دروس وعظات من سورة يوسف

"دروس وعظات من سورة يوسف "

هذه السورة الكريمة ـ سورة يوسف عليه السلام ـ غنية بالدروس والعظات التي تستوجب التأمل والتدبر من أولي الألباب، الشباب منهم بخاصة: لأن يوسف عليه السلام واجه هذه الأحداث والمحن المختلفة وهو شاب·
ومن أهم هذه الدروس النافعة ما يلي:
1 ـ ثبات الصفات والطبائع في الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، فالناس هم الناس في كل زمان ومكان، بأحاسيسهم ورغباتهم، والله الذي خلقهم شرع لهم الدين الذي يصلح هذه الفطرة، ويضبط أحاسيسها ورغباتها، ويوجهها الوجهة النافعة التي تنمِّي الحياة، وتحقق التعاون الإيجابي بين الناس: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) الروم:30·
2 ـ الغيرة والحسد والحقد والتآمر عناصر مترابطة يفضي بعضها إلى بعض مما يؤدي إلى إضعاف الإحساس بعاطفة الأخوة والتنكر لحقوقها: (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين) يوسف: 5·
3 ـ إن الخلوة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها تهيئ الفرص للإغواء الشيطاني سواء أكان ذلك في مجال العمل كأن يكون الرجل سكرتيراً للمرأة، أو كانت المرأة سكرتيرة للرجل، أو في مجال الخدمات المنزلية، أو الزيارات الأسرية أو غيرها، (وروادته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك) يوسف:23، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: >لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم<(11)·
4 ـ إن الإيمان القوي ومراقبة الله في السر والعلانية، والإحساس بأنه ـ سبحانه ـ يسمع ويرى من أقوى الأسلحة في مقاومة الإغواء الشيطاني: (قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) يوسف:23، (ولقد رواته عن نفسه فاستعصم) يوسف:32·
5 ـ إن الوفاء وكرم الأخلاق يقتضيان ألا يسيء العاقل إلى من أحسن إليه، (إنه ربي أحسن مثواي)، فالظاهر أن يوسف عليه السلام يقصد بكلمة >ربي< العزيز الذي أوصى امرأته بإحسان مثواه: (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً) يوسف:21·
فإطلاق رب على السيد والراعي مألوف في هذه البيئة، وقد تكرر هذا اللفظ بهذا المعنى مرات عدة في هذه السورة: (أما أحدكما فسيقي ربه خمراً) يوسف:14، (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) يوسف:50·
6 ـ من يتق الله ويخافه يجعل له مخرجاً من كل ضيق، وفرجاً في كل شدة: (واستبقا الباب وَقَدَّت قميصة من دُبُرٍ وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم) يوسف:25·
إن المرأة قلبت الحقائق عندما فوجئت بقدوم زوجها، واتهمت يوسف بمحاولة الاعتداء عليها، واقترحت سجنه أو تعذيبه، وكلامها ـ وهي سيدة البيت، وامرأة العزيز سيكون مصدقاً، وليس ليوسف من يشهد له أو يدافع عنه، ولكن الله الذي اعتصم به يوسف وأبى يوسف فعل الفاحشة خوفاً منه وطاعة له، هيأ له شاهداً أنصفه من حيث لا يقصد، وهو شاهد لا شبهة في شهادته، إنه قريب زوجة العزيز: (وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قُبُلٍ فصدقت وهو من الكاذبين· وإن كان قميصه قُدَّ من دُبُرٍ فكذبت وهو من الصادقين· فلما رأى قميصه قد من دُبُرٍ قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم) يوسف:26 ـ 28·
7 ـ المؤمن التقي يؤثر سجن الدنيا وعذابها على متعة محببة محرَّمة تورث عذاب الآخرة: (قال رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه) يوسف:33·
8 ـ أهمية اللجوء إلى الله والاستعانة به على دفع الشر، ومقاومة الفتنة: (وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين· فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم) يوسف:33:34·
9 ـ الالتزام الخلقي سمة يتميز بها المؤمن في كل المجتمعات ومع اختلاف الأحوال، فيكون موضع ثقة من يعاشره أو يتعامل معه، فالفتيان اللذان دخلا مع يوسف السجن لجآ إليه وحده لتفسير ما رآه كل منهما في منامه لتميزه بالإحسان من بين المسجونين(نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين) يوسف:36·
