السؤال
ذهبت للمسجد للصلاة الصبح فسمعت تسليمة الإمام وأنا على باب المسجد ، ثم رأيته يسجد سجود السهو ، فذهبت وسجدت معه سجود السهو ، ثم قمت فأتيت بركعتين وسلمت ، وأتيت بسجود السهو ، فهل تعتبر صلاتي صحيحة وإن كانت خاطئة فهل أعيدها ؟
نص الجواب
الحمد لله
من دخل مع الإمام وهو في سجود السهو الذي يكون بعد التسليم من الصلاة ، ففي صحة صلاته قولان، مبنيان على أن السجود البعدي هو من الصلاة ، أم ليس منها ؟
فمن قال إنه ليس من الصلاة، بنى عليه عدم صحة صلاة المأموم، وهذا ما ذهب إليه الحنابلة، وهو المرجح عند المالكية.
ووجه البطلان عند الحنابلة: أنه اقتدى بالإمام في غير صلاة ؛ فلم تنعقد صلاته.
ووجهه عند المالكية: أن المأموم قد زاد في الصلاة ما ليس منها.
ومن قال: إن السجود البعدي من الصلاة؛ لأنه يصح جعل البعدي قبل السلام : صحح صلاة المأموم، وهذا قولٌ للمالكية.
قال في "كشاف القناع" (1/ 461): " (وإن أدركه) المسبوق (في سجود سهو بعد السلام : لم يدخل معه) ؛ لأنه خرج من الصلاة ، ولم يعد إليها به ، حتى لو أحدث فيه : لم تبطل .
(فإن فعل) أي دخل معه في سجود السهو بعد السلام : (لم تنعقد صلاته) لما مر" انتهى.
وقال الزرقاني في "شرحه على خليل" (1/ 448): "شمل قوله: وبسجود إلخ: من أدرك مع الإمام السجود البعدي ، فأحرم معه ظانًّا أنه في الصلاة :
فتبطل عند بعض الشيوخ ، لقول المدوّنة : ( إن سجدتي السهو البعدي ليستا من الصلاة ) .
وقال بعض آخرون: تصح ، لقول المدوّنة: ( ولو قدمه صحت ) ؛ ولو كان من غير الصلاة ، لم تصح قاله المشذالي.
والراجح الأول، بل هو أولى في بطلانها بسجوده معه القبلي ، حيث لم يدرك معه ركعة " انتهى.
وينظر : "مواهب الجليل" (2/ 21) .
وعليه ؛ فالذي ينبغي لك أن تعيد الصلاة، لا سيما أنك دخلت مع الإمام، وأنت تعلم أن سجوده بعد السلام.
فائدة: من أدرك الإمام في سجود السهو قبل السلام، فإنه إذا قام وأتم صلاته، لم يسجد للسهو؛ لأنه لم يدرك سهو إمامه.
هذا هو الأظهر، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم : (85161) .
والله أعلم.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب