بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من الاعضاء ينزل مواضيع باسم
*سجل حضورك بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
*ادخل وصلي على النبي
*سجل خروجك من المنتدى بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
*سجل حضورك للوالدين.او ادخل كل يوم وادعو لوالديك
*دعاء للوالدين
*سجل حضورك بايه من كتاب الله او ادخل واذكر
*سجل حضورك باسم من اسماء الله الحسنى او ادخل واذكر
*سجل حضورك بنطق الشهادتين او ادخل واذكر
*سجل حضورك بالدعاء لفلان
*سجل حضورك بذكر الله(سبحان الله .الحمدلله.استغفر الله)
ولكثرتها فقدتم تجميع الفتاوي التي تختص بهذه البدع واسأل الله التوفيق للجميع...........
لقد سمعت كثيراً أن الذكر الجماعي بدعة ولا يجوز ولكن حسب علمي المتواضع اطلعت على بعض الأحاديث التي تفيد أنه لا حرج في ذلك ومن تلك الأحاديث ما رواه مسلم بما معناه أنه ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وأعتقد أن السيوطي أشار لهذا الحديث في كتابه الحاوي للفتاوي وبناء عليه قال بجواز الذكر الجماعي ثم الحديث الآخر والذي معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على جماعة من أصحابه فقال لهم ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله فلم ينكر عليهم ذلك وواضح بأن الذكر هنا مطلق علماً بأن كل ذلك يتعارض ويتناقض مع ما جاء في آخر سورة الأعراف من قوله تعالى (وأذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال) نرجو أن توضحوا لنا الصواب في هذا الموضوع وفقكم الله؟
الجواب
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
: الصواب في هذا الموضوع أن الحديث الذي أشار إليه السائل بل الحديثان في الذين يتدارسون كتاب الله ويتلونه وكذلك في القوم الذين يذكرون الله أن هذا مطلق فيحمل على المقيد المتعارف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يكن من المتعارف بينهم أنهم يذكرون الله تعالى بلفظ جماعي أو يقرؤون القرآن بلفظ جماعي وفي قوله ويتدارسونه بينهم يدل على أن هذه المدارسة تكون بالتناوب إما أن يقرأ واحد فإذا أتم قراءته قرأ الثاني ما قرأ الأول وهكذا وإما أن يكون كل واحد منهم يقرأ جزءاً ثم يقرأ الآخر مما وقف عليه الأول هذا هو ظاهر الحديث وأما الحديث الآخر الذي فيه أنهم يذكرون الله تعالى فإنا نقول هذا مطلق فيحمل على ما كان متعارفاً عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يكن متعارفاً بينهم أن يجتمعوا وأن يذكروا بذكر واحد جماعة ويدلك على هذا أن الصحابة رضوان الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج كان منهم المكبر ومنهم المهلل ومنهم الملبي فكل إنسان يذكر الله تعالى بنفسه وأما قوله تعالى (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال) فهذا مراد به الذكر الخاص للمرء وهو أيضاً مخصوص بما دلت عليه السنة من الجهر به فإنه قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا يشرع الجهر بالذكر بعد الصلاة المكتوبة لأن هذا هو المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأما قول بعض أهل العلم إن الإسرار به أفضل وإجابتهم عن حديث ابن عباس بأن ذلك للتعليم فإن فيه نظراً وذلك لأن التعليم يحصل بدون هذا فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد علم فقراء المهاجرين ماذا يقولونه دبر الصلاة قال عليه الصلاة والسلام تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ثم إن التعليم يحصل بالمرة الواحدة لا بأن يحافظ عليه النبي عليه الصلاة والسلام في كل صلاة أو يحافظون عليه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام في كل صلاة ثم نقول سلمنا أنه للتعليم فهو في التعليم في أصل الذكر وفي صفته بمعنى أن الرسول يعلمهم ما هو الذكر الذي يقال في أدبار الصلوات وما كيفية تلاوة هذا الذكر والإتيان به أنه يكون جهراً وهذا هو القول الذي يؤيده حديث ابن عباس المذكور وهو في صحيح البخاري.
ما حكم الشرع في نظركم شيخ محمد في الدعاء الجماعي بعد أداء الصلوات؟
الجواب
الشيخ محمد بن صالح العثميمين:
نعم الدعاء الجماعي بعد أداء الصلوات ليس من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه الراشدين ولا من سنة الصحابة رضي الله عنهم وإنما هو عمل محدث وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب أحمرت عيناه وعلا صوته وأشتد غضبه حتى كأنه منذر جيشاً يقول صبحكم ومساكم ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة فهذا الدعاء الجماعي أو الذكر الجماعي بعد الصلوات محدث بدعة وكل بدعة ضلالة والمشروع في حق المصلي أن يدعو قبل أن يسلم لأن هذا هو محل الدعاء الذي أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال فيما صح عنه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه حين ذكر التشهد قال ثم يتخير من الدعاء ما شاء وهو دليل على أن محل الدعاء أخر الصلاة وليس ما بعدها وهو كذلك الموافق للنظر الصحيح لأن كون الإنسان يدعو في صلاته قبل أن ينصرف من بين يدي الله أولى من كونه يدعو بعد صلاته والمشروع بعد الصلوات المفروضة الذكر كما قال الله تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) وكما كان ذلك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشروع أيضاًَ أن يجهر بهذا الذكر لأن هذا هو المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما صح ذلك في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من الذكر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ألا إذا كان بجانبك رجل يقضي صلاته وتخشى أن تشوش عليه ففي هذه الحال فينبغي عليك أن تسر بقدر ما لا تشوش على أخيك لأن التشويش على الغير إيذاء له ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يصلون في المسجد ويجهرون نهاهم عن ذلك وقال لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن وفي حديث آخر قال لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن جهر الإنسان بالصلاة لا يجوز فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن جهر الإنسان بالقراءة بحيث يؤذي غيره بل فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن جهر الإنسان بالقراءة أذية للغير إذا كان حوله من يتاذى به والخلاصة أن ما بعد الصلاة موضع ذكر وما قبل السلام في التشهد الأخير موضع دعاء هكذا جاءت به السنة وأن الذكر الذي يكون بعد الصلاة يشرع الجهر به ما لم يتاذى به إلى جنبه والله أعلم
سجل حضورك بنطق الشهادتين(اشهد ان لااله الا الله وان محمد رسول الله)
الجواب :
جواب فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
إذا كان المقصود هو بدء دخول الشبكة ( الإنترنت ) بِكتابة الشهادتين، أو التلفّظ بهما ؛ فهذا من قَبِيل البِدَع الْمُحْدَثَة ؛ لأن الأصل في العبادات التوقيف ، فلا يُؤتَى بِعبادة إلاّ بِدليل ، ولا تُقيّد العبادة بِزمان ولا بِمكانلم يأت تقييده في الشرع .
