ماالسر البلاغي في تنكير كلمة "رجال" في قوله تعالى : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) ؟
الآية الكريمة تعرض نموذجا من رجال الله لم يعرض القرآن الكريم فوقهم بعد النبيين - عليهم السلام - وأبرز صفات هؤلاء هو صدق عهدهم مع الله "صدقوا ما عاهدوا الله عليه" .
وأن هؤلاء الذين ذاقوا صدق حلاوة العهد مع الله لا يبدلون أي تبديل مهما تعرضوا للقمع والجور.
وأن هؤلاء يبذل حياته منهم من يبذل، والذي لا يبذل ينتظر الساعة التي فيها يبذل وفاء لصدق عهده مع الله - عز وجل -
"من المؤمنين رجال" : ويومئ التنكير إلي معني خفي ويقول لنا : إنهم رجال ليسوا كالرجال المألوفين المعروفين وإنما لهم من قوة اليقين في الذي عند الله ما أخرجهم من جنس الرجال المعروفين.
وإذا كان المؤمنون قليلا فهم قلة من هذا القليل.
وإذا كان هناك من يبلغون في الرجال مكانة لا يكتنه قدرها، ولا يحاط بجلالها فقد بلغوا هم هذه المنزلة العظيمة، وصاروا لاينال قدرهم، ولايبلغ أحد شأوهم.
فالتنكير هنا فيه معنى التقليل الذي يجب أن يشرح شرحا يناسب هذه الآية.
وفيه معنى التعظيم الذي يجب أن يشرح شرحا يناسب هذه الآية.
وفيه معنى أنهم غرباء في الناس لقوة تميزهم باليقين فيما عند الله تعالى.
وناهيك ممن ينتظر قضاء نحبه وراجع وصفهم "ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا "..
والله تعالى أعلى وأعلم.
الجمعة 18 مارس 2022 - 14:14 من طرف 
موضوع: ماالسر البلاغي في تنكير كلمة "رجال" في قوله تعالى: 
