السِّــــــــرُّ العَجِيب!!
يقول الله تعالى :"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " [البينة 5 ]
ويقول سبحانه : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " [الأنعام 162- 163]
وقال عز وجل " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص ..." [الزمر2-3 ]
وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال :
سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل إمرىء
ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن
كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " حديث
متفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم .
ويرحم الله الفضيل بن عياض : أدركنا الناس وهم يراءون بما يعملون ، فصاروا الآن يراءون بما لا يعملون .
ويقول أيضا إذا كان يسأل الصادقين عن صدقهم ، مثل إسماعيل ،، وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، فكيف بالكذابين أمثالنا .
اخواني اخواتي ، الإخلاص مسك القلب ، وماء حياته ومدار الفلاح كله عليه .
ومن وجد الله فماذا فقد ؟!! ومن فقد الله فماذا وجد ؟!!
واعلم يا أخي أن حفظ القلب من الخيانة والحقد ، إنما هو بالاخلاص
فعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع : "
نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ثلاث لا يغل ّ
عليهن - أي لا يدخله حقد - قلب إمريء مؤمن : إخلاص العمل لله ، والمناصحة
لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فان دعاءهم يحيط من ورائهم " حديث صحيح
صححه الالباني في صحيح الترغيب 1 / 5.
واعلم أيضا أن الأمة تحفظ وتنصر باخلاص رجالها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ،
بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم " حديث صحيح صححه الالباني في صحيح الترغيب 1 /
6.
وعن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" بشّر هذه الأمة
بالسناء والدين والرفعة والتمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة
للدنيا ، لم يكن له في الآخرة من نصيب " حديث صحيح صححه الالباني في صحيح
الترغيب 1 / 15-16 .
فاعقل درجتك عند الله ، ولاتزهو عند الخلق ، وجوهرك جوهر الفضائح ،
وسيماك سيم الأبرار، وعد نفسك مع أنفس الكذابين ، وروحك مع أرواح الهلكى ،
وبدنك مع أبدان المذنبين ، فاقبل على تعلم الإخلاص ، فوالله إن علمه خير
العلم ، وفقهه كل الفقه ، ولا نجاة و لا فقه إلا مع سيرة النبي صلى الله
عليه وسلم وسيرة السلف الصالح.