ولا يُقبل العمل الصالح إلاّ بشرطين :
الأول : الإخلاص لله .
والثاني : المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم
سجل حضورك باسم من اسماء الله الحسنى
الجواب .
هذاالموضوع ومثله سجّل حضورك بالصلاة على النبي، هي من البِدَع الْمُحدَثَـة، وسبقالتفصيل فيها :
عطر دخولك بالصلاة على النبي الكريم
ولا تجوز المشاركة فيها
والله يحفظك
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركزالدعوة والإرشاد
سجل حضورك باسم لشخصية اسلامية
الجواب
إذا كان ذلك للتعرّف على الشخصيات التاريخية ، ومعرفة من كان لهم تأثير في مجرى التاريخ ،ومعرفة البطولات ، والوقوف على أخبار الأبطال ؛ فلا بأس به .
والله تعالى أعلم ..
ا
سجل حضورك بالصلاة على النبي
فليس كل اجتماع على ذِكْر أو طاعة يجوز .
ألا ترين أيتها – الفاضلة – أنالعلماء كَرِهوا الاجتماع والـتَّحَلُّق قبل صلاة الجمعة ، رغم أنه اجتماع على ذِكْر الله ؟
روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه منحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحلّق يومالجمعة قبل الصلاة .
وقال الألباني : حَسَن .
فعقد الْحِلَق – وإن كانت للذِّكر – فهي مكروهة يوم الجمعة لِنَهْيِه عليه الصلاة والسلام عن ذلك .
قالالخطابي : إنما كَرِهَ الاجتماع قبل الصلاة للعِلم والمذاكرة ، وأَمَرَ أن يُشْتَغِل بالصلاة ويُنْصِت للخطبة والذِّكر . اهـ .
وقال السندي فيالحاشية : " عن التَّحَلّق " أي جلوسهم حلقة . قيل : يُكرَه قبل الصلاة الاجتماع للعلم والمذاكرة ليشتغل بالصلاة ويُنْصِت للخُطبة والذِّكر . اهـ .
ومع كونه ذِكْرا لله عزّ وَجَلّ فقد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك الاجتماع .
ولايصح الاستدلال بعموم الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه ليس كل مايُشرَع تُشْرَع آحاده .
ألا ترين أنها لا تُشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في حال القيام في الصلاة ؟
ولا تُشْرَع قراءة القرآن في الركوع ولافي السجود ؟
مع أنه أفضل الذِّكْر .
والله تعالى
ما هو حكم هذا الموضوع سجل خروجك من المنتدى بكفارة المجلـس
سجل حضورك بداية بأية شريفة
أو حديث نبوي
فأجاب/هذه من البدع المحدَثة .
فتحديد ذِكر مُعيّن بعدد مُعيّن أو بزمن مُعيّن لم يُحدده الشرع لا يجوز ،وهو من البِدع الْمُحدَثَـة ، خاصة إذا التُزِم به .
وحقيقة البدع استدراك على الشرع .ثم إن في البدع سوء أدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم ديناً .
وبعض الأعضاء يزعم أن فيه خيراً ، ولا خير فيه ، إذ لو كان خيراً لسبقناإليه أحرص الناس على الخير ، وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنهم .
فلم يكونوا يلتزمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخلوا أوخَرَجوا ، ولا كلما تقابلوا أو انصرف بعضهم عن بعض ، بخلاف السلام فإنه كانوايُواظبون عليه ، فإذا لقي أحدهم أخاه سلّم عليه ، والمقصود السلام بالقول .
وحسنالنية لا يُسوِّغ العمل .
وابن مسعود رضي الله عنه لما دخل المسجد ووجدالذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول : سبحوا مائة ، فيُسبِّحون ، كبِّروا مائة ،فيُكبِّرون ...
فأنكر عليهم - مع أن هذا له أصل في الذِّكر - ورماهم بالحصباء
وقال لهم : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أباعبد الرحمن حصىً نَعُدّ به التكبير والتهليل والتسبيح
قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ! هؤلاءصحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبلَ ، وأنيته لم تكسر ،والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد ، أو مُفتتحوا باب ضلالة ؟
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير !
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج . ورواهابن وضاح في البدع والنهي عنها .
والله تعالى أعلم
سجل حضورك بداية بأية شريفة أو حديث نبوي أو حكمة هادفة
الجواب :
أما تسجيل الحضور بِما هو قُرْبَة وطاعة ، فلا يجوز ؛ لأنه مُتضمّن توقيت عبادة بِزَمِن لميرد توقيتها به في الشريعة .
وأما تسجيل الحضور بِحِكْمة أو فائدة ، أو بيت منالشعر فلا حرج في ذلك ؛ لأنه لا يُقصد بها التقرّب إلى الله ابتداء .
تنبيه :
قولهم : (ما ما تجود به قريحتكم من آية قرآنية، أو حديث نبوى ...)
أقول : لا يصحّ هذا القول ؛ لأن الآية أو الحديث ليست مما تجود به القريحة !
