التذكير والتأنيث في القرآن:
من صور الجمال في الجملة القرآنية التذكير والتأنيث حيث
إن هناك كلمات في القرآن تأتي مرة مذكرة وتأتي مرة مؤنثة
ونجد أن التأنيث نوعان :
تأنيث حقيقي وتأنيث معنوي
التأنيث الحقيقي :
هو ما فيه ذكر وأنثي
التأنيث المعنوي :
مثل شمس وآية وبينة كل هذه الآشياء مؤنثة لكن مؤنثة معنوية مثلاً كلمة بينة مرة تأتي مؤنثة ومرة مذكرة كما في قول الحق : (جاءهم بينات) و (جاءتهم البينات)
مثال: الريح في القرآن:
من الشئ الجميل والعجيب واللطيف في آيّ القرآن
ويظهر في حديث القرآن عن الريح ..
ففي الآيات المتشابهة نجد أن الله أحياناً
يصف الريح بالمذكر وأحياناً يصفها بالمؤنث
في سورة يونس:
"هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى
إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ
وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ
الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ
دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا
مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ(22)"
في سورة الآنبياء:
" وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
(81)"
لنا في الحديث العادي أن نستخدم أيهما ولكن
ذلك التناوب يكون خارج القرآن فهناك
ميزان نضع فيه الاثنين
(جاءتها ريح عاصف)
و
( لسليمان الريح عاصفة)
فنجد عند وزن الكلمتين والنظر لسياق الآيات
أن هذا القرآن ليس من كلام البشر
وإنما من كلام خالق القوي والقُدر جل في علاه
عاصف مذكر وعاصفة مؤنث
** المذكر للقوة والشدة والرهبة.
** والمؤنث للخير والنماء والتكاثر والرحمة والرفق واللين
يتكلم الله عن الريح إنها من آياته والريح إما تأتي بشدة أو بالنماء والبركات
·
ومن هنا ينقلنا القرآن إلي قوم في البحر
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى
إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ
وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ
الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ
بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ
أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ(22))
فناسب هنا التذكير لما فيه من أهوال
لكن الريح مع سيدنا سليمان عليه السلام
ريح خير ورحمة ورزق ورفق وبها
الكثير والكثير من الخيرات
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً)
فناسب هنا التأنيث
وأيضا
اضافة بسيطة ...مع سيدنا سليمان كانت الريح بسرعة رياح العواصف ، ولكن بدون تدمير العواصف ،فقط لها سرعة العاصفة ، أما فى عرض البحر كالموقف المصور فى سورة يونس فالريح سريعة ومدمرة ....والله أعلم ...وجزاكم الله خيرا .