قال الله تعالى ( سُبحان الذِى أسرى بعَبدهِ ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذِى باركنا
حولهُ لنُريهُ مِن ءاياتنا إنهُ هُو السمِيعُ البصيرُ) الإسراء :1
كانت حادثة الأسراء والعراج الأثر العظيم فى التسرية عن نفس رسول الله صلى الله علية وسلم وتثبيتاً وتكريماً بعد فقد رسول الله صلى الله علية وسلم لعمه وزوجته وما قاساه بعدهما من اشتداد أذى قريش وما أسفرت عنه محاولته لدعوه أهل الطائف من مشاق ونتائج أليمة ثم ما لقية من قريش عند عودته إلى مكة من عنت وصلف بدت أثارهما على النبى صلى الله علية وسلم حتى توجه الى الله سبحانه وتعالى شاكياً همومه ومعاناته ملتمساً النصر مجدداً العزم على المضى قُدماً فى تحمل مسئوليته فى نشر الدعوة مستهيناً بكل الصعاب ما دام الله راضياً عنه
فوقعت حادثة الأسراء والمعراج تسرية عن نفس النبى صلى الله علية وسلم ومواساة له وتكريماً وتثبيتاً وكان ذلك فى السنة العاشرة من البعثة بعد وفاة عمه أبى طالب وقبل هجرته إلى المدينة
مشاهد الإسراء والمعراج*******عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم " أتيت بالبرُاق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافزه عند منتهى طرفه قال : فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التى يربط بها الأنبياء قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل علية الصلاة والسلام بإناء من خمر وإناء من لبن فأخترت اللبن فقال جبريل علية السلام : أخترت الفطرة " ( والحلقة : المراد بها هو باب بيت المقدس )
وروى أئمة الحديث تفاصيل هذه الوقعة فقال أبن القيم ******************************أسرى برسول الله صلى الله علية وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكباً على البراق صحبه جبريل عليهما الصلاة والسلام فنزل هناك وصلى بالأنبياء إماماً وربط البراق بحلقة باب المسجد
• ثم عرُج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا فأستفتح له جبريل ففتح له فرأى هنالك آدم أبا البشر فسلم عليه فرحب به ورد عليه السلام وأقر بنبوته وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن يساره
• ثم عرُج به الى السماء الثانية فأستفتح له فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى أبن مريم فلقيهماوسلم عليهما فردا عليه ورحبا به وأقرا بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء الثالثة فرأى فيها يوسف فسلم عليه فرد علية السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس فسلم عليه فرد علية السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء الخامسة فرأى فيها هارون بن عمران فسلم عليه فرد علية السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء السادسة فلقى موسى بن عمران فسلم عليه فرد علية السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء السابعة فلقى فيها إبراهيم علية السلام فسلم عليه فرد علية السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم رُفع إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلاَل هَجَر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ثم غشيها فراش من ذهب ونور وألوان فتغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها ثم رفع له البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون ثم أُُدخل الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ و ترابها المسك وعُرج به حتى ظهر ( أرتفع ) لمستوى يُسمع فيه صريف الأقلام
• ثم عُرج إلى الجبار جل جلاله فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى وفرض عليه خمسين صلاة فرجع حتى مّر على موسى فقال له : بم أمرك ربك ؟ قال بخمسين صلاة قال : إن أمتك لا تطيق ذلك ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فالتفت إلى جبريل كأنه يستشيره فى ذلك فأشار : أن نعم إن شئت فعلا به جبريل حتى أتى الجبار تبارك وتعالى فوضع عنه عشراً ثم نزل حتى مر بموسى فأخبره فقال أرجع إلى ربك فاسأله التخفيف فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل حتى جعلها خمساً ولما قال موسى أرجع واسأل التخفيف قال " قد استحيت من ربى ولكنى أرضَى وأسلم " فلما بعد نادى مناد : قد أمضيت فريضتى وخففت عن عبادى
هل رأى النبى صلى الله علية وسلم رّبهُ عز وجل***********اختلف الصحابة هل رأى النبى صلى الله علية وسلم رّبهُ عز وجل تلك الليلة أم لا ؟ فصح عن ابن عباس أنه رأى رّبهُ وصح عنه أنه : رآه بفؤاده
وعن عائشة وأبن مسعود إنكار ذلك وقالاً إن قوله ( ولقد رآه نزلة أخرى ، عند سدرة المنتهى ) النجم 13 :14
أنما هو جبريل وصح عن أبى ذر أنه سأله : هل رأيت ربك ؟ فقال " نور أنى أراه " أى حال بينى وبين رؤيته النور كما قال فى لفظ أخر " رأيت نوراً "
وقد حكى عثمان بن سعيد الدرامى أتفاق الصحابة على أنه لم يره
وقد رأى النبى صلى الله علية وسلم فى هذه الرحلة أموراً عديدة منها***********************• عُرض عليه صلى الله علية وسلم اللبن والخمر فأختار اللبن فقيل : هُديت الفطرة أو أحببت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك
• رأى صلى الله علية وسلم أربعة أنهار يخرجن من أصل سدرة المنتهى نهران ظاهران ونهران باطنان فالظاهران هما النيل والفرات والباطنان نهران فى الجنة
• رأى صلى الله علية وسلم مالكاً خازن النار وهو لا يضحك وليس على وجه بِشر و بشاشة وكذلك رأى الجنة والنار
• رأى صلى الله علية وسلم أكلة أموال اليتامى ظلماً لهم مشافر كمشافر الإبل يقذفون فى أفواههم قطعاً من نار كالأفهار فتخرج من أدبارهم
• رأى صلى الله علية وسلم أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا من أماكنهم ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطأونهم
• رأى صلى الله علية وسلم الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب إلى جنبه لحم غث منتن يأكلون من الغث المنتن ويتركون الطيب السمين
• رأى صلى الله علية وسلم النساء اللاتى يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم رأهن معلقات بثديهن
• رأى صلى الله علية وسلم عيراً من أهل مكة فى الإياب والذهاب وقد دلهم على بعير نَدً لهم ، وشُرب ماءهم من إناء مغطى لهم وهم نائمون ثم ترك الإناء مغطى وقد صار ذلك دليلاً على صدق دعواه فى صباح ليلة الإسراء
الله عز وجل يُجلى بيت المقدس للنبى صلى الله علية وسلم****************قال ابن القيم : فلما أصبح رسول الله صلى الله علية وسلم فى قومه أخبرعم أراه الله عز وجل من أياته الكبرى فأشتد تكذيبهم له وأذاهم وضراوتهم عليه وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس فجلاه الله له حتى عاينه فطفق يخبرهم عن آياته ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئاً وأخبرهم عن عيرهم مسراه ورجوعه وأخبرهم عن وقت قدومها وأخبرهم عن البعير الذى يقدمها وكان الأمر كما قال فلم يزدهم ذلك إلا نفوراً وأبى الظالمون إلا كُفوراً
ويقال أن أبا بكر سُمى صديقاً من حادثة الإسراء والعراج لان النبى صلى الله علية وسلم قال ليلة أسرى به لجبريل علية السلام إن قومى لا يصدقونى فقال له : يصدقك أبو بكر وهو الصديق