هل صح حديث أن الرسول ﷺ عندما وصل الى العرش ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه..الحديث
السؤال : هذا الحديث منتشر في المجموعات الواتس اب ما صحته أفيدونا جزاكم الله خيرا روي ان الرسول ﷺ عندما وصل إلى العرش ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه فنودي لماذا تخلع نعليك ؟ فقال : الهي خشيت عاقبة الطرد ومرارة الرد وان يقال لي كما قيل لأخي موسى ، فنودي يا محمد إن كان موسى أراد فأنت المراد وان كان موسى أحب فأنت المحبوب وان كان موسى طلب فأنت المطلوب وأنت القريب وأنت الحبيب . فسلني ما تحب فأني سميع مجيب . فقال الرسول الكريم : الهي لا أسالك آمنة التي ولدتني ولا حليمة التي أرضعتني ولا فاطمة ابنتي ، وإنما أسالك أمتي فقيل له : يانبي الرحمة ، ما أشفقك على هذه الأمة ، أمتك خلق ضعيف وانأ رب لطيف وأنت نبي شريف ولا يضيع الضعيف. بين اللطيف والشريف فوعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك شطرين أنت تقول أمتيأمتي وانا أقول رحمتي رحمتي .... صلوا على البدر المنير والسراج الوهاج
الجواب :
الحمد لله
أولا:
هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا وجود له في دواوين السنة فيما نعلم .
لكن قصة خلع النعل : ذكرها اللكنوي ، وأنكرها ، في "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (92-93):
"وَلْنَذْكُرُ هَهُنَا بَعْضَ الْقِصَصِ الَّتِي أَكْثَرَ وُعَاظُ زَمَانِنَا ذِكْرَهَا فِي مَجَالِسِهِمُ الْوَعْظِيَّةِ ، وَظَنُّوهَا أُمُورًا ثَابِتَةً مَعَ كَوْنِهَا مُخْتَلِقَةً مَوْضُوعَةً.
فَمِنْهَا؛ مَا يَذْكُرُونَ من أَن النَّبِي لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ إِلَى السَّمَوَات العلى ، وَوَصَلَ إِلَى الْعَرْشِ الْمُعَلَّى : أَرَادَ خَلْعَ نَعْلَيْهِ ، أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا مُوسَى حِينَ كَلَّمَهُ: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طوى) . فَنُودِيَ مِنَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى: يَا مُحَمَّدُ! لَا تَخْلَعْ نَعْلَيْكَ فَإِنَّ الْعَرْشَ يَتَشَرَّفُ بِقُدُومِكَ مُتَنَعِّلا ، وَيَفْتَخِرُ عَلَى غَيْرِهِ مُتَبَرِّكًا، فَصَعِدَ النَّبِيُّ إِلَى الْعَرْشِ وَفِي قَدَمَيْهِ النَّعْلانِ وَحَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ عِزٌّ وَشَأْنٌ.
وَقَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ جَمْعٌ مِنْ أَصْحَابِ الْمَدَائِحِ الشِّعْرِيَّةِ ، وَأَدْرَجَهَا بَعْضُهُمْ فِي تَأْلِيفِ السَّنِيَّةِ ، وَأَكْثَرُ وُعَاظِ زَمَانِنَا يَذْكُرُونَهَا ، مُطَوَّلَةً وَمُخْتَصَرَةً ، فِي مَجَالِسِهِمُ الْوَعْظِيَّةِ.
وَقَدْ نَصَّ أَحْمَدُ الْمُقْرِي الْمَالِكِيُّ فِي كَتَابِهِ "فَتْحِ الْمُتْعَالِ فِي مَدْحِ خَيْرِ النِّعَالِ"، وَالْعَلامَةُ رَضِيُّ الدِّينِ الْقَزْوِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْزُرْقَانِيُّ فِي "شَرْحِ الْمَوَاهِبِ اللَّدُنِّيَّةِ" : عَلَى أَن هَذِه الْقِصَّة مَوْضُوعة بِتَمَامِهَا ، قَبَّحَ اللَّهُ وَاضِعَهَا .
وَلَمْ يَثْبُتْ فِي رِوَايَةٍ مِنْ رِوَايَاتِ الْمِعْرَاج النَّبَوِيّ ، مَعَ كَثْرَة طرقها : أَن النَّبِي كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ مُنتعِّلا، وَلا ثَبَتَ أَنَّهُ رَقِيَ عَلَى الْعَرْشِ ؛ وَإنْ وَصَلَ إِلَى مَقَام : دَنَا مِنْ رَبِّهِ فَتَدَلَّى ، فَكَانَ قَابَ قوسين أَو أدنى ، فَأَوْحَى رَبُّهُ إِلَيْهِ ربه مَا أَوْحَى" انتهى .
والله أعلم.