هل الجن من الملائكة ؟
قالت إحدى الأخوات :
أخي لي سؤال :
كتبت موضوعا عن إبليس من كتاب اسمه " نساء نزل فيهن القران " تأليف عبد العزيز الشناوي
وهذه الجملة من الموضوع :
[ وكان قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن ]
ولكن اعترض أحد الأخوة على هذه الجملة وقال لي :
الجن ليسو من الملائكة والدليل أن الملائكة من نور ، أما الجن فخلقوا من نار , والملائكة لا يعصون الله أبدا عكس الجن والشياطين من نسل إبليس
هل كلامه صحيح أم ما جاء في الكتاب هو الصحيح ؟
وضح لي الحقيقة أخي ، وجزاك الله كل خير .
فأقول :
إن إبليس من الجن بنص الكتاب والسنة
قال الله تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : خُلقت الملائكة من نور ، وخُلق الجان من مارج من نار ، وخُلق آدم مما وصف لكم . رواه مسلم .
والمارج هو طرف النار المتلهّب ، وهو أشدها هيجانا وخفّة وحركة .
وقال سبحانه : ( فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ )
فقوله ( كلهم ) و ( أجمعون ) يدل على أن إبليس مستثنى من الملائكة وإن كان معهم في السماء قبل أن يُطرد .
قال ابن كثير - رحمه الله - :
( فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس ) فدخل إبليس في أمر الملائكة بالسجود وذم على المخالفة ؛ لأنه كان في تشبه بهم فعومل معاملتهم ، ودخل معهم تغليبا وإلا فهو كان من الجن ، وطبيعته من النار ، والملائكة من النور .
وما ذكرتيه أخيّه ذكره بعض المفسرين كابن جرير الطبري وابن كثير ونقلوا ذلك عن بعض الصحابة والتابعين
ولكنه لا يثبت عنهم
ثم إنه مخالف لصريح الكتاب والسنة
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم