حجة الوداع.. أعظم وثيقة لحقوق الإنسان
بقلم/ رجب عبد الله
وتسمى حجة الإسلام وحجة البلاغ وحجة الكمال وحجة التمام..
وسميت حجة الوداع: لأن النبي صلى الله عليه وسلمودع الناس بعد أداء المناسك في هذه الحجة..
روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بها وقال: هذا يوم الحج الأكبر، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اشهد ! وودع الناس فقال: هذه حجة الوداع..
بعد أن بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة، وأدى الأمانة، وأكمل الله تعالى الدين، وأتم النعمة، وتمت أعمال دعوته صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في دين الله أفواجا، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرى ثمار دعوته، بعد هذه الحياة الطويلة في سبيل الله، وأن يعلم الناس مناسكهم، فأعلن في الناس أنه يريد الحج، فقدم المدينة خلق كثير كلهم يريد أن يقتدي ويأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم..
متى كانت حجة الوداع؟
كانت في السنة العاشرة من الهجرة..
وبعد أن أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يريد الحج اجتمع إليه مائة وعشرون وقيل مائة وأربعة وأربعون ألفا 144 ألفا من الناس في مشهد فيه معان العزة والتمكين، ليشهدوا أول حج على التقاليد الإسلامية الخالصة التي لا دخل فيها للجاهلية والوثنية، وليلتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقتبسوا عنه مزيد من التعاليم..
تحرك الجمع
وفي الخامس والعشرين من ذي القعدة من السنة العاشرة من الهجرة وفي يوم السبت، تحرك هذا الجمع المبارك بعد الظهر حتى بلغ ذي الحليفة فاغتسل النبي صلى الله عليه وسلم وادهن ولبس إزاره ورداءه، وقلد بدنه، ثم أهل بالحج والعمرة وقرن بينهما، وسار وهو يلبي لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك..
الوصول إلى مكة
وصل هذا الجمع المبارك إلى مكة في الرابع من ذي الحجة، يوم الأحد ليلاً، وقضى في الطريق ثماني ليالي، وصلى بها الصبح ثم اغتسل، ودخل مكة نهاراً ، فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، ولم يتحلل لأنه كان قارنا قد ساق الهدي..
وأمر من لم يكن قد ساق الهدي أن يجعلوا إحرامهم عمرة، ثم يتحللوا من إحرامهم..
وأقام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أربعة أيام، من يوم الأحد إلى الأربعاء..
يوم التروية
هو اليوم الثامن من ذي الحجة، وكان يوم الخميس توجه في النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى فصلى بأصحابه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ثم أتى عرفة..
المجيء إلى عرفة
أجاز النبي حتى أتى عرفة، فوجد قبة قد ضربت له بنمرة، ولما زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت، فأتت بطن وادي عرفة، وقد اجتمع حوله الناس فقام فيهم خطيبا في خطبة جامعة، بين فيها أصول الإسلام، وقواعد الدين، ووضح مقاصد الشريعة، يتعلم منها الصحابة، والأجيال المسلمة كان فيها جوامع الكلم، وتعتبر وثيقة من وثائق الإسلام، ومثلا أعلى لكل داعية ونموذج يحتذي به..
خطبة الوداع عرفات
بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا.. إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.. ألا كل شيء من أمر الجاهلية موضوع، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وكان مسترضعا في بني سعد فقتلته هزيل.. وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله.. فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله.. إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا ولاة أمركم، تدخلوا جنة ربكم..
وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد بأنك قد بلغت وأديت ونصحت..
فقال: بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس، اللهم اشهد ثلاث مرات..
ثم أذن المؤذن وأقام، فصلى بالناس الظهر والعصر جمع تقديم قصرا..
ثم أتى عرفة فاستقبل القبلة ونزل عليه قوله تعالى :الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً المائدة..
فلما سمعها عمر بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ليس بعد الكمال إلا النقصان..
ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة يدعو حتى غربت الشمس..
الذهاب إلى المزدلفة
فدفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المزدلفة، وأردف أسامة بن زيد خلفه وهو يقول: أيها الناس عليكم بالسكينة..
ثم صلى بها المغرب والعشاء جمع تأخير جمعا وقصرا، ولم يسبح بينهما شيئا، بأذان وإقامتين، ثم اضجع حتى الفجر فصلى الفجر حتى تبين له الصبح بآذن وإقامة..
ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام وهو مكان بالمزدلفة فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا أي الصبح..
الذهاب إلى منى
دفع النبي صلى الله عليه وسلم من المزدلفة قبل طلوع الشمس وأردف الفضل بن عباس، وأتى بطن محسر، وأمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجمار سبع حصيات، وسار حتى أتى جمرة العقبة الأولى، فرماها بسبع حصيات يكبر في كل حصاة منها، ثم انصرف..
يوم النحر
انصرف النبي إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده، وأعطى عليا فنحر ما بقي وهي سبع وثلاثون بدنة تمام المائة، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكل من لحمها وشرب من مرقها ثم ركب فأفاض إلى البيت وصلى الظهر..