10 ـ المؤمن داعية إلى الله في كل المواطن والمواقف، فيوسف ـ عليه السلام ـ في سجنه دعا الغلامين اللذين قصداه لتفسير رؤياهما إلى دين الله الواحد، ومنحهما درساً مفيداً مقنعاً في عقيدة التوحيد: (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار· ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف:39 ـ 40·
11 ـ أهمية التلطف في الدعوة إلى الله لجذب قلوب من يدعوهم: >يا صاحبي السجن<، ففي مخاطبتهما بهذا الوصف إشعار لما يقربه منهما، ومساواته لهما مما يفتح له قلوبهما فيأنسان به، ويستمعان باهتمام لما يقول·
12 ـ الإسلام هو دين التوحيد الذي أرسل الله به جميع الرسل: (إن الدين عند الله الإسلام) آل عمران:19، (فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين) يوسف:101·
فيوسف ـ عليه السلام ـ يدعو ربه أن يتوفاه على دين الإسلام، وفي سورة البقرة يقول الحق سبحانه وتعالى: (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون) البقرة: 133·
13 ـ أهمية التصدِّي لتحمل مسؤولية يأنس من نفسه التأهل لها، والقدرة عليها: (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) يوسف:55، (وقال الذي نجا منهما وادَّكر بعد أمةٍ أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون) يوسف:45·
14 ـ مشروعية التحايل للوصول إلى هدف مشروع: (فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذَّن مؤذن أيتها العير إنكم لساقون) يوسف: 70·
15 ـ الابتلاء كما يكون بالضر والمكر يكون بالخير ورفع القدر، وكلما علت منزلة العبد عند ربه عظم ابتلاؤه، وأشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فيوسف عليه السلام وهو ابن نبي وحفيد نبي، ويعدُّه الله لأن يكون نبياً··· ابتلي بغيرة إخوته، وكيدهم للتخلص منه، وإلقائه في السجن بعد أن ثبتت براءته، وكل ذلك ابتلاء بالبشر، كما ابتلي بالنشأة المرفهة في بيت عزيز مصر، وبعد خروجه من السجن معززاً مكرماً، تعرف إليه الملك، وقرَّبه منه: (قال إنك اليوم لدينا مكين أمين· قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم· وكذلك مكَّنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) يوسف:54 ـ 56)، وهذا ابتلاء بالخير
16 ـ المؤمن واثق من عون الله، يأمل الخير، ويرجو الفرج، ولا يعرف اليأس طريقاً إلى قلبه: (يا بنيَّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) يوسف:87·
17 ـ الإحسان إلى من أساء، والعفو عند المقدرة: (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) يوسف:92، (قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين· قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) يوسف: 97 ـ 98·
18 ـ بر الوالدين والإحسان إليهما، وتقديرهما: (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين· ورفع أبويه على العرش) يوسف: 99 ـ 100·
19 ـ شكر النعمة، وتذكر فضل الله ولطفه، والتضرع إليه بطلب حسن الخاتمة والإلحاق بركب الصادقين·
20 ـ إن الله كريم لا يضيع أجر من اتقاه وصبر على ابتلائه، وكان من المحسنين: (قد منَّ الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) يوسف:90·

أَيُّنَا سَيُسَارِعُ لِيَتَعَلَّمَ (القرآنَ) بعدَ هَٰذا الحَديثِ!... بالوعــد الحــــق :

https://alwa3d.forumegypt.net/t4669-topic

حقق حلمك بحفظ القرآن الكريم " بالوعد الحــــق

: https://alwa3d.forumegypt.net/t45-topic

كلام الله ..تأمل .. كيف انبهروا ! بالوعــــد الحـــــق :

https://alwa3d.forumegypt.net/t4694-topic#13114 …

صفحة الوعــــــــــــد الحــــــــــــــق بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82/257695784303116

جـــــــروب الوعد الحــــــــق بالفيس بوك

https://www.facebook.com/groups/alwa3d.al7aq/?fref=ts

صفحة الصُحبة الطيبة بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8%D8%A9-Forum-good-companionship/180484078636404

» سورة يوسف
» سورة يوسف
» وقفات فى سورة يوسف
» "خواطر حول سورة يوسف"
» حكم وعظات من كتاب الفوائد لابن القيم الجوزيه