الابتلاء

الابتلاء

يجب علينا ان ندرك أن هذه الدنيا دار ابتلاء، وهذا الابتلاء لا ينجو

منه أحد حتى من اصطفاهم الله من عباده وهم الأنبياء، وأكثرهم بلاء

في هذه الدنيا نبيناً محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك هو أرفعهم

درجة وأعلاهم درجة والابتلاء كما يكون في أمور الدنيا من فقد مال أو

موت ولد أو تأخر في الزواج أو مرض أو غير ذلك، فإنه أيضاً يكون

في الدين، فهناك من يبتلى بفعل الكبائر أو ترك الصلاة أو نحو ذلك.

فعلينا ان نحمد لله اذا كانت مصيبتنا في أمر من أمور الدنيا ولم يجعل

مصيبتنا في ديننا، ويجب ان نعلم أن من ابتلاه الله في الدنيا فصبر

فسيعوضه الله في الآخرة، والآخرة خير وأبقى، والآخرة خير من

الأولى، وما عند الله خير للأبرار، فإذا صبرنا على قدر الله فلنا من الله

أجر عظيم، قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ

{الزمر:10}.

ومن يتصبر يصبره الله حتى يتكيف مع ما ابتلاه الله به، ولذلك ثبت

في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:

وجدنا خير عيشنا بالصبر.

والدنيا ساعة أو ساعات معدودة محدودة، ثم نلقى الله، وغمسة واحدة

يغمسها المؤمن في الجنة تنسيه كل شقائه في الدنيا، فقد ثبت في

صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يؤتى بأشد

الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له

يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مرّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله

يا رب!!! ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط !!. رواه مسلم .

يجب علينا أن نرضى بقضاء الله وقدره رضا حقيقياً ظاهراً وباطناً ففي

ذلك سعادة الدنيا والآخرة والراحة والطمأنينة ولذة الحياة التامة

وامتثال لوصية الناصح الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث

يقول: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم

فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم. رواه مسلم وأحمد وغيرهما.

فهناك من ابتلي في بدنه بلاء لا يستطيع معه النوم، وهناك من تعطلت

كليتاه فيحتاج إلى الغسيل الكلوي دورياً، وهناك من شُلَّت قدماه ويداه

فلا يستطيع الحركة إلا بمساعد وهناك من أصيب بالعمى وهناك من

أصيب بالجذام وتساقط لحمه وقذره الناس وفروا منه حتى لا تصيبهم

العدوى، وهناك من جُنَّ وضحك منه الصبيان وطاردوه في الشوارع

ورموه بالحجارة، فأين نحن من هؤلاء؟ والله نحن في نعمة وسيزداد

شعورنا بها إذا قمنا بمقارنة انفسنا بمن هم أشد بلاء منا وبمن هو

أدون منا في أمور الدنيا.

فيجب علينا ان لا نستسلم لإحزان الشيطان لنا، ونثق بالله، ونري الله

صبراً جميلاً ونشكره على ما نحن فيه، ونحمده حمداً كثيراً

ولا نغفل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يتمنين أحدكم

الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما

كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي . متفق عليه.

، وحذار من اليأس من رحمة الله، قال الله تعالى:

إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}،

وقال تعالى: وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {الحجر:56}.

اللهم ارزقنا الصبر عند البلاء والشكر عند النعماء

وارزقــــنا اللـــــهم عيـــــش الســـــعداء

وموت الشـــــهداء ومــرافقة الأنبيــــاء

بــــــارك الله فــــــيك اخ / حازم

و اســـــــعدك الله فى الــــــدارين

الابتلاء 1343618552571

قال تعالى: ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وأنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )

موضوع رائع ومميز أخى الحبيب / حازم الطيب

جزاك الله عنا خيراً ، وبارك الله فيك

دمت فى حفظ الله ورعايته

» الابتلاء ...
» الابتلاء نعمة
» أظهار التوحيد الخالص عند الابتلاء