"الدنيا وحقيقتها"

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد :،

اخواني ، اخواتي

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته


الإيمان طريق السعادة ليس فى الدنيا فقط بل وفى الأخرة وهذا الأهم

الحياة الأبدية الخلود بلا موت إلى مالا نهاية ...

نسأل المولى ان يرزقنا الجنة دون سابقة عذاب ولا مناقشة حساب

حتى نفهم كيف يكون الإيمان بكل معانيه واركانه هو طريق السعادة

يجب ان نستعين بالله اولاً ثم ندرك ونفهم ونعي حقيقة الدنيا ..

وهذا ما سنحاول توضيحه

الحياة الدنيا وكيفية وفلسفة تعاملنا معها .


قال يحيى بن معاذ الرازي : الدنيا خزانة الله فما الذى يُبغض منها، وكل شئ

من حجر ، أو مدر او شجر يسبح الله فيها ،قال تعالى :

(( وإن من شئ إلا يسبح بحمده )) ، وقال الله تعالى ( ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتين طائعين )


فالمجيب له بالطاعة لا يستحق ان يكون بغيضا فى قلوب المؤمنين .)


فليس المطلوب منك سب الدنيا أو الهرب منها بل الواجب عليك :

تحقيق الزهد والزهد فى ابسط صوره ومعانيه :أن تحوز الدنيا في يدك لا فى قلبك ، وأن


تملكها ولا تملكك وأن تضحي بها فى سبيل آخرتك ، لا أن تبيع الآخرة من اجلها!!


وما يعين قلبك على التشبع بالزهد :

المقارنة العابرة بين الدنيا والآخرة كما وكيفاً ، فالدنيا ايام قلائل معدومة

فى مواجهة خلود لا آخر له

والدنيا نعيمها متنغص ، إن أضحكت اليوم أبكت غدا ،وإن حلّت فيها النعم جميعا

نزلت فيها النقم سريعا إن اخصبت أجدبت ، وإن جمعت فرقت ، وإن ضمت شتتت ،

وإن زادت ابادت ، وإن اسفرت أدبرت وإن راقت أراقت ، غزيرة الآفات ، كثيرة الحسرات

، قليلة الصفا ، عديمة الوفا ،ومن لم يتبصر فى أمرها اليوم عضّ يديه غدا ، وبكى مع الدمع دما


هذه الدنيا فاجعلها قنطرة للآخرة ، وليتك تعى وتعرف حقيقتها.


نسال الله أن لاتكون الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا

واستغفر الله العظيم لي ولكم واصلى واسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.


تلخيص وتصرف من كتاب أى القلوب قلبك لخالد أبو شادي