بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخوانى ، أخواتى .
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
تخيل أنه قد يدخل قلب المعركة فيقلب الهزيمة الساحقة نصراً مبينا !!
كيف ؟!
إن كان من نوع قلب أبى طلحة , رضى الله عنه , الذى شهد له النبى _ صلى الله عليه
وسلم _ : " صوت أبي طلحة فى الجيش خير من ألف رجل ."
(عن أنس, رضي الله عنه , كما فى صحيح الجامع)
صوته فحسب بألف فكيف بسيفه ؟!
وهل بلغ هذا إلا بقلبه وما يحوي قلبه ؟
وهل هذا إلا نتاج شجاعته وإقدامه وثباته وإيمانه وهى كلها أعمال قلوب ؟!
رضى الله عنه وكأنه يشرح بفعله معنى قول ابن الجوزى :
" الشجاع يلبس القلب على الدرع ، والجبان يلبس الدرع على القلب ."
وليدخل بذلك فى زمرة من عناهم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بقوله :
" خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا اربعمائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولا تُهزم اثنا عشر ألفا من قلة."
(رواه الترمذى وأبو داود والحاكم عن ابن عباس كما فى صحيح الجامع)
ومعنى أخِر مقطع من الحديث ( ولا تُهزم اثنا عشر ألفاً من قلة ) : ان هزيمة اى جيش إن بلغ هذا العدد
لا تكون بسبب قلته لكن بسبب قلوب جنوده ،
فهل علمتم الآن سبب غثائية الأمة وضعف قوتها ووهن عزيمتها وتبوئها ذيل الأمم ؟
وفى المقابل :
قد ينقلب قلب نصر الأمة هزيمة ماحقة ، فأن مرضا واحدا من امراض القلب وهو الوهن
كان كافيا لتسلط حفنة من اليهود لا تجاوز ملايينها عدد أصابع اليدين على أمة فاق عددها
الألف ومائتى مليون مسلم !!
إن قلوبنا هى سلاحنا الحقيقى فى معركتنا الفاصلة مع العدو
لذا
كانت ولا زالت هى هدف العدو الأساسى يبث فيها السم ليتفشى فيها الداء
فتبقى دوما طريحة فراش الشهوات والأمنيات .
هلا إنتبهنا واصلحنا قلوبنا ونبذنا خلافنا وتوحدنا على قلب رجل واحد ؟
ويعضد ذلك قول رسولنا الكريم _ صلى الله عليه وسلم _ :" صلاح أول هذه الأمة
بالزهد واليقين ويهلك آخرها بالبخل والأمل ."
( رواه أحمد وحسنه الألبانى )
ليتك تعى ما اقول ؟
((نصر الأمة فى قلب وهزيمتها فى قلب ، فأى القلبين قلبك ؟!!))
نسأل الله ان يصلح فساد قلوبنا ويصلح ذات بيننا ، فهو ولى ذلك والقادر عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفكرة من كتاب باى قلب نلقاه