﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)﴾
[سورة فاطر]
من عند الله تأتي العزة ، من طاعته و من التقرُّب إليه و طلب العلم، و من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، إذا أردتَ العزةَ، و لا تصدِّقْ أحدا في الأرض لا يريد العزةَ إلا أن يكذب، فكلُّ إنسان يتمنى أن يكون له شأنٌ و مكانة، وهذا شيءٌ طبيعيٌّ، كما أنك تجوع كما أنك تشتهي أن تتزوَّج تشتهي أن تكون ذا شأن في المجتمع، و حتى أدنى حِرفي يقول لك: عملي متقَنٌ، و يفتخر بها، و أحيانا تتعطَّلُ سيارتُك فتقف أمام المُصَلِّح بكلِّ أدب، لأنك بهذا الموضوع جاهل فمارس عزَّتَه معك، هذا شيء فطريٌّ، لكن له قناةٌ نظيفةٌ وهي أن تسلك طريق الإيمان، و أن تطيع اللهَ و أن تكون مع الله فكن مع الله ترَ اللهَ معك و اترك الكلَّ و حاذر طمعَك
يقول الظاهرُ بيبرس: ما استقرَّ مُلكي حتى مات العزُّ بن عبد السلام، لمكانه في المجتمع تفوق مكانة الظاهر بيبرس، و أحد الخلفاء كان في الحرم المكي قال: أريد عالما أنتفع بعلمه، فاختاروا الإمامَ مالكًا من كبار علماء المدينة، و إمام دار الهجرة، طلبوه للخليفة فقال لهم: قولوا له يا هارون العلم يُؤتَى و لا يأتي، فقال: صدق، نحن نأتيه و قولوا له: إن أتانا لا يتخطَّى رقابَ الناسِ،قال: صدق، أتاه و أجلسوه على كرسيٍّ فقال الإمامُ مالك: من تواضع لله رفعه و من تكبَّر وضعه، فقال الخليفة: خذوا عني هذا الكرسي، هذه عزة ؛ خليفة المسلمين لا تغيب الشمسُ عن ملكه، كان يخاطب السحابةَ و يقول: اِذهبي أين شئْتِ فإن خراجَك يأتيني، و اضطر لأن يستجيب لهذا الإمام، و لو كان يريد العزةَ فلله العزة جميعا، فإله الصحابة إلهنا و إله الأقدمين إلهنا و إله الأنبياء إلهنا، و إله المؤمنين إلهنا، ما عليك إلا أن تعامله بصدق،
﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)﴾
[سورة فاطر]
الآية دقيقةٌ جدًّا، الكلام يصعد إلى الله و تبقى أنت في الأرض،أما إذا كان عملُك مؤيِّدا لكلامك صعدتَ أنت إلى الله، و لا ترقى إلى الله إلا إذا جاء عملُك موافقا لعملك
﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾
[سورة فاطر]
فقد تقول كلاما أحلى من العسل لكنَّ واقعك مختلف عن هذا الكلام، أنت في الأرض و كلامك صعد إلى الله، أما إذا أردتَ أن تصعد أنت إلى الله و ترقى إليه و تقبل عليه يجب أن يكون عملُك موافقا و لقولك
﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾
[سورة فاطر]
إليه..يرفعه" ثم قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)﴾
[سورة فاطر]
قال تعالى
﴿:إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ(36)﴾
[سورة الأنفال]
آثِرْ آخرتك على دنياك تربحهما معاً، و آثر دنياك على آخرتك تخسرهما معاً
والحمد لله رب العالمين