الوعد الحق المـــــــــــــــــــدير العــــــــــــــــــــــام
عدد المساهمات : 16600 نقاط : 52765 تاريخ التسجيل : 17/03/2011
| موضوع: سلسلة النداءات فى القرأن (النداء الرابع ) الأربعاء 20 أغسطس 2014 - 15:47 | |
| [ النداء الرابع: في القصاص والدية والعفو ] أعوذ بالله من الشيطان: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة:178] ] " ياَ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ " أول تشريع في سورة البقرة تشريع القصاص ، جاء بعده الصيام ثم بعده الحج ، ثم الأحكام الأخرى المتعلقة بالأسرة ، ما السر يا ترى ؟ هل القصاص أهم من الصيام وأهم من الحج؟ لا وإنما هذة السورة كلها في بناء المجتمع المسلم والدولة المسلمة ترسيخها وتثبيتها لإقامة الدين لا يقوم الدين إلا حين يلتئم الأمن وتستقر حياة ، كيف يقيم الناس دين الله وهم على خوف في أنفسهم ؟! ما أعظم حكمة الله في هذا الافتتاح ، أن الله أراد أن يحفظ حياة الناس أولا قبل أن يشرع لهم التشريعات ، كأنه يقول حياتكم أولا فهل تقيمون ديني بعد أن اقيم لكم الأمن ؟ والله إن هذه الأية تحتاج منا إلى تأمل ووقفة في حكمة الله ورحمته في أن الله تعالى أراد هنا استقرار الأحوال وتوطد الأمن ليقام الدين على أكمل وجه . فهذه الآية دليل صريح ظاهر على العناية الإلهية قبل العناية البشرية بأمر الأمن و استقراره ، و أنه السبب الأول لإقامة دين الله عز و جل و الله ما أعظم الله حينما عنى بذلك و ما أعظم أن يقوم الإنسان بشكر الله عز و جل في إقامة دين الله يوم أن يبقى مستقراً قد وفر له الله أسباب العيش تامة . دورة الأترجة القرآنية تابع النداء الرابع (2) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة:178] ] وتوجيه الخطاب لعموم المؤمنين, فيه دليل على أنه يجب عليهم كلهم، حتى أولياء القاتل حتى القاتل بنفسه إعانة ولي المقتول, إذا طلب القصاص وتمكينه من القاتل, وأنه لا يجوز لهم أن يحولوا بين هذا الحد, ويمنعوا الولي من الاقتصاص, كما عليه عادة الجاهلية, ومن أشبههم من إيواء المحدثين. ثم بين تعالى حكمته العظيمة في مشروعية القصاص فقال: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } أي: تنحقن بذلك الدماء, وتنقمع به الأشقياء, لأن من عرف أنه مقتول إذا قتل, لا يكاد يصدر منه القتل, وإذا رئي القاتل مقتولا انذعر بذلك غيره وانزجر, فلو كانت عقوبة القاتل غير القتل, لم يحصل انكفاف الشر, الذي يحصل بالقتل، وهكذا سائر الحدود الشرعية, فيها من النكاية والانزجار, ما يدل على حكمة الحكيم الغفار، ولما كان هذا الحكم, لا يعرف حقيقته, إلا أهل العقول الكاملة والألباب الثقيلة, خصهم بالخطاب دون غيرهم، وهذا يدل على أن الله تعالى, يحب من عباده, أن يعملوا أفكارهم وعقولهم, في تدبر ما في أحكامه من الحكم, والمصالح الدالة على كماله, وكمال حكمته وحمده, وعدله ورحمته الواسعة، وأن من كان بهذه المثابة, فقد استحق المدح بأنه من ذوي الألباب الذين وجه إليهم الخطاب, وناداهم رب الأرباب, وكفى بذلك فضلا وشرفا لقوم يعقلون. وقوله: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } وذلك أن من عرف ربه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة, أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله, ويعظم معاصيه فيتركها, فيستحق بذلك أن يكون من المتقين. تفسير