خطبة النحر
خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر حين ارتفع الضحى وهو على بغلة شهباء، وعلي بعبر له، والناس بين قائم وقاعد وأعاد بعض ما ألقاه بالأمس..
فقد روى الشيخان عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادة وشعبان، وقال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس ذا الحجة، قلنا: بلى. قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليست البلدة؟ قلنا: بلى. فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا..
وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض..
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد.. فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع..
وفي رواية أنه قال فيها أيضا: ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ألا لا يجني جان على ولده، ولا مولود على والده، ألا إن الشيطان يئس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به..
الرجوع إلى منى
ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى في نفس اليوم وبات بها فلما أصبح انتظر الزوال ورمى الجمرات بدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم العقبة يرمي كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، وفعل ذلك في كل أيام التشريق..
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أيام التشريق، يؤدي المناسك ويعلم الشرائع، ويذكر الله، ويقيم التوحيد، ويمحو معالم الشرك، ويقيم سنن الهدى على ملة إبراهيم..
وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة نفر النبي صلى الله عليه وسلم من منى فنزل بخيف بني كنانة من الأبطح وأقام هناك بقية يومه وليلته وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ونام نومه خفيفة وبعدها ركب إلى البيت، فطاف طواف الوداع، ثم توجه راجعا إلى المدينة.....
نظرات في خطبة الوداع
1-إن الناظر إلى خطبة الوداع يرى فيها أن الزمان مهما طال فإن الغلبة لأولياء الرحمن وجنده، مهما حوربت الدعوة وضيق عليه وسامها الأعداء ألوان العذاب والعداء والاضطهاد، فإن العاقبة للحق وأهله العاملين المخلصين.. من كان يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين ساموا سوء العذاب والعنت والقهر وهم بمكة، أنه سوف يملك هذا البلد ويحج فيه آمنا مطمئنا مع هذا الجمع العظيم.. من كان يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاط بالمشركين قبل الهجرة يريدون قتله، أنه سوف يحاط في هذا البلد بمائة وأربعة وأربعين ألفا من أتباعه يحمونه ويدافعون عنه، إنها سنة الله أن العاقبة للمتقين..
2-كانت خطبة الوداع جامعة مانعة أصغت لها الدنيا بأسرها بلسان حالها ومقالها – لتسمع كلام النبي صلي الله عليه وسلم وهو يوضح مبادئ الرحمة والإنسانية ويرسي لها دعائم السلم والسلام ويقيم فيها أوامر المحبة والأخوة وفرش بأرضها روح التراحم والتعاون وكأنه يعلم أنه سوف يأتي من بعده أقوام يتركوا هذه المبادئ والقيم..
3-كانت خطبة الوداع نموذجا من الهدي النبوي الشامل المتكامل كانت وصية إلي الالتزام بجوانب الاعتقاد والعبادة والعناية بالإصلاح الاجتماعي في كل الجوانب..
4-كان خطبة الوداع تمثل رؤية واضحة ومنهجا اجتماعيا متوازنا ومتناسقا بين مراعاة حقوق الفرد والجماعة والرجل والمرأة والأسرة..
5-تعد خطبة الوداع دستورا رائعا لبناء مجتمع متكامل متكافل متكاتف يشد بعضه بعضا، تتكامل فيه جهود الفر والجماعة والأسرة والمجتمع..
6-كانت خطبة الوداع في غاية الأهمية، حتى أن الكاتب البريطاني هربرت جورج قال عنها: حج محمد حجة الوداع من المدينة إلى مكة قبل وفاته بعام، وعند ذاك ألقى على شعبه موعظة عظيمة، إن أول فقرة فيها تجرف أمامها كل ما بين المسلمين من نهب وسلب وثارات ودماء، وتجعل الفقرة الأخيرة منها الزنجي المؤمن عدلا للخليفة، إنها أسست في العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم، وإنها لتنفخ في الناس روح الكرم، كما إنها إنسانية السمة، ممكنة التنفيذ، وإنها خلقت جماعة إنسانية يقلل ما فيها مما يغمر الدنيا من قسوة وظلم، عما في أي جماعة أخرى سبقتها..
ما تضمنته خطبة الوداع
1-حرمة سفك الدماء بغير حق، وإقرارا للعدل والمساواة إن دماءكم وأموالكم.... فأي دين هذا يسوي بين الحاكم والمحكوم، وبين الغني والفقير، والقوي والضعيف، والصغير والكبير، والأبيض والأسود والأحمر، والرجل والمرأة، في الحقوق الإنسانية.. فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.. ونحن نرى في العصر الحديث التفرقة العنصرية بين الأبيض والأسود والقوي والضعيف وهذا واضح ولا يحتاج إلى برهان ولا دليل..
