أبواب النار (صفتها ، عددها ، ما ورد فيها)
ما هي أبواب النار؟ صفتها؟ عددها؟ ما ورد فيها؟
ورد أن الله يأمر الملائكة أن يأخذوا الكفار إلى النار، وأن يسوقهم إليها حتى تستقبلهم جهنم بأبوابها وخزنتها، وهذه الأبواب بمجرد الوصول تفتّح، كما قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (71) سورة الزمر، فبمجرد الوصول إذاً تفتح الأبواب لتكون العقوبة أسرع ما يمكن، فإذا دخلوا أغلقت عليهم وأوصدت.
وعدد أبواب النار سبعة، كما قال تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} (44) سورة الحجر، فقدر الله لكل باب من أبواب جهنم السبعة نصيباً معيناً من الناس يدخلونه، ومعنى "جزء مقسوم" يعني معينٌ متميزٌ عن غيره.
وقوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} (44) سورة الحجر، قال عكرمة: سبعة أطباق. قال ابن جريج - رحمه الله - آخذاً من أسماء النار التي وردت أسماء الطبقات، قال: أولها جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم سعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية. فالله أعلم، هل هذه الأسماء التي وردت في القرآن هي أسماء لشيء واحد؟ أم هي أسماء لدركات جهنم؟ هل هي متنوعة وكثيرة لبيان عظم شأن النار؟ أم هي أسماء لدركات النار؟
قال القطان صاحب التفسير: "وجهنم هذه ذات سبعة أبواب لكثرة من يردها من المجرمين، ولكل باب طائفة مختصة به، ولكل طائفة مرتبة معلومة تتكافئ مع شرها، ويقول عدد من المفسرين: إن لجهنم سبع طبقات ينزلها مستحقوها بحسب مراتبهم في الضلال.
وذكر بعضهم جهنم والسعير ولظى والحطمة وسقر والجحيم والهاوية.
وقال بعضهم: "سبعة أبواب" سبعة طبقات بعضها فوق بعض تسمى دركات، ويدل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (145) سورة النساء.
جهنم سبعة أقسام، ولكل قسمٍ باب، وقال بعضهم: الطبقة الأولى فيها أهل التوحيد يعذبون على قدر أعمالهم ثم يخرجون، والثانية لليهود، والثالثة للنصارى، والرابعة للصابئين، والخامسة للمجوس، والسادسة للمشركين، والسابعة للمنافقين، والله أعلم.
وقال السعدي - رحمه الله - : "كل باب أسفل من الآخر، لكل بابٍ منهم أي من أتباع إبليس جزء مقسوم، أي بحسب أعمالهم" .
وصح عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: "أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض، فيمتلئ الأول ثم الثاني ثم الثالث حتى تمتلئ كلها".
لطيفة (قصة) عن هشام بن حسان قال: "خرجنا حجاجاً فنزلنا منزلاً في بعض الطريق، فقرأ رجلٌ كان معنا هذه الآية: { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } (44) سورة الحجر، فسمعت امرأة فقالت: أعد رحمك الله، فأعادها {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} فقالت: "خلفت لي في البيت سبعة أعبد - عندي سبع عبيد - أشهدكم أنهم أحرارٌ لكل بابٍ واحدٌ منهم" فأعتقتهم رجاء أن يمنعها الله من النار من أبوابها بهذا.
جاء في بعض القصص أيضاً أن رجلاً ولدت له زوجته ست بنات، فقال لما حملت إن ولدت السابعة بنتاً فأنت طالق، أو هددها قال: إن ولدت السابعة بنتاً فسأطلقك، فلما جاءها المخاض كان في نوم، فرأى في المنام أنه أخذ به إلى النار إلى الباب الأول ليلقى فيها فإذا ابنته الأولى قد سدته تمنعهم من إدخاله فيها، فذهبوا به إلى الباب الثاني فوجد ابنته الثانية قد سدته تمنعهم من إدخاله فيها، فذهبوا به إلى بابها الثالث فوجد ابنته الثالثة تمنعهم من إدخاله فيها، حتى أتوا على الأبواب الستة، فأتوا به على الباب السابع فإذا به مفتوح فهموا بإلقائه فيها، ولم يجد من يقف عليه، فاستيقظ فزعاً يقول: "اللهم اجعلها بنتاً، اللهم اجعلها بنتاً" فولدت زوجته ببنتٍ، فأحسن مثواها.
منقول من :
دورة نعيم الجنة و عذاب النار
الدرس الثاني
للشيخ المربي الفاضل محمد بن صالح المنجد ..