مما يطيل القيام

رضي الله عنه وارضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه

وعن ثابت قال : كان انس بن مالك إذا ختم القرآن جمع ولده

واهل بيته فدعا لهم .

من الكرامة الثابتة عنه رضى الله عنه,

عن ثابت البناني قال : جاء قّيم ارض انس فقال : عطشت ارضوك

فتردى أنس ثم خرج إلى البرية ثم صلى ، ودعا فثارت سحابة

وغشيت ارضه ومطرت حتى ملأت صهريجه ، وذلك فى الصيف

فارسل بعض اهله فقال انظر اين بلغت ؟

فإذا هي لم تعد ارضه إلا يسيراً .

( ابن عساكر نقلاً من السير للذهبي )

وقال الامام الذهبي -رحمه الله - قلت هذه كرامة بينة ثبتت بإسنادين .

أنس رضي الله عنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم_ كل ليلة فى منامه

قال المثنى بن سعيد : سمعت انساً يقول :

" ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبى ثم يبكي ."

( قال الأرنؤوط رجاله ثقات )

الله أكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبر !!!

تالله لنشتاق لرؤية الحبيب _ صلى الله عليه وسلم - ولو لمرة واحدة

وانس ,رضي الله عنه , يراه كل ليلة فى منامه !

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

وبعد حياة طويلة مليئة بالسعادة والسرور لصحبة الحبيب

صلى الله عليه وسلم وبالتضحية والبذل والعطاء - لرجائه فيما عند الله - نام

انس بن مالك ,رضي الله عنه , على فراش الموت ليلحق بالحبيب

صلى الله عليه وسلم بعدان ملأ الدنيا كلها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

وجمعنا الله به وبالحبيب _ صلى الله عليه وسلم _ فى جنته ومستقر رحمته

فرضي الله عن أنس وعن سائر الصحابة أجمعين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صفحة الوعــــــــــــد الحــــــــــــــق بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82/257695784303116

صفحة الصُحبة الطيبة بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8%D8%A9-Forum-good-companionship/180484078636404