*فضل شهر الله المحرم والعمل فيه..*
قال تعالى: *(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)* التوبة ٣٦
✅ شهر المحرم من الأشهر الحرم
وشرف الله تعالى هذا الشهر من بين سائر الشهور فسمي بشهر الله المحرم فأضافه إلى نفسه تشريفاً له وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق تحليله. كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم الله تعالى لهذه الأشهر الحرم ومن بينها شهر المحرم وقد رجح طائفة من العلماء أن محرم أفضل الأشهر الحرم.
ومن أهم أحكام هذا الشهر ما يلي:
أولاً: تحريم القتال فيه.
ثانياً: فضل صيامه.
بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل صيام شهر الله المحرم بقوله:
*(أفضل الصيام بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)* أخرجه مسلم (1163).
وعن علي رضي الله عنه أنه سمع رجلاً يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد فقال: يا رسول الله، أي الشهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ فقال: *(إن كنت صائماً بعد شهر رمضان فصم المحرّم، فإنه شهر الله، فيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على قوم آخرين)* أخرجه الترمذي (741).
واختلف أهل العلم رحمهم الله في مدلول الحديث؛ هل يدل الحديث على صيام الشهر كاملاً أم أكثره؟ وحمله بعض العلماء على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر المحرم لا صومه كله لقول عائشة رضي الله عنها: *(ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان)* أخرجه مسلم.
ثالثاً: شهر الله المحرم ويوم عاشوراء:
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم ولهذا اليوم مزية ولصومه فضل قد اختصه الله تعالى به وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1- فضل يوم عاشوراء:
عاشوراء هو اليوم الذي أنجى الله تعالى فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، فنحن نصومه تعظيماً له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *(نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصومه)* أخرجه مسلم (1130).
2- فضل صيام عاشوراء:
أما فضل صيام يوم عاشوراء فقد دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو قتادة رضي الله عنه وقال فيه: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: *(أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)* أخرجه مسلم (1162).
و يُستحب صيام يوم التاسع معه مخالفة لأهل الكتاب في صيامه لما رواه ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *(لأن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)* أخرجه مسلم (1134).
قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.