نصيحة شاملة جامعة للحج
شيخنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أطلب منكم نصيحتا شاملتا جامعتا أعمل بها في الحج
بارك الله فيكم والله الموفق سبحانه
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
خير ما يُوصى به هو ما أوصى به الأولين
والآخِرين ، ألا وهي التقوى ، فعليك بِتقوى الله .
ودّع ابنُ عون رجلاً فقال : عليك بتقوى الله,
فإن الْمُتَّقِي ليست عليه وحشة.
وقال زيد بن أسلم : كان يقال : مَن اتَّقَى
الله أحبه الناس وإن كَرِهوا .
وقال الثوري لابن أبي ذئب : إن اتَّقيت الله
كَفاك الناس , وإن اتقيت الناس لن يُغْنُوا عنك من الله شيئا .
وقال سليمان بن داود : أُوتِينا مما أُوتي
الناس ومما لم يُؤتوا , وعُلِّمنا مما عُلِّم الناس ومما لم يعلموا , فلم نَجِد شيئا أفضل من تقوى الله في السر والعلانية , والعَدل في الغضب والرضا , والقصد في
الفقر والغنى . – ذَكَر ذلك ابن القيم - .
ثم الحرص على معرفة شعائر الله ، وتعظيم ما
عظّمه الله ، والوقوف عند حدوده .
وأن يتعلّم المسلم من أحكام المناسك ما يجعله
يَعبد الله على بصيرة ، ويتقرّب إلى الله مِن غير كبير كُلْفَة ولا مشقّة .
وأن يسأل عمّا أشكل عليه ، ولا يسأل إلاّ أهل
العِلْم .
وأن يعلم أن البِرّ ليس بالإيضاع ، كما قال
عليه الصلاة والسلام ، فليس البِرّ بالقوّة والفُتوّة ! ومُزاحمة الناس ، والإسراع في السير ، بل بالرِّفق ، ورحمة الضعيف .
واعلم – رحمك الله – أن الحجّ المبرور ليس له
جزاء إلاّ الجنة .
ومِن تمامه اجتناب الرَّفَث والفُسُوق .
قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ حَجَّ لِلَّهِ
فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ .
رواه البخاري ومسلم .
والله تعالى أعلم .