الفرق بين الإسلام والإيمان
قال تعالى
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) الأحزاب/35
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الحجرات/14
******
إذا ورد أحد هذين اللفظين مفردا عن الآخر فالمقصود به دين الإسلام كله ، ولا فرق حينئذ بين الإسلام والإيمان .
******
أما إذا ورد هذان اللفظان معًا في سياق واحد فإن :
الإسلام يراد به : الأعمال الظاهرة ( الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج - وكل الشرائع والمعتقدات والآداب والأخلاق ) كما قال الله عز وجل (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ)) ، وهذه الأعمال الظاهرة قد يصحبها الإيمان القلبي وقد لا يصحبها فيكون صاحبها منافقا أو مسلما ضعيف الإيمان .
فالإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان ، وعمل الجوارح ، ويصدر من المؤمن كامل الإيمان ، وضعيف الإيمان , ومن المنافق ، لكن يسمى مسلما ظاهرا ، ولكنه كافر باطنا .
***
بينما الإيمان يراد به : الأعمال الباطنة ، وهي أعمال القلوب كالإيمان بالله تعالى ، وحبه وخوفه ورجائه سبحانه وتعالى والإخلاص له .
فالإيمان هو الاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله ، ولا يصدر إلا من المؤمن حقا كما قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا)
فالإيمان يكون في القلب ويلزم لوجوده في القلب صلاح الجوارح لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
*************************
مراتب الإيمان الإسلامي ثلاثة
تبدأُ بالإسلام , فإذا ارتقى المسلم وصل إلى مرتبة الإيمان، ثم إذا وصل إيمانه لمرحلةٍ يعبد فيها الله كأنه يراه ويطّلع عليه فقد وصل إلى أعلى مَراتب الإيمان، وهي مرتبة الإحسان.