كيف تحافظ على هدوئك ؟
كيف تحافظ على هدوئك بسم الله الرحمن الرحيم عندما تُستفـزّ وحينما تُستثار ويُراد منك أن تثور وتغضب فَـكُـن في غاية الهدوء أَعْلَمُ أن ذلك من الصعوبة بمكان خاصة في بداية الأمر ولكن تذكّر: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: “ إنما العلم بالتعلُّم ، وإنما الحلم بالتحلُّم ،ومَن يتحر الخير يُعْطَه ، ومَن يتقِّ الشرَّ يُوقَه “رواه الدار قطني في ” الأفراد ” وهو حديث حسن ،كذا قال الألباني في ” صحيح الجامع ” ( 2328 )ربما يصعب عليك كظم الغيظ أو كتمان الغضب ولكن عندما تتذكّر عظيم الأجر في كظم الغيظ وكتمان الغضب وقَسْر الـنَّـفْس وكَبْتَ جِماحها يَهُون عليك ذلك .وإنما تؤخذ الـنَّـفْس وتُربّـىٰ بالرياضةوتذكّر :إنما يُمدح الإنسان بكظم الغيظ ويُثنى عليه بحَبْسِ الـنَّـفْس ولذا قيل :الحليم يتغافل ، والكريم إذا قَدر عفـاوهل رأيت الناس يُثنون على أهوج ؟!
أو يَمدحون أرعَـن ؟!
فالثور إذا هاج لم يقف لِهَيَجَانه شيء !ويكفي في ذمّ البطش والانتقام أنه من صفات الحيوان الأهوج !ويكفي في فضل كظم الغيظ وحبْس النفس أنه من صفات الكرماء .فقد وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .قالت عائشة رضي الله عنها :ما ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ،ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ،وما نِيل منه شيء قط فينتقم من صاحبهإلا أن يُنتهك شيء من محارم الله ،فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :إن فيك خصلتين يحبهما الله :الحلم والأناة .
رواه مسلم .
قال سعيد بن عبد العزيز :فضل شداد بن أوس الأنصار بخصلتين :ببيان إذا نطق ، وبكظم إذا غَضِب .
وروي عن القعنبي قال :كان ابن عون لا يغضب ، فإذا أغضبه رجل قال :بارك الله فيك !فـكُـن كما قال الإمام الشافعي :
يخاطبني السفيه بكل قبح =
فأكره أن أكون له مُجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما =
كعُودٍ زاده الإحراق طيبا