الزوج والبعل في التعبير القرآني:
إن معنى - الزوج – يقوم على الاقتران القائم على التماثل والاتفاق والانسجام التام، فالزوج فرد انضم إليه مماثل له من جنسه، ولذا تستعمل للرجل وللمرأة ولذلك لا يُطلق القرآن كلمة – زوج – ( على الرجل والمرأة إلا إذا كانت الحياة الزوجية متفقة ومستقرة)
ومن ذلك قوله تعالى : (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين )
أما إذا حدث خلل في الحياة الزوجية فإن القرآن يطلق على كل منهما – بعل ، وامرأة ومن ذلك :
١-عند الاختلاف في الدين كما في قوله تعالي امرأة نوح – امرأة لوط – امرأة فرعون – ولم يقل ( زوج نوح ، زوج لوط ، زوج فرعون ) .
٢- عند حدوث نزاع أو خلافات في الحياة الزوجية كما في قوله تعالى : (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضا ).
٣- عند عدم الإنجاب ، ومن دقة التعبير القرآني أن امرأة زكريا –عليه السلام- تُسمى ( امرأة ) في كل المواضع ، قال تعالى على لسان زكريا : (وامرأتي عاقر ) وقال : (وكانت امرأتي عاقرا ) إلا في موضع واحد سميت زوج عندما ولدت ( يحيى ) في قوله تعالى : (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه )
ومن هنا ندرك السر في التعبير في قوله تعالى : (ولا يبدينَ زينتهنَّ إلا لبعولتهن ) ولماذا لم يقل إلا لأزواجهن ؟
لأن البعل أعم ، فالزوج لا تُطلق إلا في حال الاتفاق والانسجام فلو قال الحق ( ولا يبدين زينتهنَّ إلا لأزواجهنَّ ) لقلنا بأن المرأة وقت الخلافات الزوجية أو عدم الإنجاب لا تُظهر زينتها لزوجها ، فآثر القرآن التعبير بالبعولة ليفيد بأن المرأة تبدي زينتها لبعلها في جميع الحالات سواءً أكان هناك اتفاق أم اختلاف في الحياة الزوجية . .