عزيز النفس لا يرجو العطايا
ولو طافت بحـاجتـه المنـايـا
ولو ضاقت به الأحــوال ذرعـاً
وعادته الــدوائر والــزوايــــا
فعند اللــه يفـرق كــل أمــرٍ
وبالإيمــان تحتـل القضـــايـا
إذا حل المصاب فكن صبـــورا
تهـن بالصــبر آلام الـرزايــا
فمن ذا ردّ مقـدوراً بسخـــطٍ
ومن ذا بالـرضـا صـدّ البـلايا
فعش ما دمت في الأعضاء عضواً
وعش كخليــةٍ بين الخــلايـــا
وكن لمواجـع الضعفــاء بحــراً
وكن جــوّاً لإفــراح الصبـايـــا
وكـن قلبـــاً لكــل دمٍ فقــيرٍ
وكن لقلوب من فقـدوا حنـايـا
إذا مــا جـاءك المضطر فـرداً
فحِرّك من مشاعرك السـرايـا
وحـاول تحتــويه بـأي حـالٍ
فـإن المـرء يعظـم بالحوايـــا
تذكّــر كلمـا جــددت ثوبــاً
بأن هنــاك آلاف العــــرايــا
تذكــّر كلمــا أُتخمـت أكــلاً
فقيرا ظل يبحث عن بقـايـا
من البلــوى إذا مـا أنت نــاجٍ
فجد بكثير مــالك للضحـايا
يرى فيك الحواســد كل عيبٍ
ولكـن لا يـرون بك المـزايــا
قبيحٌ أنت لـو أحسنت قــولا
وقد ساءت فعــالك في البرايا
وأقبـح منــك سلبـيٌ بغيـضٌ
ويعطيك النصـائح والوصـايا
فــلا الأنّـان يسعــده صنيعٌ
ولا المنّان تعجبــه الهـدايـا
كلام النـاس في الأعـراض نارٌ
فحاذر أن تكـون لهــا شظـايـا
وشرّ الخلـق من لبسوا التعـالي
وهم لفضـائح الدنيـا مطــايا
دع الأيـــام تكشـف كــل سرٍ
ولا تظهر من العيب الخفـايــا
ودع عنـك التمــّلـق إنّ فيـــه
شـذوذا ليس ترضــاه السجـايا
وبالغفران طب نفسـاً وعيشـاً
ولو عظمت من الناس الخطـايا
ومهما كان يبق الخــل خــلاً
وكــل أخٍ لإخـوتــهِ مــرايـــا
بما كسبت ستجزى كـل نفسٍ
ومـا الأعمــــال إلا بالنـوايــا
وفي يومٍ عبــوسٍ قمـطـريرٍ
سيجتمع الرعــاة مع الرعـايـا
نعيش حياتنا الدنيــا ونفنى
وفي الأخرى سنكتشف الخبايـا