وإنما يكونذلك فيما يكون من بُنيّات أفكار الإنسان وقوله ونظمه خاصة .
والله تعالىأعلم
ما حكم تخصيص موضوع في المنتديات للدعاء لأحد الأعضاء،،،
وكل من يمر على الموضوع من الأعضاء يدعو للعضو،،،
لكن ما رأيكم ان نفعل ذلك بشكل جماعي ونجعلها بداية للتواصل فيمابيننا "التواصل العلني بلا حدود"
دعونا ندعو ونرجو الله عل الله يخففعنا وعن امتنا ما هي فيه من ذل وهوان
الجواب :
الدعاء لأحد من المسلمين لا يكون جماعيا إلاّ في حال شُرِع فيه الاجتماع ، كَخُطْبة الجمعة وصلاة القيام في رمضان .
وما عدا ذلك فلا يُشرع فيه الدعاء الجماعي .
وسواء كان ذلك فيالمنتديات أو في غيرها .
وقد نصّ العلماء على أن الدعاء جماعة أ وفُرادى بعد الصلوات المكتوبة مِن البِدَع .
ولا يُتقرّب إلى الله عزّ وَجَلّ بِمالم يأذن به .
والله تعالى أعلم .
لماذا الاعتراض على الذكر الجماعي ياشيخ..........؟؟؟
الجواب:
بارك الله فيك
أولاً : - وفقك الله – أنت تَنقل فتاوى علماء ومشايخ فضلاء ، ومن يَعترِض في الغالب مُجرّد [ نَكِرَة ] ! اسم مُستعار ! أليس كذلك ؟!
فنحن في عملنا هذانُقابِل كلام أهل العلم بكلام أهل الجهالة !
ونُقابِل كلام العلماء بأقوالالنَّكِرات .
ثانياً : مما يَدلّ على جهل المعترض أمران :
الأول : اعتبارهذه المسألة من مسائل الحلال والحرام !
الثاني : استدلاله بالحديث بِفهم لم يُسَبق إليه .
أما الأول فهو في قول من قال : (حديث البخاري شوكة في حلق المبتدعة الذين حرموا هذا)
فأقول : فرْق بين الحرام وبين البِدعة ، والفرق بينهما كبير ، والبَون بينهما شاسع !
واعتبار من مَنعوا من الذِّكْر الجماعي " مُبتَدِعة " !
وليس فقط من أوْرَدْتَ أسماءهم هم مَن مَنَع من الذِّكْر الجماعي، بل سواد الأمة الأعظم هم من مَنعوا الذِّكْر الجماعي .
فأثر ابن مسعود الذي أوردتَه دليل على إنكار الصحابة رضي الله عنهم الذِّكْر الجماعي .
وأماالثاني : فهو الاستدلال بالحديث في فهم لم يُسبَق إليه !
وأقول : بل وأصرح منهذا الحديث الذي أورَده حديث أبي هريرة مرفوعاً : وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ،وحفّتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده . رواه مسلم .
وفي الحديث الآخر : لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفّتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده . رواه مسلم .
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في هذا الحديث :
فإنهم كانوا يجتمعون لتدارس القرآن فيما بينهم حتى يتعلم بعضهم من بعض ، ويأخذ بعضهم من بعض ، فهو مجلس من مجالس الذكر التي جاء فيمثلها من حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم : " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينةوغشيتهم الرحمة وحفّت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده " وهو الذي فهمه الصحابةرضى الله تعالى عنهم من الاجتماع على تلاوة كلام الله ، وكذلك الاجتماع على الذِّكرفإنه اجتماع على ذِكر الله ، ففي رواية أخرى أنه قال : لا يقعد قوم يذكرون الله إلاحفتهم الملائكة .. الحديث المذكور . لا الاجتماع للذكر على صوت واحد ، وإذا اجتمعالقوم على التّذكّر لِنعم الله ، أو التذاكر في العلم إن كانوا علماء ، أو كان فيهم عالم فجلس إليه متعلِّمون ، أو اجتمعوا يُذَكِّر بعضهم بعضا بالعمل بطاعة الله ،والبعد عن معصيته - وما أشبه ذلك مما كان يعمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه وعمِلَ به الصحابة والتابعون - فهذه المجالس كلها مجالس ذكر وهي التي جاءفيها من الأجر ما جاء ...
أو تجتمع إليه العامة فيعلِّمهم أمر دينهم ، ويُذكّرهم بالله ، ويُبين لهم سُنة نبيهم ليعمَلوا بها ، ويبين لهم المحدَثات التي هي ضلالةليحذروا منها ، ويتجنبوا مواطنها ، والعمل بها ؛ فهذه مجالس الذِّكر على الحقيقة ،وهي التي حَرَمَها الله أهل البدع من هؤلاء الفقراء الذين زعموا أنهم سلكوا طريق التصوف - وقلّ ما تجد منهم من يحسن قراءة الفاتحة في الصلاة إلا على اللحن ! فضلاعن غيرها ولا يعرف كيف يتعبد ، ولا كيف يَستنجى أو يتوضأ ، أو يغتسل من الجنابة ،
وكيف يعلمون ذلك وهم قد حُرِمُوا مجالس الذِّكر التي تغشاها الرحمة وتَنْزل فيها السكينة وتَحفّ بها الملائكة ؟ فبانطماس هذا النور عنهم ضلوا فاقتدوا بجهالٍ أمثالهم ، وأخذوا يَقرأون الأحاديث النبوية والآيات القرآنية فيُنَزِّلونها على آرائهم لا على ما قال أهل العلم فيها !
فخرجوا عن الصراط المستقيم إلى أن يجتمعوا ويَقرأ أحدهم شيئا من القرآن يكون حسن الصوت طيب النغمة جيد التلحين ،تُشبه قراءته الغناء المذموم ، ثم يقولون : تعالوا نذكر الله ! فيرفعون اصواتهم يُمشُّون ذلك الذِّكر مداولة طائفة في جهة وطائفة في جهة أخرى على صوت واحد يُشبِه الغناء ! ويزعمون أن هذا من مجالس الذكر المندوب إليها ! وكَذَبُوا فإنه لو كان حقالكان السلف الصالح أولى بإدراكه وفهمه والعمل به . وإلا فأين في الكتاب أو في السنةالاجتماع للذِّكْر على صوت واحد جهراً عالياً ؟! . اهـ .
