كيفية رد السلام على من مدَّ يده للسلام أثناء الخطبة:
السؤال: إذا كان الإمام يخطب وسلَّم عليك آخر، ولو مد يده وسلَّم، فما الحكم؟
فأجاب الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - بقوله: تشير له وقت الخطبة، وتضع يدك في يده إذا مدها من دون كلام؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالإنصات، وقال: ((إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطبُ، فقد لغوت))؛ متفق على صحته، فجعل أمرَه بالمعروف لغْوًا وقت الخطبة، فكيف بغيره من الكلام، وقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((من مسَّ الحصى فقد لغا))، فينبغي للمؤمن في الجمعة أن ينصتَ ويخشع ويحذرَ العبث بالحصى أو غيره، وإذا سلَّم عليه أحدٌ أشار إليه ولم يتكلم، وإن وضع يدَه في يده إذا مدَّها من غير كلام فلا بأس كما تقدم، ويُعلمه بعد انتهاء الخطبة أن هذا لا ينبغي له، وإنما المشروع له إذا دخل والإمام يخطب أن يصليَ ركعتين تحية المسجد، ولا يسلم على أحد حتى تنتهي الخُطبة، وإذا عطس فعليه أن يحمدَ اللهَ في نفسه، ولا يرفع صوته؛ مجموع فتاوى ابن باز (12/410).
السؤال: ما حكم السلام والإمام يخطب؟ وما حكم الرد أيضًا؟
فأجاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - بقوله:
الإنسان إذا جاء والإمام يخطب فإنه يصلِّي ركعتين خفيفتين، ويجلس، ولا يسلِّم على أحد؛ فالسلام على الناس في هذه الحال محرَّم؛ لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا قلتَ لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغوتَ))، وكذلك قال: ((من مسَّ الحصى فقد لغى))، واللاغي: معناه الذي أتى شيئًا من اللغوِ، وربما يكونُ هذا اللغو الذي حصل منه مفوتًا لثواب الجمعة؛ ولهذا جاء في الحديث: ((ومن لغى فلا جمعةَ له))، وإذا سلَّم عليك أحدٌ فلا تردَّ عليه السلامَ باللفظ، لا تقل: وعليك السلامُ، حتى لو قاله باللفظ، فلا تقل: وعليك السلام، أما مصافحتُه فلا بأس بها، وإن كان الأَولى أيضًا عدم المصافحة، مع أن بعض أهل العلم قال: إن له ردَّ السلام، ولكن الصحيح أنه ليس له أن يردَّ السلام؛ لأن واجبَ الاستماع مقدَّمٌ على واجب الرد، ثم إن المسلم في هذه الحال ليس له حقُّ أن يسلِّمَ؛ لأن ذلك يَشغَل الناسَ عما يجب استماعُهم إليه؛ فالصواب أنه لا رد ولا ابتداء للسلام والإمام يخطب؛ فتاوى أركان الإسلام (1/395).
السؤال: ما حُكم رد السلام وتشميت العاطس أثناء خطبة الجمعة؟
الجواب:
لا يجوز تشميت العاطس، ولا ردُّ السلام على من سلَّم عليك والإمام يخطب على الصحيح من أقوال أهل العلم؛ لعموم نهيِ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكلام أثناء الخطبة؛ ففي الصحيحين عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة أخبره، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا قلتَ لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب؛ فقد لغوتَ))، وهذا لفظ البخاري ج 1 ص 224، ولما أخرجه الإمام أحمد في (مسنده) ج 2 ص (474) بلفظ: ((إذا قال الرجلُ لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت، فقد لغا))، فإذا سلَّم عليك أحدٌ تصافحه باليد، ولا تتكلم برد السلام، وترد عليه السلام بعد انتهاء الخطيب من الخطبة الأولى، أو بعد انتهائه من الخطبة الثانية إذا سلَّم عليك أثناء الخطبة الثانية، أو ترد عليه بالإشارة؛ كالمصلي، وكذلك تشميت العاطس يردُّ عليه السامع بعد انتهاء الخطيب من الخطبة الأولى أو الثانية كما سبق، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الفتوى رقم: (18978):
عضو: بكر أبو زيد
عضو: صالح الفوزان
عضو: عبدالله بن غديان
نائب الرئيس: عبدالعزيز آل الشيخ
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.