متى تجمع الصلوات ؟
من أحب الأعمال الى الله الصلاة على وقتها، وقد فرض الله سبحانه وتعالى الصلاوات الخمس في أوقاتها لحكم معينة لا يعلمُها الا هو سبحانه. وهناك أعذار شرعية يجوز فيها الجمع بين الصلاوات ولكن بشروط وحدود، فصلاة الظُر تُجمع فقط مع صلاة العصر، وصلاة المغرب تُجمع فقط مع العشاء، أما صلاة العتمة أو الفجر فهي لا تجمع مع أي صلاة إطلاقاً تحت أي ظرف، وهناك الكثير من الاخطاء الشائعة والجهل في الجمع بين الصلاوات وكذلك القصر في الصلاة.
» ذات صلة: كيفية جمع الصلاة
تُجمع الصلاوات إما جمع تقديم او جمع تأخير ولكل حال منها ظروفة الخاصة التي لا تصح إلا بها، فلا يجوز تأخير صلاة الظهر الى وقت العصر بدون عُذر شرعي مقبول أو واضح، كذلك لا يجوز تأخير صلاة المغرب الى صلاة العشاء بدون عُذر شرعي واضح، وقد جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم انه رفع القلم عن ثلاث (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، أي أن هذه الفئات لا تؤاخذ بما تفعل حتى تزول عنهم الحالة التي هم فيها، أي أن النائم لا يؤاخذ بما يفعل حتى يستيقظ وكذلك الصبي الصغير الذي لم يبلغ الحلم حتى يبلغ الحلم والرشد وكذلك المجنون حتى يشافيه الله ويبرأ مما فيه، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام ( رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان).
فيما عدا هذه الحالات يجب الرجوع الى المور الشرعية التي يجوز بها الجمع وهي:
المرض.
السفر.
المطر أو البرد الشديد.
الحرب.
أي أمور شرعية أخرى قد يكون فيها إجتهاد.
ويكون الجمع إما بتقديم صلاة العصر الى وقت صلاة الظهر والعشاء الى وقت صلاة المغرب وتكون بأن يُصلي الصلاة الأولى في وقتها كما هي ثُم يُتبعها الصلاة الثانية بعد الإقامة للصلاة الثانية، فتتم الصلاتان في نفس المقام وبدون أداء السنن بينهُما، مع وجوب النية، أو بتأخير صلاة الظهر الى وقت صلاة العصر والمغرب الى وقت صلاة العشاء وتكون بأن يُصلي الصلاة الأولى في وقتها كما هي ثُم يُتبعها الصلاة الثانية بعد الإقامة للصلاة الثانية، فتتم الصلاتان في نفس المقام وبدون أداء السنن بينهُما، مع وجوب النية. فالصلاة موالاه أي أنها تُصلى بالترتيب.
فمثلاً أراد شخص مُسافر أن يصلي المغرب والعشاء جمع تقديم في وقت صلاة المغرب أن كان في راحة في ذلك الوقت وأمكنه الصلاة فإنه ينوي صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم ويُصلي المغرب ثم بعد الإنتهاء مباشرة من صلاة المغرب يُقيم لصلاة العشاء ويُصليها مباشرة، وتكون هذه الحالة خوفاً من أن يدركه الوقت ولا يستطيع صلاة العشاء في وقتها، وكذلك الحال في جمع التأخير فإنه وفي وقت المغرب وإن كان مسافراً مثلا ويعلم علم اليقين أنه لا يستطيع قطع سفره أن كان في طائرة او سيارة أو في مكان لا يستطيع النزول فيه لأداء الصلاة فإنه وفي وقت المغرب ينوي تأخير الصلاة الى وقت العشاء ليُصلي الصلاتين معاً جمع تأخير.
وتختلف الأحكام قليلاً بين المسافر والمريض والمطر والحرب فمثلاً السفر يجب أن تكون المسافة أكثر من 81 كلم حسب الأغلبية والله أعلم. ولكل حالة أحكامها الخاصة بها فمثلاً المطر الخفيف لا يوجب الجمع عند الأغلب إلا أن الدين الإسلامي دين يُسر وهناك من أقر بصحة الجمع بين الصلاوات في أيسر الأمور.
والله تعالى أعلم.