السؤال:
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم بارك الله فيك وبعلمك ،،،
ارجو ان تفيدني برأيك في هذا الموضوع ،،،
جزاك الله عنا خيرا ،،،
*******
امرأة تحج سبع مرات ولم ترى الكعبة
هذه القصة وردت في قناة (.... ) مع الشيخ ..... في برنامج
(.... )
فقد اتصلت علي الشيخ امرأة لتسال
وقالت: السلام عليكم ياشيخ
الشيخ: وعليكم السلام
تسال المرأة:ياشيخ أنا عملت ذنباً كبيراً في حق ربي , فهل يمكن أن يغفر الله لي؟
الشيخ: إن الله غفور رحيم
المرأة: لكني عملت ذنباً كبيراً, وانا لدي إحساس أن الله لن يغفر لي.
الشيخ:إن الله غفور رحيم
المرأة: أنا حججت سبع مرات ولم أري الكعبة حتى الان!
الشيخ: يالله!... يارب
المراة: أنا أدخل الحرم وأرى الطائفين , ولكن لا اري الكعبة,
لدرجة أن أحدهم جعلني ألمس الكعبة بيدي, ورغم أن الكعبة كبيرة إلا أني لم ارى الكعبة
الشيخ: مؤكد أنك عملت ذنباً عظيماً, فقولي لي ماذا عملت بالضبط؟.
المراة: تتردد وتقول :ارتكبت فاحشة , زنيت مع شخص ,لا أدري ماهو الذنب بالضبط..
الشيخ: مستحيل , بل يوجد ماهو أكبر من هذا الذنب, فماذا عملتِ؟.
المراة: ساقول الحقيقه: انا ممرضة , وكانت لي علاقه مع الدجالين الذين يصنعون السحر
والاعمال باستخدام الجن وصنع الضرر للناس, وكنت اقوم بالدخول على جثث الموتى,
وكنت اضع هذه الاعمال حسب تعليمات الدجالين في فم الموتى,
ثم اغلق فم الميت واقوم بخياطة فمه , ومن ثم يدفن الميت في قبره,
وقد عملت هذه الا عمال مراراً وتكراراً.
الشيخ وقد اشتد غضبه: أنتِ لا يمكن أن تكوني إنسانة,أنت أشركتي بالله , أعوذ بالله,
وفي نفس البرنامج بعد اسبوعين يتصل ابن الممرضه على الشيخ ويدور هذا الحوار
الابن: السلام عليكم , أنا ابن المرأة التي اتصلت عليك أيها الشيخ قبل اسبوعين.
الشيخ: نعم يابني .
الابن: ياشيخ توفيت أمي , وقد ماتت ميتة طبيعيه ولكن الشئ الذي حصل ولم اكن اتصوره
هو ماحصل ساعة الدفن , فقد حملت امي مع بعض الناس لندفنها,
وعندما انزلناها الى القبر بعد حفّره حصل امر عظيم,
وهو:اننا لم نستطع ان ندفن الجثه حيث اننا كلما نزلنا كان القبر يضيق علينا,
فلا نستطيع الوقوف فيه ومن ثم نخرج ونعود, ولكنه يزداد ضيقاً حتى ذعر كل من كان معي
وتركوني .
حتى لقد قال احدهم :اعوذ بالله , لابد ان امك عملت شيئاً عظيماً...؟
فتركو امي على الارض ,لا يستطيع احد على دفنها..
فظللت ابكي حتى رايت رجلاً شديد البياض ,
وكانت ملابسه بيضاء تسر الناظرين ,فظننت انه ملك ,
خصوصاً بعد كلامه حيث قال لي :اترك امك مكانها واذهب ولا تلتفت وراءك,
فلم انطق بكلمه واحده فذهبت, ولكني لم استطع ان اترك امي دون ان ارى ماذا سوف يحدث
لها.
فالتفت فإذا شرارة هائله من السماء تخطف امي وتحرقها ,
وكان ضوء الشرارة شديداً جداً فاحترق وجهي بمجرد النظر لذلك المنظر ,
ومازال وجهي محترقاً حتى الان , فانا لااعلم إذا كان الله غاضباً مني ام لا..؟
الشيخ والدموع تذرف من عينيه, والعبرة والألم تعتصر قلبه:
يا بني ان الله يريد ان يطهرك من عمل والدتك والعياذ بالله,
لانها كانت تصرف عليك من المال الحرام.
الجواب :
ليس هناك أكبر من الشرك بالله والكفر به ، ومع ذلك فإن الله يغفر لِصاحبه إذا تاب منه .
بل إن الله وصف قول النصارى بالقول العظيم الذي تكاد تتفطّر منه السماوات والأرض ، فقال تعالى : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا) ، وحَكَم بكفرهم ، فقال : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ، ومع ذلك دعاهم تبارك وتعالى إلى التوبة ، فقال :(أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، فليس هناك عمل مهما عَظُم لا تمحوه التوبة .
وفي هذا السؤال يُذكر أن المرأة تقول إنها تابت ، وحجّت واعتمرت . فكيف يُقال عنها مثل ذلك ؟
ولا أظن القصة تصح .
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم