هل تُدرك الجماعة بإدراك التشهد الأخير ... ؟
سؤال
من جاء والإمام في التشهد الأخير ، فهل يدخل مع الجماعة أو ينتظر حتى يُسلّم الإمام ثم تُقام جماعة أخرى .
وهل يُدرك الجماعة بإدراك التشهد ؟
الجواب :
من جاء والإمام في التشهد الأخير فإن غلب على ظنه أنه يجد جماعة أخرى فينتظر ثم يُصلي مع الجماعة الأخرى
لأن الجماعة إنما تُدرك بركعة فأكثر
لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة . رواه أبو داود .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً : من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة .
وفي رواية لمسلم : من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة .
ومثله صلاة الجمعة ، فإن من أدرك ركعة مع الإمام فإنه يأتي بركعة ثانية
ومن لم يُدرك ركعة مع الإمام من صلاة الجمعة فإنه يُصليها ظهراً ولو أدرك التشهد .
لقوله عليه الصلاة والسلام : من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أو غيرها فقد أدرك الصلاة . رواه ابن ماجه .
ولقوله : من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى . رواه ابن ماجه .
وأما إن كان يغلب على ظنّه أنه لا يجد جماعة أخرى فليُصلّ مع الجماعة ، وله مثل أجر الجماعة
لقوله عليه الصلاة والسلام : من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم خرج عامداً إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا كتب الله له مثل أجر من حضرها ، ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وحسّنه الألباني .
وهذا في حق من لم يُفرّط
وفرق بين أن يُدرك صلاة الجماعة من أولها فيُكتب له الكمال
وبين أن يُدرك بعض الصلاة مع الجماعة ، فيفوته الكمال ، وإن أدرك التمام
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إذا نودي بالصلاة فأتوها وأنتم تمشون ، وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا . رواه البخاري ومسلم .
فالتمام أقل من الكمال ، كما في قوله تبارك وتعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا )
فالكمال في دين الإسلام ؛ لأنه كمُل فلا يقبل الزيادة
والتمام في النعمة ؛ لأنها تقبل الزيادة .
والله تعالى أعلى وأعلم .
الشيخ / عبد الرحمن السحيم