بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إحذر البدع الرجبية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير ألأنام ومصباح الظلام وعلى آله وصحبه الكرام
أما بعد :
إلى جميع إخواننا المسلمين في كل مكان نسأل الله لنا ولهم التوفيق والرشاد
فإن الله تعالى قد شرع شرائع وحدّ حدوداً، وأمرنا باتباع شرعه وتجنب البدع في الدين، فالأمر لله وحده والطاعة له سبحانه والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم،
وإذا صدر أمر الله ورسوله فليس لنا خيرة:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا**
[الأحزاب:36]
ولاشك أن لشهر رجب مكانة عند الله تبارك وتعالى، فهو أحد الأشهر الحرم التي كرَّمها
الله جل ذكره في كتابه ونهى الناس عن الظلم فيها، ولايعني هذا أنه يجوز تخصيصه
بعبادة معينة دون غيره من الشهور؛
لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء
من ذلك.
وقد قرر العلماء أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا يجوز لأنه لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع.
والعبادات توقيفية؛
لا يجوز فعل شيء منها إلا إذا ورد دليل من الكتاب وصحيح السنَّة،
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخصيص رجب بعبادة معينة حديث صحيح
كما نصَّ على ذلك كبار العلماء
قال الحافظ ابن حجر:
"لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه شيء معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه"
ومن البدع التي يفعلها بعض الناس:
صلاة الرغائب، صلاة أم داود في نصف رجب، التصدق عن روح الموتى في رجب،الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة ، تخصيص زيارة المقابر في رجب علماً أن زيارة القبور للاتعاظ والعبرة تكون في أي وقت من العام وإننا نشاهد طوائف من الفرق المنتسبة إلى الإسلام يخصون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والبقيع شهداء بدر وأحد بالزيارة في رجب وهو من البدع المذمومة بل إن بعضهم يغلو في تلك القبور حتى يقع في الشرك الصريح عياذاً بالله.
ومن البدع:
الاحتفال بليلة السابع والعشرين منه التي يزعم بعضهم أنها ليلة الإسراء والمعراج وكل ذلك بدعة لا تجوز، وليس له أصل في الشرع، وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم، وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم تعيينها وحتى لو ثبت تعيين تلك الليلة لم يجزْ لنا أن نحتفل بها، ولا أنْ نُخصِّصها بشيء لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يحتفل بها خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان ذلك سنَّة لسبقونا إليه.
والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ**
[التوبة:100]
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»
متفق عليه.
أيها المسلمون:
إن الدين يسر ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه، وإن هذه البدع التي يلتزمها بعض الناس هي من الأصرار والأغلال التي رفعها الله عن هذه الأمة، فلماذا يأتي الإنسان ما فيه مشقة ويترك ما هو مأمور به ميسر له فعله؟
ولماذا يترك ما يحبه الله،
ويفعل ما يبغضه الله؟
إن ما يعيشه المسلمون اليوم من ضعف وتسلط الأعداء عليهم هو أحد العقوبات التي ينزلها الله على من اشتغل بالبدع والأمور التي لا ترضي الله، أو ترك فعل الواجب وما يحبه الله تبارك وتعالى.
أللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
أللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين،
آمينهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة النبوية