افتراضي ما صحة نسب هذه الابيات للامام علي رضي الله عنهُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرمكم الله ورضى عنكم
أحتاج إلى التواصل مع الشيخ / بشأن مسالة ما وكلي أمل أن يجيب فضيلته فما عرفناهُ إلا كلك
وهذه فحوى رسالتي وحاجتي
أستاذنا الكريم وفقك الله وبارك بك
في أحد الملتقيات كتب شيعي موضوع نسب فيه شعر للأمام علي بن أبي طالب وأدعى بقوله أنه هو قائله
هذا هو الشعر
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــ ــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمـــــــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيــــــــــــال
بحثتُ كثيراً ولم أجد
سألناه الدليل وصحة ذلك فدار في الكلام وقبح قولهُ بما لا يليق وبقينا معه في جدال
كل ما نرغب منكم تحقيق في مدى صحة نسب هذه الأبيات للامام علي رضي الله عنه
خاصة أنها تنتشر في المنتديات الشيعية والسنية بكثرة ونريد تحقيق صحتها وفقاً لقولكم في الأمر
اللهم أرفع قدر من يجيب على رسالتي وفرج همه وثبته وعافه وأعفو عنه
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هذا كلام ركيك ، لا يرتقي إلى درجة الشِّعر ، ويترفّع أمير المؤمنين عليّ رضيَ اللّهُ عنه عن مثله .
وكان علي رضي الله عنه شاعرا مُجيدا ، وقد اتّسم شِعره بالحكمة .
ومن شِعره :
إذا اشتملت على اليأس القلوب = وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطَنِت المكاره واطمأنت = وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضرّ وجهاً = ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث = يمن به القريب المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت = فموصول بها الفرج القريب
قال ابن كثير : وَمِمَّا أَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ :
أَلاَ فَاصْبِرْ عَلَى الْحَدَثِ الْجَلِيلِ ... وَدَاوِ جَوَاكَ بِالصَّبْرِ الْجَمِيلِ
وَلا تَجْزَعْ فَإِنْ أَعْسَرْتَ يَوْمًا ... فَقَدْ أَيْسَرْتَ فِي الدَّهْرِ الطَّوِيلِ
وَلا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سَوْءٍ ... فَإِنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالْجَمِيلِ
فَإِنَّ الْعُسْرَ يَتْبَعُهُ يَسَارٌ ... وَقَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ كُلِّ قِيلِ
فَلَوْ أَنَّ الْعُقُولَ تَجُرُّ رِزْقًا ... لَكَانَ الرِّزْقُ عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ
فَكَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ قَدْ جَاعَ يَوْمًا ... سَيُرْوَى مِنْ رَحِيقِ السَّلْسَبِيلِ
وَمِمَّا أَنْشَدَهُ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَّاقُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:
أَجِد الثِّيَابَ إِذَا اكْتَسَيْتَ فَإِنَّهَا ... زَيْنُ الرِّجَالِ بِهَا تُعَزُّ وَتُكْرَمُ
وَدَعِ التَّوَاضُعَ فِي الثِّيَابِ تَخَوُّفًا ... فَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُجِنُّ وَتَكْتُمُ
فَرَثَاثُ ثَوْبِكَ لا يَزِيدُكَ زُلْفَةً ... عِنْدَ الإِلَهِ وَأَنْتَ عَبْدٌ مُجْرِمٌ
وَبَهَاءُ ثَوْبِكَ لا يَضُرُّكَ بَعْدَ أَنْ ... تَخْشَى الإِلَهَ وَتَتَّقِي مَا يَحْرُمُ
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الأَكْبَرِ الْمُبَرِّدُ : كَانَ مَكْتُوبًا عَلَى سَيْفِ عَلِيٍّ :
لِلنَّاسِ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا وَتَدْبِيرُ ... وَصَفْوُهَا لَكَ مَمْزُوجٌ بِتَكْدِيرِ
لَمْ يُرْزَقُوهَا بِعَقْلٍ عِنْدَمَا قُسِمَتْ ... لَكِنَّهُمْ رُزِقُوهَا بِالْمَقَادِيرِ
كَمْ مِنْ أَدِيبٍ لَبِيبٍ لا تُسَاعِدُهُ ... وَمَائِقٍ نَالَ دُنْيَاهُ بِتَقْصِيرِ
لَوْ كَانَ عَنْ قُوةٍ أَوْ عَنْ مُغَالَبَةٍ ... طَارَ الْبُزَاةُ بِأَرْزَاقِ الْعَصَافِيرِ
ومِن شِعره :
فلا تصحب أخا الجهل = وإياك وإياهُ
فكم من جاهل أردى = حليما حين آخاهُ
يقاس المرء بالمرء = إذا ما المرء ما شاهُ
وللشيء على الشيء = مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب = دليل حين يلقاه
وقوله رضي الله عنه :
حقيق بالتواضع من يموت = ويكفى المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا هموم = وحرص ليس تدركه النعوت
صنيع ُمَلِيكِنا حَسَنٌ جميل = وما أرزاقه عنّا تفوت
فيا هذا سترحل عن قليل = إلى قوم كلامهم السكوت
وقد ذَكَر الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية والنهاية " طَرفا مِن أشعار عليّ رضيَ اللّهُ عنه .
والله تعالى أعلم .
المجيب / الشيخ عبدالرحمن السحيم