عيونٌ .. تطمح
و طموحٌ .. لا يأتي دائماً بالشّكل الذي نريد
أيـــامٌ تمضي ..
لأرى نفسي أكبـر كلَّ يومٍ بطريقةٍ متسارعة !
قلبٌ لربّما يحملُ من الهمّ ما يظنُّ أنه كبير ،
أو أنَّ مساحته صغيرةٌ لا تكفي لاحتواءِ سعادةٍ بين زواياها
مجرّدُ خاطرٍ لا أثرَ لهُ بين الحياةِ الممتلئة باللحظاتِ الجميلة ،
كامتلائها بالعكس كذلك !
بالقدرة على العطاء ، كالحاجة إلى الأخذ !
تمرُّ أمامي لحظاتُ هذا الفصل ،
لألتملسَ ذاكَ التداخلَ العجيب ..
سبحانهُ خالقُ الإنسانِ بروحٍ تستطيعُ التّعايش !
سبحانَ من جعلني إنسانـاً ..
لا من المائيّات غير القادرة على العيش خارجَ المحيط !
و لا من الجانِّ يَرى و لا يُرى !
و لا من الوردِ .. ما أن يُسعدَ الناس بطيب رائحته إلا و يموت !
سبحان من جعلني ، بشراً
أعملُ و أحاسبُ على عملي ..
سبحان من جعلني سليمةً معافاة
أمتلكُ ذاكرةً تُسلي وحدتي حيناً ،
و تربكُها حيناً أخرى !
سبحان من جعل من هذه الذّاكرةِ سلاحاً ذو حدّين
تصيبُ به بالبسمات أو بالدمعاتِ تخطئ !
تُسبّحُ له السّماواتُ خلقَها بطولها ، بجمالها ، بغيومها المتناثرةِ تزرعُ الأمل في نفوس الحيارى ،
سوّاها بطبقاتها السّبعِ لكائنٍ فقيرِ مثلي !
تستغفرُ له الأشجارُ بكلّ ألوانها ، الثّمارُ بتعدّد أحجامها
البحـــارُ بغموضها بأسماكها بشطآنها ..
سخّرها كلّها للإنسان ..
لهذا المخلوقِ الذي تُضعفُه ذكرى !
يُبكيــه حادثُ فراق !
يُمرضُه بُعدٌ ، أو موتٌ ، أو مَشادَّة !
يمضي من وقته ساعةً ساعتان و أكثر
و هو يلتقطُ أنفاسهُ محاولاً أن يُصدّق
أن فصلاً جامعيّاً من عُمره قد انتهى !
أو شخصاً من حياته قد خلا !
أو مسألةً أرهقت فكره ، فمنها اكتوى !
سبحانكَ خالقَ الإنسانِ من طين ..