سؤالي أيها الأحبة عن التّذكير والتأنيث لأعضاء الجسم وهل هناك قاعدة تحكم هذا التذكير والتأنيث:
أي لماذا نقول هذا أنف .. وهذا فم .. وهذه قدم
وأيهما أصح أن نقول رأسي يؤلمني أم رأسي تؤلمني؟
الجواب :.
جاء في " المزهِر " للسّيوطيِّ (2/223، 224):
( . . . وقال فيما يُذكَّر ولا يُؤنَّث:
يا سائلاً عمَّا يُذكَّرُ في الفَتَى لا غير عِهْ مِن حاذقٍ لك يخبرُ
رأسُ الفتَى وجَبينُهُ ومَعَاؤُه والثَّغر ثمَّ الشَّعْر ثم المَنْخَرُ
والبطْن والفَمُ ثم ظُفْر بعدَه نابٌ وخَدٌّ بالحياءِ يعصفرُ
والثّدي والشِّبر المزيد وناجذٌ والباع والذّقْن الَّذي لا يُنكرُ
هذي الجوارحُ لا تُؤنِّثْها فما فيه لها حظٌّ إذا ما تُذْكَرُ
وقال فيما يُؤنَّث ولا يُذكَّر:
السَّاق والأذْن والأفخاذ والكَبِدُ والقلب والضِّلَع العوجاء والعَضُدُ
والزَّند والكفُّ والعَجُز الَّتي عُرِفَتْ والعين والعُرْقُب المجزولة الأحدُ
والسِّنّ والكَرِش الغرثى إلى قدمٍ من بعدها وَرِك معروفة ويدُ
ثم الشِّمال ويُمناها وإصْبعها ثم الكُراع وفيها يكمل العَدَدُ
إحدى وعشرين لا تذكيرَ يدخُلُها وتاءُ تأنيثِها في النَّحو يُعتمدُ
ألَّفتُها مِن قريضٍ ليس له (1) مقتدرًا يومًا علَى مِثْلِهِ لو رامَها أحَدُ
وقال الشَّيخ جمال الدِّين بن مالك فيما يُذكَّر ويُؤنَّث مِنَ الحَيَوان: (2)
. . .
وقال غيره في ذلك:
وهذي ثمان جارحات عَدَدتُّها تُؤنَّثُ أحيانًا وحِينًا تُذَكَّرُ
لسانُ الفتَى والإبْطُ والعُنْق والقَفَا وعاتِقُه والمَتْن والضِّرْسُ يذْكرُ
وعند ذراع المرء ثم حسابُها فذكِّرْ وأنِّثْ أنتَ فيها مُخيّرُ
كذا كلُّ نحويٍّ حَكَى في كتابه سوى سِيبَوَيْهِ فَهْوَ عنهمْ مُؤخَّرُ
يرَى أنَّ تأنيثَ الذِّراعِ هُو الَّذي أتَى وهو للتَّذكيرِ في ذَاك مُنْكِرُ
ــــــــــــــــ
(1) كذا في المطبوعِ الَّذي بينَ يديَّ، ولعلَّ " له " زائدة في البَيْت؛ إذْ لا يستقيمُ بها الوَزْن -فيما أعلم-.
(2) الأبيات الَّتي أورَدها السّيوطي هي لابنٍ مالكٍ -- في كتابه " نظم الفوائد "، وقد حقَّقه د. سليمان العايد، وأنقلها منه؛ لكونِها أضبطَ -فيما أرَى-:
يَمِينٌ شِمالٌ كَفٌّ القَلْتُ خِنْصِرٌ سَهٌ بِنْصِرٌ سِنٌّ رَحِمْ ضِلَعٌ كَبِدْ
كَرِشْ عَيْنُ الاُذْنُ القِتْبُ فَخْذٌ قَدَمْ وَرِكْ وَكِتْفٌ وَعَقْبٌ ساقٌ الرِّجْلُ ثُمَّ يَدْ
لِسانٌ ذِراعٌ عاتِقٌ عُنُقٌ قَفًا كُرَاعٌ وضِرْسٌ ثُمَّ إبْهَامٌ العَضُدْ
ونَفْسٌ ورُوحٌ فِرْسِنٌ ذِفْرى إِصْبَع مِعًا بَطْنُ إِبْطٌ عَجْزٌ الدُّبْرُ لا تَزِدْ
فَفِي يَدٍ التَّأْنِيثُ حَتْمًا وما تَلَتْ وَوَجْهَانِ فيمَا قَدْ تَلاهَا فَلا تَحِدْ
قال المحقِّق تعليقًا على البَيْتِ الأخير:
( يُريد بهذا أنَّ ما قبل " يد " تأنيثُها حَتْمٌ، وما بعدها يجوز فيها التَّذكير والتَّأنيث ) انتهى.