2-دفن الجاهلية ووضعها تحت الأقدام ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع.. فكل شيء من الجاهلية دفنه النبي صلى الله عليه وسلمتحت قدمه لحقارته.. فوضع أخلاق ومبادئ وقيم الجاهلية، وتصوراتها ومظاهرها وشعاراتها وكبريائها وعنجهيتها، وعقائدها وأحكامها وأعرافها، كل ذلك وضع النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدمه.. فما بالنا اليوم نستخرج هذه الجاهلية من تحت الأقدام، في أشكالها وصورها، ونسميها بغير أسمائها، فنقول عنها حضارة تارة، وأصالة تارة أخرى، استخرجناها وتمسكنا بها في مظاهرها وأشكالها، في الحكم والقضاء، في العلم والتعليم، في المؤسسات والجمعيات، في المدارس والجامعات، في كل شيء، وما ذلك إلا بسبب استخراج الجاهلية.. فلنترك الجاهلية والجاهلين، ولنرجع إلى سنة خاتم المرسلين..
3-من أجمل ما شملت عليه خطبة الوداع الوصية بالنساء خيرا، وعلل أنهن عوان (أي أسيرات) لا يملكون لأنفسهن شيئا، فإن الإسلام أعطى للمرأة حقوقها ووصى بها.. وجعلها بنتا في بيت أبيها، وزوجة في بيت زوجها وهي سيدة ذلك البيت.. أعطاها حقها في الميراث، وكانت من قبل لا تأخذ شيئا.. جعل لها كرامة وكانت من قبل تباع وتشترى.. وجعل لها رأيا ولم يكن لها من قبل رأي.. فهذا هو الإسلام جعلها مصانة في بيتها معززة في حياتها.. فأي حق أفضل من ذلك.. أما اليوم فنحن لم نفرق بين حق المرأة وحرية المرأة، فلم نعطها حقها وإنما جعلنا لها الحرية في كل شيء، فإذا بها لم تحصل على حقها وبالحرية فعلت كل شيء من الرذيلة والأخلاق، وتركت كرامتها تحت الشعارات المزيفة التي لا تمت للحقيقة بشيء.. فالمرأة اليوم تنجرف مع تيار كاسح، يكاد يختزل المرأة وقيمتها ووظيفتها في الجسد المزوق والمظهر المنمق المعروض في كل مكان، والمبذول لكل راغب المتعة الحرام.. فأي حق وأي حرية لها في ذلك..
4-التمسك بكتاب الله والاعتصام به فهو سبيل العزة والنصر والنجاح في الدنيا والآخرة، ولما كانت الأمة متمسكة به ومجتمعة تحت خليفة واحد، كانت في عزة وكرامة تهابها الأمم ويذل لها الملوك والتاريخ خير شاهد.. ولما تركت الأمة كتاب ربها تمزقت وتفرقت، فاجتمع عليها الأعداء، شقت وعاشت في مذلة وضياع، كما نرى اليوم ليس للمسلم أي حق ولا أدنى كرامة أو قيمة على الإطلاق..
5-حرمة الربا، لأنه النظام الذي يسحق الفقراء، ويجعل المجتمع طبقيا يمتلئ بالأحقاد والضغائن ويكثر فيه الجرائم.. ويعرض المجتمع للحرب مع الله، وأي نصر في معركة تكون مع الله، فلا يكون إلا الشقاء والتعاسة، وقلة الخير والبركة، فلا خير من الأرض إلا القليل ولا من السماء إلا النذر اليسير..
6-التحذير من الشيطان، فإنه يأس من المؤمن لكنه رضي باليسير من المحقرات التي نظن أنها بسيطة، وهي في الحقيقة مدخل للشيطان إلى القلب فيفسده ويهلك الإنسان بعد ذلك..
7-شمولها لأمور الدنيا والآخرة، فهي قد عالجت شئون الحياة الاجتماعية، من علاقة الأخ بأخيه، والمرأة بزوجها، والأفراد بالمجتمع، والحاكم بالمحكوم، والعبد بربه سبحانه وتعالى، وحذرت من الشيطان، وبينت أسس الدين ومقاصد الشريعة، وأنهم سوف يلقون ربهم فيسألهم عن أعمالهم في الآخرة..
8-على الداعية البلاغ وليس عليه النتائج، وهو أمر محسوم من القرآن فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ والنبيصلى الله عليه وسلم يقرر ذلك أن الداعية عليه أن يبذل قصارى جهده ومبلغ طاقته، وجل وقته، وأكثر ماله، وكل ما يملك، في سبيل دعوته، ولا ينتظر النتيجة ولا يحاسب عليها هل التزم الناس معه أم لا..
وهكذا كانت هذه الوصايا الجامعة والمبادئ النافعة تمهد السبيل إلى الاستقرار الأسري والتوازن الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والتعارف الإنساني، قياما بواجب الدعوة إلى هذا الدين بالتي هي أحسن..
كانت هذه الخطبة بمثابة رسالة حضارية عامة إلى كل البشرية على اختلاف ألوان وأجناسهم وألسنتهم....
والله أعلم..