فقوله : (وهذا بصيغة الجمع، هم يسبّحون ويكبّرون ويحمدون ويمجّدون، وهذا دليل على ذكرهم الجماعي بوضوح)
أقول : هذا دليل جهل من وجهين :
الأول : أن صيغة الجمع لا تقتضي الجمع المطلَق ، فلا تدل على ما ذهب إليه من مشروعيةالذِّكْر الجماعي .
فقد جاء في الحديث في صِفَة أول زمرة تدخل الجنة : لااختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب رجل واحد ، يُسبِّحون الله بكرة وعشيا . رواهالبخاري ومسلم .
ومعلوم أن أهل الجنة كل منهم في نُزُلِـه .
ويَصدق لغة وشرعاإطلاق " يُسبِّحون ويَحْمَدون ... " على جماعة كل منهم يَفعل ذلك بِمفرَدِه .
الثاني : أنه لم يَقُل أحد من سلف هذه الأمة بهذا القول ، ولم يَستدلُّوابهذا الحديث على مشروعية الذِّكْر الجماعي .
ولذلك قال العيني في شرح الحديثالمشار إليه : قوله " أهل الذكر " يتناول الصلاة وقراءة القرآن وتلاوة الحديث وتدريس العلوم ومناظرة العلماء ونحوها . اهـ .
ولذلك فإن العلماء يُفرِّقون بين الذِّكْر الجماعي ، وبين الاجتماع على الذِّّكْر .
فألاول ممنوع والثاني مشروع ، وبينهما فرق .
والفرق أن الذِّكْر الجماعي يكون من جميع من اجتمع فيذلك المكان .
والاجتماع على الذِّكر يكون هناك اجتماع ، إلا أن كل منهم يَذكرالله بنفسه .
قال الإمام الشاطبي رحمه الله : وقد جاء عن السلف أيضا النهىعن الاجتماع على الذِّكْر والدعاء بالهيئة التي يَجْتَمِع عليها هؤلاء المبتدعون . اهـ .
ولم يُعرَف عن سلف هذه الأمة الذِّكْر الجماعي ، كالذي أحدثته الصوفية : ( هو .. هو ) ! وكأنه نباح الكلاب ، مع ما فيه من سوء أدب مع الله .
أو ترديد لفظ الجلالة ( الله .. الله ) وهذا كله لم يُعرف عن سلف هذهالأمة ، وإنما عُرِف عن المتصوِّفة الذين قلّت بضاعتهم في العلم !
قا ل الإمام الشاطبي رحمه الله في ذِكر البِدع وتعريف البدعة : ومنها التزام الكيفيات والهيئات المعيّنة ، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً ، وما أشبه ذلك . ومنها التزام العبادات المعيَّنة في أوقات معينة لم يُوجد لها ذلك التعيين في الشريعة . اهـ .
وأختم بكلمةللإمام الشاطبي رحمه الله إذ يقول :
فالحاصل من هؤلاء أنهم حسّنوا الظن بأنهم فيما هم عليه مُصيبون ، وأساءوا الظن بالسلف الصالح أهل العمل الراجح الصريح وأهلالدين الصحيح !
والله تعالى أعلم
احدهم يقول لماذا ياشيخ تقول ان الذكر الجماعي بدعة......الى اخره
بارك الله فيك أخي الكريم
أولاً : التهكّم والسخرية ليس من طريقة أهل العلم .
وهو لا يصدر إلا من جاهل ، ولذا لما قال موسى عليه الصلاة والسلام لقومه :
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوابَقَرَةً) فـ (قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) فكان جوابه أن (قَالَ أَعُوذُبِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) .
ثانياً : الكاتب عاب عليّ ما وَقَع هو فيه !عاب عليّ أنأفتيت ، ثم هو أفتى بخلاف ما أفتيت به !
فليته إذ عاب على من لا يَعرفه أنه أفتى لم يُفتِ هو ، بل كان يَنقل فتوى لأهل العلم يَردّ بها قولي
فهو قد ناقَض نفسه ! وهو قد تصدّر وأفتى من حيث لا يَعلم !
وعاب على من كَتب باسمه الصريح، ورمز لنفسه برقم (15) !وأنت أحرى أن يُقال لك " أنا لاأعرفك - رغم صلتي الوثيقةبمجتمع العلماء وطلبة العلم -" وسوف آتي لتفصيل القول في هذه المسألة .
ثالثاً : ليس كل ما يُشرع على وجه العموم تُشرعآحاده وأفراده .فالصلاة مشروعة (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) ، وقد ردّ العلماءالصلوات الْمُحدَثَة رغم أن لها أصلاً في الدِّين
والسؤال عن أمور الشرع والدِّين مأمور به مندوب إليه (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ) .وقد ردّ الإمام مالك على مُبتدِع السؤال عن كيفية الاستواء ، فقال الإمام مالك: الأستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وأراك رجل سوء . أخرجوه .
وهذا كالأصل عند أهل العلم . إلى غيرذلك مما ردّه أهل العلم ، كإحداث أقوال أو صلوات على النبي صلى الله عليه وسلم لم تَكن .
فالبدعة : هي الأمر الْمُحدَث في الدِّين بِقصدالقُربَـة والطاعة .
قال الإمام الشاطبي رحمه الله : فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه .
وقال أيضا :فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مُخترعة تُضاهي الشرعية يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ، وهذاعلى رأي من لا يُدخل العادات في معنى البدعة ، وإنما يَخُصُّها بالعبادات ، وأماعلى رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول : البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية . اهـ .
