بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله
الجزء التاسع والعشرون
(الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح، الجنّ، المزّمل، المدّثر، القيامة، الإنسان، المرسلات)
هدف الجزء: الدعوة إلى الله
الجزء كله له هدف واحد أساسي وهو الدعوة إلى الله. وهذه وصية القرآن ما قبل الأخيرة.واجب المسلمين أن يدعوا إلى الله ويأخذوا هذا المنهج ويحملوه للأرض كلها.مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (بلّغوا عني ولو آية) وقال الإمام ابن حنبل: من علم مسألة فهو بها عالم. وعليه فإن كل إنسان مسلم مسؤول عن الدعوة إلى الله مهما كان حديث العهد بالإسلام فأبو بكر أول ما أسلم دعا سبع رجال للإسلام. فالكل مسؤول عن الدعوة مهما كان العلم الذي عندنا.
(67)سورة الملك
تدور حول معنى واحد هو: (إعرف قدر الله) والآيات في السورة كلها تتحدث عن قدرة الله تعالى والملك بيد الله فإذا عرفت قدر ربك، ننتقل إلى سورة القلم.
(68)سورة القلم
فيها دعوة لتوثيق العلم. وهذه السورة هي ثاني السور ونزلت بعد سورة العلق (إقرأ) الآن جاء دور الحث على توثيق هذا العلم (والقلم وما يسطرون) فالعلم يوثّق بالكتابة ولهذا ورد ذكر القلم المتعارف على وظيفته بالكتابة والتدوين وهو وسيلة تثبيت العلم. لأنه متى وثّقنا العلم كان سلاحاً لنا في الدعوة وقد كان للمسلمين مكتبة عامرة بالعلوم هي مكتبة بغداد فأين نحن الآن في عصر العلم من توثيق علومنا؟ وتأتي السورة أيضاُ وصف أخلاق الداعية وما يجب أن يتحلى به الداعية من أخلاق ولذا قال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) لأن الرسول عليه الصلاة والسلام هو سيّد الدعاة وأشرفهم خلقاً وعلماً وديناً. وتذكر السورة بالمقابل من كانت أخلاقه سيئة مثل أصحاب الجنة فلا يصح لأي داعية أن تكون أخلاقه سيئة وعليه أن يقتدي بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام.
(69)سورة الحاقة
آياتها كلها تذكّر بالآخرة. والتذكرة بالآخرة هي وسيلة مهمة للداعية وهي من أهم ما يجب أن يستخدمه الداعية في دعوته لأن التذكرة بالآخرة ترقق القلوب القاسية. وقد احتوت السورة على مشاهد عظيمة من يوم القيامة يوم يظهر الحق الكامل ويعلم الناس إذا كانوا في الجنة أو النار.
(70)سورة المعارج
تتحدث آيات السورة عن صفات المؤمنين وهي مشابهة لسورة المؤمنون وهي مكمّلة لها لأن الداعية عليه أن يتحلّى بالصفات العبادية التي وردت في سورة المؤمنون وكذلك بالصفات الأخلاقية للمؤمن التي وردت في هذه السورة أيضاً.