☆ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!☆
لا يوجد إنسان على هذه الأرض سعيد مائة بالمائة؟ ولا يوجد من لم يمر بكرب أو ألم أو حزن أو مر بتجارب صعبة.
وعندما يقلق الإنسان ويزيد قلقه يشعر بالكرب وتصبح الحياة من دون طعم ويحبط ويكتئب ثم يهرب بالانزواء أو بمحاولات الخروج من هذه الحياة وقد يحاول الانتحار.
الإنسان يحتاج في فترات من حياته إلى أن ينعزل من أجل أن يتأمل ويعيد ترتيب أوراقه وحساباته حول أفكاره ونفسه والمجتمع ولكن لفترة أو فترات بسيطة فالإنسان كائن اجتماعي وعليه واجبات ومسئوليات هي أحد مكونات وموارد السعادة والأمل فعليه أن يذهب لها من أجل الحصول عليها.
الحظ الذي يناله الجهال في حياتنا ليس هو الأمل والسعادة فلن يلبث أن يذهب وتذهب فوائده ويبقى العقل الجاهل كما هو لا يقدم لصاحبه إلا الوبال والخسران، وكثير من الجهال مشغولون بجهلهم ونعتقد أن انشغالهم سعادة ولكن لن تبقى الشمس طوال اليوم فلن تلبث أن تغرب ويأتي الليل إلا على من لديه شمعة ونور.
النفس زي الطفل الوحيد المدلل الذي يحتاج إلى أن نلاعبه ونمنيه ونحفزه ونعطيه حبات الحلوى ونراقب أفعاله فهي كالنقطة في وسط دائرة مغلقة كل العيون موجهة لها وإذا أغفلنا عنها تاهت وخرجت من تلك الدائرة للمجهول.
القناعة كنز لا يفنى وهي أحد مكونات السعادة والأمل ومن دون القناعة ومحاولة الحصول على ما لدى الناس يدخل الإنسان في الفقر الفكري والحسد والحقد والقلق ومن يمتلك القناعة لا يخاف عليه.
بقاؤنا وبقاء من نحب زي الظل المتنقل فهل سمعت بأن الظل قد ثبت بمكانه؟
لقد أقسم الله وقال (لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي في شدة وعناء ومكابدة وأصل الكبد هو الشدة.
الإنسان مكابد منذ ولادته, البيئة الجديدة والرضاعة والفطام ونمو الأسنان والمدرسة والجامعة والوظيفة والبيت والأولاد والمجتمع...الخ.
المهم بعد كل هذه المراحل التي لا تخلو من الشدائد والتجارب رعاية الأمل فهو الشمعة المضيئة لنا وهو الفراغ المتاح لنا من الكوب الذي به ماء وهو مفتاح السعادة فالسعادة هي البحث عن السعادة.