السعدي تابع النداء الرابع (3) أعوذ بالله من الشيطان: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة:178] ] " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى " كتب يعني فرض و أوجب عناية بكم و بحياتكم و بأمنكم ، و الكتابة هنا ليس هي الفرض بمعنى المتعين على كل شخص أن يقيمه ، لأ ، و إنما هو القصاص إذا وقعت واقعة من قتل أو نحوه نحتاج إلى إقامته ، فليس كمثل " كتب عليكم الصيام "، و إنما هو لإقامة هذه الشعيرة و هذه الفريضة و هذا الحد ، إذا استدعى ذلك حدث لزمه . و التعبير بالقصاص الذي يعني المساواة والمماثلة ، يفيد ماذا ؟ يفيد في إظهار حكمة الإسلام في التشريع وهو إقامة العدل و المساواة بين الناس في حفظ حقوقهم ليس هناك فرق في الإسلام بين غني و فقير ، و رئيس و مرؤوس ، في حق الحياة كلهم سواء عند الله عز و جل ، ليس هناك فضل ٌ في الإسلام لرئيس على مرؤوس و لا لذكر على أنثى ، كلهم سواء في حق الحياة فمن اعتدي عليه ، فيُعتدى على من اعتدي عليه بالقصاص ، و لو كان غير مكافئ له في الجنس من ذكر أو أنثى ، و في المنزلة بين رئيس أو مرؤوس أو ضعيف غني أو فقير و ما أعظم هذا في حكمة الله ، و شرع الله الذي يثبت لنا حقاً أن هذا الدين ، دين الله عز و جل ، أقامه لعباده المؤمنين سويا ً ، أو عباده سويا ً دورة الأترجة القرآنية تابع النداء الرابع ( 4 ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة:178] ] لاحظوا أنه هنا ذكر الأنثى و لم يذكر الذكر لماذا ؟ هذا دليل صريح عظيم على عناية الله بالمرأة ، بأنه ذكرها ونص عليها و لم ينص على الرجل . و لأن حكم القصاص للرجل في الجاهلية معروف ، يقيمون حقه ، إذا قتل رجل قتل رجل و زيادة ، لكنه إذا قتلت امرأة ، لا يقيمون حقها ، فأقام الله حقها صريحا ً هنا وذكرها بالخصوص لأنها من ما أبطله و أزاله أهل الشرك و أهل الجاهلية أرأيتم كمال هذه الشريعة !! و أن هذه السورة تمحص ما أبطله و أزاله أهل الكتاب والمشركون ، و هذا ظاهر بكمال شريعة الإسلام دورة الأترجة القرآنية تابع النداء الرابع (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة:178] ] " فمن عفي له من أخيه " تعبير أخيه ماذا يفيد ؟ يفيد الترغيب في العفو يعني كأنه يقول هذا أخوك .. أخوك المسلم فأعفوا عنه ، قال" من أخيه " ليحفزه و يدعوه لاستشعار هذه الأخوة ، فيعفو ، ثم أيضا ترغيبا ً بالعفو قال" شيءٌ " مما يدل على أن أي عفو من أي فرد من أفراد المقتول يسقط به القصاص ، يعني لو قتل شخص عمدا ً و حق على القاتل القصاص فأي فرد من أفراد ورثت هذا المقتول لو عفى و قال أنا عفوت سقط القصاص ، يعني لا يلزم أن يعفو جميع الورثة ، أرأيتم رحمة الله و عنايته و حرصه على العفو ، لا شك أن هذا من كمال الشريعة دورة الأترجة القرآنية ....................................................................................... قوله تعالى: (فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف...) الله سبحانه وتعالى ندب إلى العفو فقال: {وأن تعفوا أقرب للتقوى} [البقرة: 237] وقال تعالى: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم} [التغابن: 14] ، وقال في وصف أهل الجنة: {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس} [آل عمران: 134] ؛ لكن العفو المندوب إليه ما كان فيه إصلاح؛ لقوله