عن ابن شهاب أن محمد بن جبير أخبره عن أبيه أنه جاء في فداء أسارى بدر، قال: فوافقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} (2) سورة الطور***جبير بن مطعم
نجوم الهدى / تراجم الصحابة
اسمه وكنيته:
هو جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي شيخ قريش في زمانه، أبو محمد، ويقال: أبو عدي القرشي النوفلي ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
بعض أخباره وفضائله :
هو ابن المطعم بن عدي الذي هو من الطلقاء الذين حسن إسلامهم، وقد قدم المدينة في فداء الأسارى من قومه، وكان موصوفاً بالحلم، ونبل الرأي كأبيه، وكان أبوه هو الذي قام في نقض صحيفة القطيعة، وكان يحنو على أهل الشعب، ويصلهم في السر، ولذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: (لو كان المطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له). وهو الذي أجار النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من الطائف حتى طاف بعمرة، ثم كان ابنه جبير شريفاً مطاعاً، وله رواية أحاديث، روى عنه ولداه الفقيهان محمد ونافع، وسليمان بن صُرد، وسعيد بن المسيب، وآخرون، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن أزهر، وعبد الله بن باباه، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ووفد على معاوية في أيامه. وعن ابن شهاب أن محمد بن جبير أخبره عن أبيه أنه جاء في فداء أسارى بدر، قال: فوافقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} (2) سورة الطور. فأخذني من قراءته كالكرب. وعن جبير بن مطعم قال: كنت أكره أذى قريش لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فلما ظننا أنهم سيقتلونه لحقت بدير من الديارات، فذهب أهل الدير إلى رأسهم، فأخبروه، فاجتمعت به، فقصصت عليه أمري، فقال: تخاف أن يقتلوه؟، قلت: نعم، قال: وتعرف شبهه لو رأيته مصوراً، قلت: نعم، قال: فأراه صورة مغطاة كأنها هو، وقال: والله لا يقتلوه، ولنقتلنَّ من يريد قتله، وإنه لنبي، فمكثت عندهم حيناً، وعدت إلى مكة، وقد ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فتنكر لي أهل مكة، وقالوا: هلم أموال الصبية التي عندك استودعها أبوك، فقلت: ما كنت لأفعل حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي، ولكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم، فقالوا: إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه، فقدمت المدينة، وقد بلغ رسول الله الخبر، فدخلت عليه، فقال لي فيما يقول: (إني لأراك جائعاً هلموا طعاماً). قلت: لا آكل خبزك، فإن رأيت أن آكل أكلت، وحدثته، قال: (فأوف بعهدك).
وقال ابن إسحاق حدثنا عبد الله بن أبي بكر وغيره قالوا: أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤلفة قلوبهم، فأعطى جبير بن مطعم مئة من الإبل. وقال مصعب بن عبد الله: كان جبير من حلماء قريش وسادتهم، وكان يؤخذ عنه النسب.
وقال ابن إسحاق حدثنا يعقوب بن عتبة عن شيخ قال: لما قدم على عمر بسيف النعمان بن المنذر، دعا جبير بن مطعم بن عدي فسلحه إياه، وكان جبير أنسب العرب للعرب، وكان يقول: إنما أخذت النسب من أبي بكر الصديق، وكان أبو بكر أنسب العرب. وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن جبير بن مطعم تزوج امرأة فسمى لها صداقها، ثم طلقها قبل الدخول، فتلا هذه الآية: {إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (237) سورة البقرة. فقال: أنا أحق بالعفو منها، فسلم إليها الصداق كاملاً.
وفاته:
قال الهيثم بن عدي وخليفة وغيرهما : توفي جبير بن مطعم سنة تسع وخمسين. وقال المدائني سنة ثمان وخمسين.
مصادر الترجمة:
السير (3/95). والإصابة (1/64). وأسد الغابة(1/323). وشذرات الذهب (1/64).
"نبذة من سيرة الصحابي جبير بن مطعم(رضي الله عنه)
جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي، يكنى أبا محمد، وقيل: أبا عدي، أمه أم حبيب، وقيل: أم جميل بنت سعيد، من بني عامر بن لؤي، وقيل: أم جميل بنت شعبة بن عبد الله بن قيس من بني عامر بن لؤي، وأمها: أم حبيب بنت العاص بن أمية بن عبد شمس؛ قاله الزبير.
وكان من حلماء قريش وسادتهم، وكان يؤخذ عنه النسب لقريش وللعرب قاطبة، وكان يقول: أخذت النسب عن أبي بكر الصديق ، وجاء إلى النبي فكلمه في أسارى بدر، فقال: "لو كان الشيخ أبوك حياً فأتانا فيهم لشفعناه". وكان لأبيه المطعم بن عدي عند رسول الله يد، وهو أنه كان أجار رسول الله لما قدم من الطائف، حين دعا ثقيفاً إلى الإسلام، وكان أحد الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وبني المطلب، وإياه عنى أبو طالب بقوله: "الطويل"
أمطعم إن القوم ساموك خطة ** وإني متى أوكل فلست بوائلوكانت وفاة المطعم قبل بدر بنحو سبعة أشهر، وكان إسلام ابنه جبير بعد الحديبية وقبل الفتح، وقيل: أسلم في الفتح.وروي عن ابن عباس أن النبي قال ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح: "إن بمكة أربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام: عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو". روى عنه سليمان بن صرد، وعبد الرحمن بن أزهر، وابناه: نافع ومحمد ابنا جبير.أخبرنا أبو محمد أرسلان بن بغان الصوفي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد بن أبي سعيد الميهني الصوفي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، حدثنا عمر بن حفص السدوسي، أخبرنا عاصم بن علي، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: "أتت النبي امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله، أرأيت إن رجعت فلم أجدك؟ كأنها تعني الموت، قال: "إن لم تجديني فأتي أبا بكر". وكان زوج عائشة بنت ابي بكر قبل زواج الرسول منها
وتوفي جبير سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وخمسين. أخرجه الثلاثة.
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
نجوم القمة شموع الحياة الصحابة رضوان الله عليهم بالوعـــــد الحــــــق :
https://alwa3d.forumegypt.net/t2946-topic