استفسار عن صلاة الاستخارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى فضيلة الشيخ عبدالرحمن جزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء
لدي استفسار عن صلاة الإستخارة
معلوم عن أنها من وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأمته كي يستخيروا الخالق في أمور دنياهم
وقد ورد في كتب الحديث الدعاء الذي أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله في صلاة الإستخارة
وسؤالي هو متى يمكنني أن أقرأ هذا الدعاء ؟ هل بعد الصلاة ؟ أم في وقت معين داخل الصلاة ؟
وماذا يحدث بعد ذلك وقصدي انشراح الصدر الذي أخبرنا به صلى الله عليه وسلم هل يكون بعد الصلاة مباشرة أم متى ؟
والسؤال الأخير هل يكون ما ينشرح صدري به واجباً علي أن آخذ به ؟
وجزاك الله عنا خير الجزاء أخوك
الجواب :
وإياك وبارك الله فيك وأحسن إليك
أخي الحبيب
روى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمنا الاستخارة في الأمور كما يُعلمنا السورة من القرآن . يقول : إذا همّ أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل :
اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به . قال : ويسمي حاجته .
ويُسمي حاجته بعد قوله : اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( يذكر حاجته )
ويقول هذا الدعاء قبل السلام ، وإن قاله بعد السلام فلا حرج ، إذ الأمر موسّع .
ولا يُشترط أن ينام الإنسان بعد ذلك ، ولا أنه يُخالف ما كان يُريد ويهوى .
بل يمضي لما ترتاح له نفسه ، فإن كان فيه خير يسّره الله له ، وإلا صرفه عنه .
وما يجد الإنسان انشراح صدره تجاهه ، ويشعر براحة نفسه له يمضي إليه ، فإن وُفّق له وإلا فليعلم أنه صُرِف عن شر .
وفي هذا الدعاء تسليم الأمر لله وتفويضه إليه .
والله أعلم .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
assuhaim@al-islam.com