قصص مكذوبة منسوبة للفاروق ( عمر بن الخطاب) رضي الله عنه
ـ أنَّ عمر رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه، إذ ضحك قليلاً ، ثم بكى ، فسأله مَن حضر ، فقال : كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة ، فنعبده ، ثم نأكله ، وهذا سبب ضحكي!أما بكائي ، فلأنه كانت لي ابنة، فأردت وأدها ، فأخذتها معي ، وحفرت لها حفرة ، فصارت تنفض التراب عن لحيتي ، فدفنتها حية
(هذه قصَّة باطلة لا تصح عن عمر رضي الله عنه).
والدليل
لا تصح لأن من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر - رضي الله عنه - هي زينب بنت مظعون أخت عثمان و قدامة فولدت له حفصة وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير : قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبلر وحفصة رضي الله عنهم . وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين كما جاء في المستدرك وغيره عن عمر رضي الله عنه قال : ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ، ولهذا فهي أكبر بنات عمر ولم يئدها ، فلماذا يئد من هي أصغر منها؟ ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها ولم نجد لها ذكرا في أبنائه؟ فقد سموا لنا جميعا وسمي لنا من تزوجهن عمر في الجاهلية والإسلام ، ولم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر ، ولو كان عمر - رضي الله عنه - ممن فعل ذلك في جاهليته لما كان عليه فيه مطعن ولا مغمز في الإسلام ، إذ الإسلام يجب ما قبله وقد كانوا في الجاهلية مشركين يعبدون الأصنام ، ولا ذنب أعظم من الكفر وعبادة الأصنام ، فالظاهر أن هذه الرواية باطلة .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
أنَّ عمر قفز على جدار أحد المنازل، ثم وجد بداخله أناسا يشربون الخمر، فقالوا له: نحن ارتكبنا إثما واحدا، وأنت ارتكبت ثلاثة: لم تستأذن، ولم تأتنا من الباب، وتجسست علينا. (هذه قصَّة مكذوبة عن عمر بن الخطَّاب)
لم تثبت هذه القصة لدينا بعد تتبع ما كتب عن عمر رضي الله عنه في كتب التاريخ والتراجم ، ثم هي لا تتناسب مع خلق عمر وسيرته ، ويبعد أن يجرؤ عليه أمثال هؤلاء وهم مرتكبون لجريمة شرب الخمر ، بل المعهود أنهم يخجلون ، ويصيبهم الخزي ؛ لمكانهم من الجريمة ، ولما لعمر رضي الله عنه من المهابة .
وبالله التوفيق ، وصل الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
لما دفن عمر رضي الله عنه في القبر، أرسل الله إليه ملكين يسألانه، فاستيقظ عمر في القبر، وقال: من ربكما؟ من نبيكما؟ وما دينكما؟ قالوا: من قوة إيمان عمر سألهما بدلاً من سؤالهما إياه
(القصَّة مكذوبة لا تصح)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم لهذا القول أثراً من صحة، وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه جليل القدر كبير الشأن في الإسلام، فهو وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، وثاني خلفائه بعد موته، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، إلى غير ذلك من فضائله رضي الله عنه وأرضاه، ولكن هذا لا يدعونا إلى أن نغلو فيه فنقول عن الشرع ما لم يقله، وأخبار الغيب لا تتلقى إلا من الوحي.
والله أعلم.
اسلام ويب
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
قصَّة هجرة عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه بالعلن، حيث أنَّه لما هم بالهجرة تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهماً، ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، ثم قال لأهل قريش من أراد أن تثكله أمه، ويوتم ولده، ويرمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي.
(والقصَّة فيها ثلاثة مجاهيل من رواتها فلا تصح، مع وجود أثر صحيح عن عمر أنَّه هاجر سراً يُخالف هذه القصَّة الباطلة)
هذه القصة أخرجها - برُمَّتِها - ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (44/51-52)، وابنُ الأثير في "أُسد الغابة" (4/144-ط. دار الكتب العلمية) من طريق أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهِزَّاني - بالبصرة -، ثنا الزبير بن محمد بن خالد العثماني - بمصر سنة خمس وستين ومائتين -، نا عبد الله بن القاسم الأيْلي، عن أبيه، عن عُقَيْل بن خالد، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس قال: قال لي علي بن أبي طالب ... فذكرها.
أقول: هذه القصةُ ضعيفةٌ معلولةٌ؛ الزبيرُ بنُ محمد بن خالد العثماني، وعبدُ الله بنُ القاسم الأيْليُّ، وأبوه في عِداد المجهولين؛ إذ لا ذِكْرَ لهم في كتب الجرح والتعديل.
وضعَّف هذه القصةَ الشيخُ الألبانيُّ - رحمه الله - في كتابه: "دفاع عن السيرة النبوية" (ص43) - في ردِّه على جهالات الصوفي محمد سعيد رمضان البوطي -، وكذا أشار إلى ضعفها الدكتور الفاضل أكرم ضياء العمري - وفقه الله - في "السيرة النبوية الصحيحة" (1/206).
ثُمَّ هذه القصةُ مخالِفةٌ لما روى ابنُ إسحاق (2/129-131) عن عمر - رضى الله عنه - أنه قال: "اتَّعدتُ لما أردنا الهجرة ألى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل السهمي التناضُب من أضاة بني غفار، فوق سَرِف، وقلنا: أينا لم يصبح عندها فقد حُبِس فليمض صاحباه. فأصبحتُ أنا وعياش عند التناضب، وحُبِس عنا هشام، وفُتِن فافتتن" وصحح إسنادها الحافظ في "الإصابة" (3/604).
قصَّة النصراني القبطي الذي أتى لعمر بن الخطَّاب وأخبره بأنَّه كان بينه وبين ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه سباق، فسبق القبطي النصراني ابن عمرو بن العاص فضربه ابن عمرو ذلك القبطي، فوصل الخبر لعمر بن الخطَّاب فقال عمر ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمَّهاتهم أحرارا) ثمَّ ضرب ابن عمرو بن العاص، وكذلك ضرب عمرو بن العاص كذلك!
(هذه القصة مُنكرة لا تصح).
والقصة أخرجها ابن عبدالحكم في " فتوح مصر " ( ص 290 ) ، قال : حُدِّثنا عن أبي عبدة ، عن ثابت البناني ، وحميد ، عن أنس ، قال : أتى رجل...( فذكر القصة ) .
والسند منقطع بين ابن عبدالحكم ، وأبي عبدة .
وهذه القصة فيها ظلم لعمرو بن عاص ، ولا تدل على عدل عمر كما يظن البعض ، ولكنها قصة واهية منكرة .