هل لحوم الأبل ناقضة للوضوء؟
فضيلة الشيخ عبدالرحمن وفقه الله .
هل أكل لحم الأبل ينقض الوضوء مع الدليل إن أمكن .
ثم ما الحكمة من كون لحم الأبل ينقض الوضوء .
وأن لم يكن هناك كلافة فضيلة الشيخ هل تتكرم وتبين لنا ماهي نواقض الوضوء .
الجواب :
من نواقض الوضوء : أكل لحم الجزور . يعني لحم الإبل .
ودليله قوله عليه الصلاة والسلام لما سُئل : أأتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال : إن شئت فتوضأ ، وإن شئت فلا توضأ . قال : أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ، فتوضأ من لحوم الإبل . رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه .
وفي رواية لأحمد : وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ ؟ فَقَالَ : تَوَضَّئُوا .
وفي حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ ؟ فَقَال : تَوَضَّئُوا مِنْهَا . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني .
وليس المقصود هو اللحم فحسب ، بل أطلق اللحم لأنه هو الغالب ، وإلا فإن الحُكم يشمل جميع أجزاء الإبل .
بدليل قوله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ) .
فالتعبير هنا بـ ( لحم الخنزير ) وإن كان الحُكم يشمل جميع أجزاءه من لحم وشحم وعصب وغير ذلك .
ولما ذكر الصنعاني - رحمه الله – الحديث المتقدم ذكر بعده حديث البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : توضئوا من لحوم الإبل ولا توضئوا من لحوم الغنم . قال ابن خزيمة : لم أرَ خلافا بين علماء الحديث أن هذا الخبر صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه . ثم قال - رحمه الله - : والحديثان دليلان على نقض لحوم الإبل للوضوء ، وأن من أكلها انتقض وضوؤه . انتهى .
ولعل السبب في ذلك أن الإبل فيها مادة شيطانية، فلذا أُمِر من أكلها أن يتوضأ .
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ ، فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَسَمُّوا اللَّهَ ، وَلا تَقْصُرُوا عَنْ حاجاتكم . رواه الإمام أحمد والدارمي والنسائي في الكبرى ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .
وأصْل خِلقة الإبل مِن الجن .
وفي الحديث : صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، ولا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ . رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة ، ومن طريقه : ابن ماجه ، وابن عبد البر في " التمهيد " . والحديث صححه الألباني والأرنؤوط .
قال ابن عبد البر رحمه الله : وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ : فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ ، أَوْ : مِنْ عَنَانِ الشَّيَاطِينِ .
وَهَذِهِ أَلْفَاظٌ مَوْجُودَةٌ مَحْفُوظَةٌ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ فِي كِتَابِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ .
وقال : وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ : أَنَّهَا جِنٌّ خُلِقَتْ مِنْ جِنٍّ ؛ فَبَيَّنَ فَبَيَّنَ الْعِلَّةَ فِي ذَلِكَ . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فَالإِبِل فِيهَا قُوَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ ، وَالْغَاذِي شَبِيهٌ بِالْمُغْتَذَى .. وَالإِبِلُ إذَا أَكَل مِنْهَا تُبْقِي فِيهِ قُوَّةً شَيْطَانِيَّةً ... فَإِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ إطْفَاءِ الْقُوَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ مَا يُزِيلُ الْمَفْسَدَةَ ، بِخِلافِ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهَا ، فَإِنَّ الْفَسَادَ حَاصِلٌ مَعَهُ . اهـ .
وما طلبته – حفظك الله - تجده هنا :
شرح أحاديث عمدة الأحكام - الحديث الثاني
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/02.htm
سواء ما يتعلق بلحوم الإبل أو بنواقض الوضوء .
فضيله الشيخ وفقك الله وشرب حليب الابل هل ينقض الوضوء
الجواب :
الذي يظهر أن ألبان الإبل لا تنقض الوضوء
قال الإمام النووي : ومذهبنا ومذهب العلماء كافة لا وضوء من لبنها . اهـ .
والنبي صلى الله عليه وسلم أمر العرنيين بالشُّرب من ألبان الإبل ، ولم يأمرهم بالوضوء . والحديث مُخرّج في الصحيحين .
وأما حديث " لا تتوضؤوا من ألبان الغنم، وتوضؤوا من ألبان الإبل " فهو حديث ضعيف ، كما قال الإمام النووي ، وكذلك قال الألباني .
والله أعلم .
الشيخ/ عبدالرحمن السحيم