وقال الإمام القرطبي : وسُمِّيَت البدعة بدعة لأن قائلها إبتدعها من غيرفعل أو مقال إمام .وقال : وكل من ابتدع وجاء بما لم يأمر الله عز وجل به فقد فرّقدينه . اهـ .
فالدليل العام لا يكون دليلا على أمرخاص .
والأدلة التي استدل بها الكاتب أدلة عامة ، كالأدلة التي تدلعلى الصلاة وعلى الذِّكر ، ولا يُمكن أن يُستدل بها على بدع ومُحدَثات مخصوصة .
فابن مسعود رضي الله عنه أنكر على الذّاكرين ، الذين اجتمعوا في مسجدالنبي صلى الله عليه وسلم يَذكرون الله بالحصى ، ولم يَفهم ابن مسعود ولا غيره من الصحابة أن عموم الأدلة الدالة على فضل الذكر وإقامة ذِكر الله ، أنها تدل على تلك البدعة المخصوصة .
روى الدارمي وابن وضاح في البدع أن ابن مسعود ضي الله عنه أنه دخل على أقوام يُسبّحون بالحصى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذاالذي أراكم تصنعون ؟
قالوا يا أبا عبد الرحمن حصىً نعدّ به التكبيروالتهليل والتسبيح ! قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلممتوافرون ، وهذه ثيابه لم تَـبْـلَ ، وأنيته لم تُـكسر . والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة ؟ قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ! قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه !
وروى أبو داود منطريق يزيد بن عميرة - وكان من أصحاب معاذ بن جبل - قال : كان لا يجلس مجلسا للذكرحين يجلس إلا قال : الله حكم قسط ، هلك المرتابون . فقال معاذ بن جبل يوماً : إن من ورائكم فِـتناً يكثر فيها المال ، ويُفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق ،والرجل والمرأة ، والصغير والكبير ، والعبد والحر ، فيوشك قائل أن يقول : ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ؟! ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره ! فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة .
وقد أنكر عبد الله بن مغفّل على ابنه أن جَهَر بـ " بسم الله الرحمن الرحيم " في صلاته روى الترمذي – وحسّنه – عن ابن عبد الله بن مغفّل قال : سمعني أبي وأنا في الصلاة أقول بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال لي : أي بُني مُحْدَث ، إياك والحدَثَ . قال : ولم أر أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبغض إليه الحدث في الإسلام - يعني منه . قال : وقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها ، فلاتقلها إذا أنت صَلّيت فقل : الحمد لله رب العالمين .
فعبد الله بن مغفّل رضي الله عنه لم يأذن لابنه أن يَجهر بالبسملة ، رغم ورودها ، إلا أنها لم تَرِدعلى هذه الصفة ، أي لم يُجهَر بها ، كما في حديث أنس في الصحيحين .
وقد أنكرعمر رضي الله عنه حَلْق الرأس ، إذ كان شعار الخوارج ، يتعبّدون به .فَحَلْق الشعرللرجل مُباح ، وهو مُتعبّد به في الـنُّـسُـك ، إلا أنه ليس بِمتعبّد به في غيرالنسك
وقد فصّل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنواع حَلْق الرأس ، وذكرانه على أربعة أنواع ، فقال :
النوع الثالث : حلقه على وجه التعبد والتدين والزهد من غير حج ولا عمرة ... فهذا بدعة لم يأمر الله بها ولا رسوله وليست واجبةولا مستحبة عند أحد من أئمة الدين ولا فعلها أحد من الصحابة والتابعين لهم باحسان ولا شيوخ المسلمين المشهورين بالزهد والعبادة لا من الصحابة ولا من التابعين ولاتابعيهم من بعدهم . اهـ .
والاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة .
كتب رجل إلى عمر بن عبدالعزيز يسأله عن القدر ، فكتب :
أما بعد : أوصيك بتقوى الله والاقتصاد فيأمره واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما أحْدَث الْمُحْدِثُون بعد ماجَرَتْ به سنته وكفوا مؤنته ، فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة ، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها ، فإنالسنة إنما سَـنَّـها من قد عَلِم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق ،فَارْضَ لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم ، فإنهم على عِلم وقَفُوا ، وببصر نَافِذٍكَفُّوا ، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى ، وبفضل ما كانوا فيه أولى ، فإن كانالهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ! ولئن قلتم :
" إنما حَدَثَ بعدهم " ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ، ورغِب بنفسه عنهم ، فإنهم هم السابقون ، فقدتكلموا فيه بما يكفي ، ووصفوا منه ما يَشفي ، فما دونهم من مَقْصَر ، وما فوقهم من مَحْسَر ، وقد قصَّر قوم دونهم فَجَفَوا ، وطمح عنهم أقوام فَغَلَوا ، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم . رواه أبو داود .
وهذا الذي نتكلّم بشأنه هو من البدع الإضافية ، التي أُضيفت إلى أصل من الأصول .
قال الإمام الشاطبي رحمه الله : ومن البِدع الإضافية التي تقرب من الحقيقية أن يكون أصلالعبادة مشروعا إلا أنه تخرج عن أصل شرعيتها بغير دليل توهماً أنها باقية على أصلهاتحت مقتضى الدليل ، وذلك بأن يُقيد إطلاقها بالرأى ، أو يطلق تقييدها ، وبالجملةفتخرج عن حدِّها الذي حد لها ،
ومثال ذلك :
أن يُقال إن الصوم في الجملةمندوب إليه لم يخصّه الشارع بوقت دون وقت و، لا حد فيه زمانا - ما عدا ما نهى عن صيامه على الخصوص كالعيدين وندب إليه على الخصوص كعرفة وعاشوراء بقول - فإذا خص منه يوما من الجمعة بعينه ، أو أياما من الشهر بأعيانها - لا من جهة ما عَيَّنَه الشارع - فإن ذلك ظاهر بانه من جهة اختيار المكلف ، كيوم الأربعاء مثلا في الجمعة ،والسابع والثامن في الشهر ، وما أشبه ذلك بحيث لا يقصد بذلك وجهاً بعينه مما لاينثنى عنه ، فإذا قيل له لم خصصت تلك الأيام دون غيرها ؟ لم يكن له بذلك حجة غيرالتصميم ، أو يقول إن الشيخ الفلانى مات فيه، أو ما اشبه ذلك ، فلا شك أنه رأي محض بغير دليل ضَاهَى به تخصيص الشارع أيامها بأعيانها دون غيرها ، فصار التخصيص منالمكلّف بدعة ، إذ هي تشريع بغير مستند .