تعالى: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} [الشورى: 40] ؛ فإذا كان في العفو إصلاح، مثل أن يكون القاتل معروفاً بالصلاح؛ ولكن بدرت منه هذه البادرة النادرة؛ ونعلم، أو يغلب على ظننا أنا إذا عفونا عنه استقام، وصلحت حاله، فالعفو أفضل لا سيما إن كان له ذرية ضعفاء، ونحو ذلك؛ وإذا علمنا أن القاتل معروف بالشر، والفساد، وإن عفونا عنه لا يزيده إلا فساداً، وإفساداً فترك العفو عنه أولى؛ بل قد يجب ترك العفو عنه. تفسير العثيمين تابع النداء الرابع (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة:178] ] " ذلك تخفيف من ربكم ورحمة " و عطف رحمة على تخفيف ، ليؤكد أن شريعة الله ـ قد اشتملت على ذلك رحمة بكم و تخفيف عليكم ، فما أعظم هذا التعبير القرآني الكريم و لاحظوا أنه قال ذلك تخفيف مِنْ مَنْ ما قال " من الله " قال " من ربكم " أي رعاية من ربكم ، فالرب سبحانه و تعالى هو المصلح لأحوال عباده و الناظر لهم بما فيه منفعتهم فهو رعاية بكم فاشكروه و أقيموا دينه كما أمركم دورة الأترجة القرآنية ................................................................................... وقوله تعالى: [ ورحمة } أي بالجميع: بالقاتل - حيث سقط عنه القتل، وبأولياء المقتول - حيث أبيح لهم أن يأخذوا العوض؛ لأن من الجائز أن يكون الواجب إما القصاص؛ أو العفو مجاناً؛ لكن من رحمة الله أنه أباح هذا، وهذا؛ فهو رحمة بالجميع. تفسير العثيمين { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة :179 في القــصاص حياة, والتنكير في { حَيَاةٌ } للتعظيم, وتلك الحياة العظيمة هي مافيه من ارتداع الناس عن قتل النفوس؛ لأن أشد ماتتوقاه نفوس البشر من الحوادث : المــــوت فلو عـلم القاتل أنه يسلم من الموت لأقدم على القتل مستخفا بالعقوبات, ولو ترك الأمــر للثـأر كمــا في الجاهلية لأفرطوا في القتل وتسلسل الأمر فكان في مشروعية القصـاص حــياة عظيمـة من الجانبين .. ابن عاشور .. التحرير والتنوير .................................................................. { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة179] معناه كثير ، ولفظه قليل لأن معناه أن الإنسان إذا علم أنه متى قتل اقتصوا منه كان داعياً ألا يقدم على القتل فارتفع كثير من قتل الناس بعضهم لبعض ، وكان ارتفاع القتل حياة لهم . [السيوطي – الاتقان في علوم القرآن (3/185)]سلسلة النداءات في القرءان الكريم[ النداء الأول: في الأدب مع رسول الله بالوعد الحـــق https://alwa3d.forumegypt.net/t4804-topic
عدل سابقا من قبل الوعدالحق في الجمعة 22 أغسطس 2014 - 14:10 عدل 1 مرات | |
|
الوعد الحق المـــــــــــــــــــدير العــــــــــــــــــــــام
عدد المساهمات : 16600 نقاط : 52765 تاريخ التسجيل : 17/03/2011
| موضوع: رد: سلسلة النداءات فى القرأن (النداء الرابع ) الأربعاء 20 أغسطس 2014 - 15:49 | |
|
صفحة الوعــــــــــــد الحــــــــــــــق بالفيس بوك
https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82/257695784303116
جـــــــروب الوعد الحــــــــق بالفيس بوك
https://www.facebook.com/groups/alwa3d.al7aq/?fref=ts
صفحة الصُحبة الطيبة بالفيس بوك
https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8%D8%A9-Forum-good-companionship/180484078636404 | |
|