《حسن الظن بالله》
الحمد لله الكريم الرحمن , المحسن المنان , والى على عباده الفضل والجود والامتنان , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة توحيد وإخلاص وإيمان , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى من بني عدنان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والإحسان وسلم تسليماً..
أيها المبارك ...
من جملة العبادات القلبية حسن الظن بالله جل في علاه ... لا يخيِّب الله عبداً أحسن الظن به ... ولا يضيع عمل عامل.
حسن الظن بالله طريق موصل إلى الله وإلى دار كرامته وهو من جملة الإحسان لله في عبادته. قال تعالى (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
حسن الظن بالله يملأ القلب سروراً وطمأنينة , لأن محسن الظن يوقن بسعة رحمة الله ,
حسن الظن بالله يحقق لصاحبه كرامة ربانية ، قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه " والذي لا إله غيره لا يحسن عبدٌ بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله ظنّه , وذلك بأن الخير في يده " رواه ابن أبي الدنيا.
مواطن يتأكد فيها حسن ظن العبد بربه سبحانه ...
عند وقوع الشدائد والملمات ... فهاهـم الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله في غزوة تبوك لم يُكْشَف عنهم ما حل بهم من كرب وضيق إلا بعد ما أحسنوا الظن بالله ...
عند غلبة الدين وكثرته,
عند الدعاء يوقن المرء بالإجابة ويحسن الظن بربه في إجابته وفي كشف كربته ...
وإني لادعوا الله حتى كأنني :: أرى بجميل الظن ما الله صانعه.
عند التوبة بعد الوقوع في الذنب يحسن العبد ظنه بربه في مغفرة ذنوبه وقبول توبته ... (وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى)
عند حلول الأجل, قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " رواه مسلم.
فيا أيها المبارك ..
أحسن ظنك بربك تجد ما يسرّك ... وتذكر أن حسن الظن لا يكون مع التفريط والإضاعة والإهمال , وإنما يكون مع حسن العمل وتمام الإقبال.
أما سوء الظن بالله من أعظم الذنوب وأخطرها
بل هو من أعظم أسباب الردى والخسران,
فإذا ساء ظن العبد بربه ساء عمله , وإن حسن ظنه بربه حسن عمله.
فعليك أخي أن تجاهد نفسك وأن تقبل على ربك إيمانا وتوكلاً ومعرفةً بأسمائه وصفاته وأن توقن أن خالقك ومولاك عند حسن ظنك به.ا
أسأل الله بمنه وفضله أن يجعلنا وإياكم ممن وفقهم للحق والخير إنه ولي ذلك والقادر عليه .
اللهم ثبت المرابطين من أبنائنا على الحدود واربط على قلوبهم وسدد رميهم وقوع عزائمهم اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
عبدالله حزام العبدلي
《أبوبركات》
الجمعة 1437/4/26