ومن ذلك تخصيص الأيام الفاضلةبأنواع من العبادات التي لم تشرع لها تخصيصا كتخصيص اليوم الفلانى بكذا وكذا منالركعات ، أو بصدقة كذا وكذا ، أو الليلة الفلانية بقيام كذا وكذا ركعة ، أو بختم القرآن فيها ، أو ما أشبه ذلك ، فإن ذلك التخصيص والعمل به إذا لم يكن بحكم الوفاق أو بقصد يَقصد مثله أهل العقل والفراغ والنشاط كان تشريعا زائداً . اهـ .
رابعاً : ينبغي أن يُعلم أنه ما مِن بدعة إلا وقداستند صاحبها إلى رأيه ، وما من بدعة إلا وكان الدافع لها – غالباً – حسن المقصد .
إلا أن حسن المقصد وسلامة النية لا تكفي في التعبّد .ولذلك فإن الذين اجتمعوا للذِّكْر قالوا لابن مسعود رضي الله عنه : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ! فقال : وكم من مريد للخير لن يصيبه !
فهذه كلمة عظيمة وأصل في رد الْمُحدَثَات .
خامساً : العمل لا يكون مقبولاً حتى يكون العامِل مُتابِعاً للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العمل .وقد نص العلماء على أن المتابعة لا تتحقق إلا بستة أمور :
الأول : سبب العبادة
الثاني : جنس العبادة
الثالث :قدر العبادة
الرابع : صفة العبادة
الخامس زمن العبادة(فيما حددلها زمان
السادس: مكان العبادة
( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن )وهذا التفصيل قال به شيخناالشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
ولِنُطبّق هذه القواعد على ( سجّل حضورك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ) الذي انتشر في المنتديات .
فأقول :أولاً : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة مندوب إليها في الكتاب والسنة، بلا خلاف أو إشكال .
غير أن تحديد العبادة بعدد أوبزمان أو بمكان لم يُحدده الشارع يُدخل تلك العبادة في حيّز العبادة .وقد أنكرالصحابة رضي الله عنهم على من أحدث مثل ذلك .
والسؤال : هل تسجيل الدخول للمنتدى كالدخول للمسجد بحيث نُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخلناأو خرجنا ؟!فمن قال : نعم ، فليأت بالدليل ! ولا دليل .
ومن قال : لا . قيلله : إذاً لا يُقبَل العمل الصالح حتى يُتابَع فيه النبي صلى الله عليه وسلم في سبب العبادة .هذا الأول .
والثاني : جنس العبادة، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدّم مشروعة مندوب إليها . وليس كل ما شُرِع عمومه تُشرع آحاده وأفراده – كما تقدّم – .
الثالث : قدر العبادة، وهذا مُتعلّق بالعدد ،وبِقَدْر العبادة .
الرابع : صفة العبادة، أي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو الذِّكْر بهذه الصفة . وهل هو مشروع ؟فمن قال : نعم . طالَبْناه بالدليل على هذا العمل على وجه الخصوص . أين صفة هذه العبادة في عمل السلف ؟
الخامس : زمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان ) .
فالذي حدد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو حدد الذِّكْر كلما دخلالمنتدى أو خَرَج منه ، حدد زماناً للعبادة لم يُحدده الشارع ، وقد مضى كلام الشاطبي رحمه الله ، وأن التحديد من غير دليل بدعة .
السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن )
وأما قول القائل :
" افتح أبواب الخيرولاتقفلها , ليكن لك دورٌ في استصلاح المنتديات وتأييد كل عمل خيِّر فيها بدلا من أن تسدَّ أبواب الخير القليلة فيها "
أبواب الخير لا تُفتح بالبدع !والله يَعلم ما دخلت الشبكة ، وأمضيت فيها الوقت ، إلا من باب نشر الخير . وسبق أن حسن المقصد وسلامة النية لا تُسوِّغ فعل كل أمر نظنه خيراً !
وليس كل عمل خير يراه الإنسان يسوغ عمله .ولوساغ ذلك لكانت كل بِدعة يسوغ عملها ، لأنه ما من صاحب بِدعة إلا وهو يَرى أن فيبدعته خيراً .وما من صاحب بدعة إلا وهو يُقيمها على حساب السنة .
وما من صاحب بِدعة يراها حسنة إلا وهو يستدرك على الشارع ، بل ويتّهم محمدا صلى الله عليه وسلم أنه لم يُبلِّغ البلاغ المبين .
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنةفقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَأَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذدينا فلا يكون اليوم دينا .
ثم إنه يجب سد باب البدع والْمُحدَثات .ويجب سدباب تناقل الموضوعات المكذوبات على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن ادّعى أصحابهاأنهم ما أرادوا إلا الخير .
فهل نفتح الباب للحديث المكذوب بهذه الحجة ؟بحجة " افتح أبواب الخير ولاتقفلها " ؟! ونسأل الله أن يُفقّهنا في الدِّين .
أمامسألة التصدّر والجرأة على الفتيا فلا والله ما رغبت فيه ، وإنما أُقحِمت فيه .
والله يَعلم أني جلستُ إلى شيخي الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله – قبل سنتين – في المسجد الحرام ، ونحن نتراءى بيت الله ، فاستعفيته فلم يُعفِني ، وسألته ترك الفتوى فما أجابني إلى ذلك .
