(11) تحريك السبابة :
وهذا أمر أهمله كثير من المصلين فضلا عن جهلهم بفائدته العظيمة وأثره في الخشوع
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لهي أشد على الشيطان من الحديد . ) رواه الإمام أحمد 2/119 بسند حسن كما في صفة الصلاة ص: 159 " أي أن الإشارة بالسبابة عند التشهد في الصلاة أشد على الشيطان من الضرب بالحديد لأنها تذكّر العبد بوحدانية الله تعالى والإخلاص في العبادة وهذا أعظم شيء يكرهه الشيطان نعوذ بالله منه ." الفتح الرباني للساعاتي 4/15 .
ولأجل هذه الفائدة العظيمة كان الصحابة رضوان الله عليهم يتواصون بذلك ويحرصون عليه ويتعاهدون أنفسهم في هذا الأمر الذي يقابله كثير من الناس في هذا الزمان بالاستخفاف والإهمال ، فقد جاء في الأثر ما يلي : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض . يعني : الإشارة بالإصبع في الدعاء)رواه ابن أبي شيبة بسند حسن كما في صفة الصلاة ص:141 وفي المطبوع من أبي شيبة [بإصبع] أنظر المصنف رقم9732ج10ص:381ط.الدار السلفية- الهند
والسنة في الإشارة بالسبابة أن تبقى مرفوعة متحرّكة مشيرة إلى القبلة طيلة التشهد .
( 12 ) التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة
وهذا يُشعر المصلي بتجدد المعاني والانتقال بين المضامين المتعددة للآيات والأذكار وهذا ما يفتقده الذي لا يحفظ إلا عددا محدودا من السور ( وخصوصا قصارها ) والأذكار ، فالتنويع من السنّة وأكمل في الخشوع .
وإذا تأملنا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوه ويذكره في صلاته فإننا نجد هذا التنوع
ففي أدعية الاستفتاح مثلا نجد نصوصا مثل :
( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدّنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرَد . )
( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمِرتُ وأنا أول المسلمين).
( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جَدُّك ولا إله غيرك ).
وغير ذلك من الأدعية والأذكار والمصلي يأتي بهذا مرة وبهذا مرة وهكذا .
وفي السور التي كان صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاة الفجر نجد عددا كثيرا مباركا مثل:
( طوال المفصّل كالواقعة والطور و ق ، وقصار المفصّل مثل : إذا الشمس كورت والزلزلة والمعوذتين وورد أنه قرأ الروم و يس والصافات وكان يقرأ في فجر الجمعة بالسجدة والإنسان )
وفي صلاة الظهر ورد أنه كان يقرأ في كلّ من الركعتين قدر ثلاثين آية وقرأ بالطارق والبروج والليل إذا يغشى .
وفي صلاة العصر يقرأ في كل من الركعتين قدر خمس عشرة آية ويقرأ بالسور التي سبقت في صلاة الظهر
وفي صلاة المغرب يقرأ بقصار المفصّل كالتين والزيتون وقرأ بسورة محمد والطور والمرسلات وغيرها .
وفي العشاء كان يقرأ من وسط المفصّل كـ { الشمس وضحاها }و { إذا السماء انشقت} وأمر معاذا أن يقرأ بـ الأعلى والقلم والليل إذا يغشى .
وفي قيام الليل كان يقرأ بطوال السور وورد في سنته صلى الله عليه وسلم قراءة مائتي ومائة وخمسين آية وكان أحيانا يقصّر القراءة .
وأذكار ركوعه صلى الله عليه وسلم متنوعة فبالإضافة إلى ( سبحان ربي العظيم ) و( سبحان ربي العظيم وبحمده ) يقول : ( سُبّوح قُدّوس رب الملائكة والروح ) ويقول اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي ،خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين ) . وفي الرفع من الركوع يقول بعد ( سمع الله لمن حمده ) : ( ربنا ولك الحمد ) وأحيانا ( ربنا لك الحمد ) وأحيانا ( اللهم ربنا ) و( لك الحمد ) وكان يضيف أحيانا ( ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ) ويضيف تارة ( أهل الثناء والمجد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ )
وفي السجود بالإضافة إلى ( سبحان ربي الأعلى ) و( سبحان ربي الأعلى وبحمده ) يقول أيضا : ( سُبّوح قدوس رب الملائكة والروح ) و ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) و ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشقّ سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين ) وغير ذلك .
وفي الجلسة بين السجدتين بالإضافة إلى ( رب اغفر لي رب اغفر لي ) يقول ( اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني ) .
وفي التشهد عدد من الصيغ الواردة مثل ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ... الخ ) وكذلك ورد ( التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ... الخ ) وورد ( التحيات الطيبات الصلوات لله ، السلام عليك أيها النبي ... الخ ) .
فيأتي المصلي مرة بهذا ومرة بهذا .
وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم عدّة صيغ منها : ( اللهم صلّ عل محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعل آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .
وورد أيضا ( اللهم صلّ على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .
وورد ( اللهم صلّ على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ).
ووردت صيغ أخرى كذلك والسنة أن ينوّع بينها كما تقدّم ولا يمنع أن يواظب على بعضها أكثر من بعض لقوة ثبوتها أو اشتهارها في كتب الحديث الصحيحة أو لأن النبي صلى الله عيه وسلم علّمها أصحابه لمّا سألوه عن الكيفية بخلاف غيرها وهكذا . جميع ما تقدّم من النصوص والصيغ من كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الذي اجتهد في جمعها من كتب الحديث .