☀ فائدة تدبرية :
الفرق بين :
(( والله بما تعملون بصير ))
مقارنة بقوله: (( والله بصير بما تعملون ))
ويقاربها: (( والله بما تعملون خبير ))
مقارنة بقوله: (( والله خبير بما تعملون ))
قال العلماء:
إذا كان العمل ظاهرياً يمكن أن يعلمه الناس قدم الله تعالى ذكر العمل
مثل :
(( والوالدات يرضعن أولادهن.......أن الله بما تعملون بصير ))
(( والذين يتوفون منكم........والله بما تعملون خبير ))
وإذا كان العمل يختص الله تعالى وحده بالاطلاع عليه والعلم به قدم سبحانه كلمة " خبير " أو " بصير "
مثل :
(( إذ تصعدون ولا تلوون.........لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون))
الحزن في القلب لا يعلمه إلا الله وحده
(( هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون ))
ثانيا : كم وردت كل منهن ؟
(( والله بما تعملون خبير )) 7 مرات
(( والله خبير بما تعملون )) 4 مرات
(( والله بما تعملون بصير )) 7 مرات
(( والله بصير بما تعملون )) 4 مرات
اللهم ارزقنا التدبر في كتابك والاهتداء بما فيه، وتجاوز عنا جميعا .
يقول تعالى
(سبح لله ما في السموات والأرض) ومرة يقول
(سبح لله ما في السموات وما في الأرض)
فهل هناك فارق بينهما؟
كل الآيات بلا استثناء إذا كرر (ما) يعقب الآية بالكلام على أهل الأرض في كل القرآن في آيات التسبيح كلها،
اي إذا قال (ما في السموات وما في الأرض)
يعقب الكلام لأهل الأرض
مثلا في سورة الصف
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) لأهل الأرض،
كذلك في سورة الحشر
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ (2)) لأهل الأرض.
وإذا لم يكرر (ما).
لا يذكر أهل الأرض ولا يعقبها.
وإنما يعقبها بشيء عن نفسه أو شئ آخر
مثلا في سورة الحديد :
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) لم يتكلم على أهل الأرض.
اذاً في جميع القرآن : حيث كرر (ما) يعقب الآية بالكلام على أهل الأرض.
ولذلك لاحظ في سورة الحشر
أولها قال
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
كرر (ما) لانه عقب بعدها باهل الارض
بينما في نهاية السورة
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
لم يكرر (ما)
لأنه لم يأت بعدها كلام على أهل الأرض وانتهت السورة.
✨لذلك نقول القرآن تعبير فني مقصود كل كلمة، كل تعبير، كل ذكر، كل حذف قُصِد قصداً ولم يأت هكذا.