والله يَعلم ما أحببت الفتوى ، ولا تقحّم أوارها ، ولا خُضت غمارها حباً في التصدّر ، ولا رغبة في الظهور .والله يَعلم لوأعفاني شيخي لما أفتيت ، ولما كتبت حرفا في فتوى .
والله يحفظك .
ما حكم الذكر الجماعي في الشريعة داخل المسجد، وبعضهم يقرؤون السور القرآنية بصوت واحدجماعي، فما الحكم؟
الذكر الجماعي بدعة لا أصل له، وهكذا التلبية الجماعة المقصودة كونهميرفعون الصوت جميعاً ويخفضونه جميعاً، يبدؤون جميع وينتهون جميع كما يفعل بعض الناسبالتلبية وبعض الناس بالذكر هذا لا أصل له بل بدعة؛ لأن العبادة توقيفية، العباداتتوقيفية لا يفعل منها إلا ما جاء به الشرع، فالإنسان يلبي ويكبر من دون حاجة إلى أنيراعي نغمة أخيه وكلمة أخيه حتى يرفع معه وينتهي معه, هذا لا أصل له، كل واحد يكبريذكر الله يلبي والحمد لله، أما أن يتفقوا على أن يرفعوا التلبية جميعاً، وينهوهاجميعاً أو الذكر هذا شيء لا أصل له، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (من عملعملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وهكذا القراءة يقرؤون جميعاً هكذا، أما إذا كانوا فيالتعليم تعليم الأطفال يقرؤون جميعاً حتى يتمرنوا ويتعلموا هذا من باب التعليم لاأصل له. جزاكم الله خيراالشيخ/ً.عبد العزيز ابن باز
الذكر الجماعي عند التعزية؟
اعتادالبعض من النسوة أثناء التعزية في الأموات وخاصةً قبل دفن الجثمان أن يرددن قول: (لا إله إلا الله) بصوت عالٍ، أي امرأة تقول والباقي يرددن وراءها، وصوت هذه المرأةمسموع عند الرجال، ويرددن هذا ويقلن: إن هذا أفضل من اللطم أو العويل، ويهدئ منحالة أهل الميت، فما صحة ذلك؟
الظاهر أن هذا بدعة مطلقاً حتى لو ما سمعهن الرجال، كونهن يرددن لاإله إلا الله بين النسوة، فهذا عند التعزية لا أصل له، التعزية: أحسن الله عزاءكم،جبر مصيبتكم، غفر لميتكم ونحو هذا الكلام، أما أن يرددن لا إله إلا الله، أو سبحانالله بصوت جماعي هذا بدعة، سواءٌ سمعها الرجال أو ما سمعها الرجال لا ينبغي هذالأحد، بل السنة أن يقال لهم: اتقوا الله، لا تجزعوا، الحمد لله، سنة الله في عباده،كل يموت، يتحدثن معهن بالوصية والنصيحة، هذه هي التهدئة بالوعد بالخير والتحذير منالشر، أما أن يأتين بلا إله إلا الله بصوت جماعي أو بأشباه ذلك، فهذا من البدع؛ لأنالبدعة هي ما أحدثه الناس خلاف الشرع، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاًليس عليه أمرنا فهو رد)، (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وهذا من أمرالنبي -صلى الله عليه وسلم- وليس من عمل الصحابة بل هذا من البدعة.
افتتاح المنتديات بالتهليل والتكبير
المجيب د. رياض بن محمدالمسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيفالعقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/بدع الأذكار والأدعية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أما بعد:
نلاحظ فيكثير من المنتديات مواضيع يبدأ العضو الأول بقول سبحان الله، والثاني: الله أكبر،وهكذا يستمرون في التسبيح والتهليل في كل مرة يتم الدخول إلى المنتدى.
فما الحكم في ذلك بارك الله فيكم؟.
الحمد لله.
وعليكم السلام ورحمة والله وبركاته. وبعد:
فالذي أراه أن هذا العمل من قبيل الذكر الجماعي البدعي، بل ربما كان مناتخاذ آيات الله هزواً. نسأل الله العافية. والله أعلم.
السؤال
أريد فتوى مستعجلة - جزاكم الله خير – في هذا الأمر..
في إحدى المنتديات وضعت إحداهن هذه المشاركة "سجل حضورك اليومي بالصلاة علىسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أريد أن أعرف ما حكم ذلك.. هل هذا من الدين؟
فأنا أخشى أن يكون ذلك من البدع، وجزاكم الله خيرا.
الفتوى وهي تخص الشيخ محمد الفايز
سؤالك قبل مشاركتك أمر طيب تشكرين عليه؛ إذ كثير من الأخواتتفعل
الأمر ثمَّ تذهب للسؤال عنه.
أمَّا عن السؤال؛ فإنَّ مثل هذا المطلب،وهو جمع عدد معين من الصلاة والسلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر حادث،لم يكن عليه عمل المتقدمين من الصحابة والتابعين
ومن بعدهم، ثم لا يظهر فيهفائدة أو ميزة معينة.
فإن قيل: إنَّ فيه حثاً للناس لفعل هذه السنة العظيمة،فيقال: بالإمكان حثهم ببيان فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بهذهالطريقة.
وإني أخشى أن يكون وراء مثل هذه الأفعال بعض أصحاب البدع، كالصوفيةونحوهم،؛ فينبغي الحذر
من ذلك.
وبكل حال.. وبغض النظر عمَّن وراء ذلك؛ إلاأن هذا الطلب مرفوض لما ذكر.
أسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان، وحبّ رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وأن يرزقك العلم النافع
والعمل الصالح، وجميع فتياتناالمؤمنات.. آمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ كيف يتم الرد على شبهةأن هناك بدعة حسنة و بدعة سيئة مستدلين بقول الرسول عليه الصلاة و السلام من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة أو كما الرسول عليه الصلاة و لاسلام ؟
الجواب:يُرَدّ على هذا بأمور ، منها :
أولاً : من يستدلّ بِحديث لا بُدّ له من أمور :
1 – صحّـة الدليل
2 – صحّـةالاستدلال
ثانياً : من يستدلّ بآية أو بِحديث لا بُدّ من أن يَجمع الآيات أوالأحاديث في الباب الواحد ، ثم يستدلّ بها ، لأنه إذا أخذ آية وترك الآيات الأخرى في الموضوع ، أو أخذ حديثاً وترك الأحاديث الأخرى ، كان من الذين يتّبعون ماتَشَابَه من القرآن .
وهذه طريقة أهل لبِدع وليست طريقة أهل السنة .فطريقةأهل السنة الجمع بين الآيات والجمع بين الأحاديث .قال الشيخ أحمد شاكر : إذا تعارض حديثان ظاهراً ، فإن أمكن الجمع بينهما فلا يُعدَل عنه إلى غيره بِحالٍ ، ويجب العمل بهما
وقال الشيخ الشنقيطي : الجمع واجب إذا أمكن ، وهو مُقَدَّم على الترجيح بين الأدلة كما علم في الأصول .
ثالثاً : من يتكلّم في مسألة ليست حادِثة ، فيحتاج إلى رصيد من كلام أهل العلم ، الذين رسخوا في العلم ، لأنه لن يأتي بِفهمٍ جديد ! قال الإمام أحمد : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .
رابعاً : هذه المسألة على وجه الخصوص مما تمسّك به أهل البِدع ، ولامُستمسَك لهم في هذا الحديث ، ولا مُستَدلّ لهم به .
فإن قوله عليه الصلاةوالسلام : " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بهامن بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " رواه مسلم .
جاء على سبب ، ومعرفةسبب وُرود الحديث عُني بها أهل العلم .
وسبب ورود الحديث ما جاء في صحيح عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدرالنهار ، قال : فجاءه قوم حُفاة عراة ، مجتابي النمار أو العباء ، متقلدي السيوف ،عامتهم من مُضَر ، بل كلهم من مُضَر ، فتمعّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لمارأى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج ، فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب ، فقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) إلى آخر الآية . (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) ، والآيةالتي في الحشر :
(اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ) . تَصَدَّق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، منصاع بُرّه ، من صاع تمره ، حتى قال : ولو بِشِقّ تمرة . قال : فجاء رجل من الأنصاربِصُرّة كادَتْ كَفّـه تعجز عنها بل قد عجزت . قال : ثم تتابَع الناس حتى رأيتكومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنةسيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء .
فهذا يدلّ على أنه ليس المقصود الإحداث في الدِّين ، وإنما العمل بما شُرِع .فإن النبي صلى الله عليه وسلم حثّهم على الصدقة ، فلما تصدّق الأنصاري بِالصُّرّة، تتابَع الناس على إثره واقتدوا بع في فِعل الخير ، فله مثل أجر من اقتدى به فيفِعل مشروع .
فأين هذا من رجل يُقتَدى به في البِدع ؟! فإن هذا يُقتَدى به في السنن السيئة !
ثم يُقال لهذا المستدِلّ : ما الضابط في كون هذا العمل سُنة حسنة أو سُنة سيئة ؟ لأن ما تراه أنت حَسناً قد يراه غيرك سيئاً .
والضابط عند أهل العِلم : أنّ كلّ إحداث في دِين الله هو من قَبِيل السنةالسيئة .فإن قيل : لماذا ؟
قيل : لأن لفظ ( كلّ ) من ألفاظ العموم ، وقد قالعليه الصلاة والسلام : إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وإن كل بدعةضلالة . رواه الإمام أحمد وغيره .
خامساً : حَمَل العلماء هذا الحديث على إحياء سُنة قد أُمِيتتْ ، لا على إحداث شعائر وتعبّد لم يأذن به الله .
ولذافإن الصحابة رضي الله عنهم لم يَفهموا من هذا الحديث سوى هذا ، فإنه لا يُعرَف عنهم إحداث في دِين الله ، كما لا يُعرف عنهم أنهم سَـنُّوا سُنناً وادّعوا أنها حَسَنَة !
ويُؤيِّد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتمسّك بِسُنّته وسُنةالخلفاء الراشدين من بعده .ومع ذلك لا يُعرف عن أحد من الخلفاء الراشدين إحداث عبادة لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم .
قال ابن حزم : فمن أباح أن يكون للخلفاء الراشدين سُـنَّـة لم يَسنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أباح أنيُ حَرِّموا شيئا كان حلالا على عهده صلى الله عليه وسلم إلى أن مات ، أو أن يُحِلّوا شيئا حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يُوجِبوا فريضة لم يوجبهارسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يُسْقِطُوا فريضة فَرَضَها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسقطها إلى أن مات ؛ وكل هذه الوجوه مَنْ جَوَّزَ منها شيئا فهوكافر مُشْرِك بإجماع الأمة كلها بلا خلاف ، وبالله تعالى التوفيق . اهـ .
سادساً : من شروط قبول العمل أن يكون على السُّـنّـة ، والبِدع ليست على السّنة بل هي مُخَالِفة للسنة .
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : من أحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه ، فهو رَدّ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رَدّ .
سابعاً : حقيقة البِدع الاستدراك على النبي صلى الله عليه وسلم ، بل وفيها سوء أدب مع مقامه عليه الصلاة والسلام ، فكأن المبتدِع يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتّهمه بِعدم البلاغ المبين ،بل وفيها طعن القرآن ، لأن الله تبارك وتعالى يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُ مْدِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) .
والبِدع استدراك على الشريعة !
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنةفقد اتـَّـهَم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذدينا فلا يكون اليوم دينا .
فليس ثمّ أمر من الأمور التي تُقرّب إلى الله عزوجل إلا علمها أمته صلى الله عليه وسلم .وفي البِدع تَرك للسُّنَنَ .قال ابن مسعود رضي الله عنه :
اتَّبِعُوا ولا تَبْتَدِعُوا فقد كفيتم . "رواه الدرامي "